رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التعمير فى كل مكان»| «المنصورة الجديدة».. مدينة الجيل الرابع بمواصفات عالمية

المنصورة الجديدة
المنصورة الجديدة

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال ساعات، المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة، التى تعد واحدة من مدن الجيل الرابع، وبدأ تنفيذها قبل أقل من خمس سنوات، وفقًا لقرار رئيس الجمهورية رقم ٣٧٨ لسنة ٢٠١٧.

ويصف المخططون افتتاح مدينة المنصورة الجديدة بأنه ضمن مشروعات مخطط تنمية ساحل مصر الشمالى، الذى يطل بواجهته على البحر الأبيض المتوسط، بدءًا من مدينتى شرق وغرب بورسعيد وصولًا لمنطقة سيدى برانى على الحدود مع دولة ليبيا الشقيقة.

يتضمن المخطط إنشاء مدينتى شرق وغرب بورسعيد ثم التحرك نحو مدينة دمياط الجديدة، ثم مدينة المنصورة الجديدة، بعدها مدينة العلمين الجديدة ورأس الحكمة، وصولًا لمطروح الجديدة حتى سيدى برانى، وهى مشروعات يمكن توصيفها بـ«مصر التى على الساحل».

وزير الإسكان: كسر للمقاييس العالمية فى توقيتات التنفيذ

قال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لـ«الدستور»، إن مثل هذا النوع من المشروعات بهذا الشكل يعد إنجازًا عالميًا، لأنك تنفذ حجمًا ضخمًا من المشروعات الكبرى فى نفس الوقت، وفى مدد زمنية غير معقولة، وهو ما يعد كسرًا للمقاييس العالمية فى توقيتات تنفيذ مثل هذا النوع من المشروعات، وهو ما يعنى أن هناك مجهودات غير عادية تبذل على الأرض، بمتابعة مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وتستهدف وزارة الإسكان أن تكون مدينة المنصورة الجديدة المركز الريادى الثالث للمال والأعمال، بعد العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، وتم الانتهاء حاليًا من المركز الريادى للمال والأعمال فى العاصمة الإدارية المعروف بمنطقة الأبراج، وتم تدشين منطقة مثيلة فى مدينة العلمين الجديدة قبل أكثر من سنة، تنفذها نفس الشركة التى نفذت حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية، ومن المرتقب أن يتم تدشين منطقة مال وأعمال قريبًا فى مدينة المنصورة الجديدة.

وتحكى مدينة المنصورة الجديدة، المطلة على البحر المتوسط، قصة نجاح مصر فى بناء مدن حديثة بمواصفات عالمية، إذ اكتملت مرحلتها الأولى بعد ٥ سنوات من إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا بإنشائها كمدينة جيل رابع، لتسهم مع بقية المشروعات القومية فى احتواء الزيادة السكانية، بعدما تخطى عدد المصريين ١٠٠ مليون نسمة. حمل القرار الجمهورى بتدشين المدينة، رقم ٣٧٨ لسنة ٢٠١٧، وبلغت مساحة المرحلة الأولى فى البداية ٢٠٦٣ فدانًا، ووصلت حاليًا لنحو ٢٥٠٠ فدان، من أصل ٧٢٠٠ فدان إجمالى المساحة المخصصة للمدينة، بطول ١٥ كيلومترًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، باستثمارات قدرت بنحو ٤٥ مليار جنيه للمرحلة الأولى.

وتستمر الدولة فى بذل جهود كبيرة لاحتواء الزيادة السكانية، عبر توفير الوحدات السكنية الجديدة ومرافق الرعاية الصحية والمكاتب الإدارية والمدارس والخدمات الأخرى.

تصميمات تكنولوجية حديثة وبيع الأراضى بالتكلفة الفعلية للمرافق 

لم يقتصر التوسع فى إنشاء المدن الجديدة على محافظة القاهرة فقط، بل امتد ليشمل جميع محافظات الجمهورية، وكانت مدينة المنصورة الجديدة أحد أبرز مدن الجيل الرابع التى تم تشييدها مؤخرًا، والتى صُممت بإمكانات تكنولوجية حديثة، ما جعلها تُصنف كمدينة من الطراز العالمى.

ويجرى تخطيط وتنفيذ المدن الجديدة بالاعتماد على أحدث النظم التخطيطية، وروعى أن تكون أسعار بيع الأراضى بالتكلفة الفعلية للمرافق الأساسية، حتى تكون نواة لجذب الاستثمار مع منح العديد من الامتيازات للمستثمر، مثل الإعفاءات الجمركية والضريبية.

واستهدفت جهود توفير الوحدات السكنية محدودى الدخل فى المقام الأول، بهدف الارتقاء بمستوى المعيشة من خلال توفير مسكن صحى مناسب وحياة كريمة تتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

وتقع مدينة المنصورة الجديدة بطول ١٤ كيلومترًا على الطريق الساحلى بجانب مدينة جمصة، كامتداد لها حتى حدود محافظة كفر الشيخ، وتبعد ٥٤ كيلومترًا عن المنصورة القديمة، وتضم أنواع إسكان مختلفة: «سياحى وفيلات وإسكان متوسط واجتماعى»، وتستوعب أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.

وتشمل خريطة المدينة ٣ أنواع من مشروعات الإسكان: «الاجتماعى والمتوسط والسياحى»، كما أن جميع الوحدات المطروحة كاملة التشطيب ومجهزة بجميع المرافق اللازمة، إضافة إلى وجود المسطحات الخضراء والخدمات الترفيهية فى كل مشروع سكنى.

وجرى الانتهاء من المرحلة الأولى بنسبة ١٠٠٪، ويضم «سكن مصر» ٤ آلاف و٧٠٤ وحدات سكنية ذات طابع ساحلى، بينما الإسكان الاجتماعى يضم ١٣٩٢ وحدة، ومشروع «جنة» يضم ١١ ألفًا و٢٣٢ وحدة، وهناك ٢١٠٠ فيلا، وإجمالى الوحدات ١٧ ألف وحدة سكنية.

وتضم أيضًا المرحلة الأولى ٨ أسواق تجارية ومدارس لكل المراحل الدراسية، وجامعة المنصورة الجديدة التى تم إنشاؤها على مساحة ١٢٧ فدانًا وبها ٦ كليات، إضافة إلى الجامعات الخاصة ومركز طبى ومركز شرطة ومبنى تحكم الجيل الرابع، بجانب ٥ مساجد و٣ كنائس و٣ بنوك.

وتضم المرحلة الثانية من مدينة المنصورة الجديدة ٤٤ عقارًا من «سكن مصر»، بإجمالى ١٠٥٦ وحدة سكنية، و٢٢٤ عقارًا «جنة» بإجمالى ٥ آلاف و٣٧٦ وحدة، ومبنى مديرية أمن الدقهلية، إضافة إلى استكمال مبانى الجامعة ومحطة تحلية مياه البحر بقدرة ١٦٠ ألف متر مكعب، والتى تم تنفيذ المرحلة الأولى منها بقدرة ٤٠ ألف متر مكعب يومى، ومحطة الكهرباء بقدرة ٥٠٠ ميجا فولت أمبير، ومحطة معالجة صرف صحى بقدرة ١٠٠٠ متر مكعب يومى.

ووفقًا لتقرير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الصادر فى نوفمبر ٢٠٢٢، تهدف المدن الجديدة بشكل عام إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال القضاء على الفقر وتحقيق المساواة والحد من تأثيرات تغير المناخ وتوفير حياة صحية، إضافة إلى تحقيق النمو الاقتصادى الشامل.

رئيس جهاز تنمية المدينة: بدأنا عمليات الترفيق.. وننتهى العام المقبل

قال المهندس ياسر عبدالحليم، رئيس جهاز تنمية مدينة المنصورة الجديدة، التابع لهيئة المجتمعات العمرانية، إن المرحلة الأولى جاهزة للافتتاح، وجرى البدء فى ترفيق المرحلة الثانية منذ ٦ أشهر، على مساحة ١٥٠٠ فدان، ومن المقرر أن تنتهى بالكامل العام المقبل.

وأضاف «عبدالحليم»، لـ«الدستور»، أن المدينة تضم كل أنواع السكن الذى يلائم جميع الشرائح المجتمعية، وفقًا لتعليمات القيادة السياسية، وهو ما يعنى أن هناك وحدات إسكان اجتماعى لمحدودى الدخل، وهناك وحدات إسكان لمتوسطى الدخل، مثل «سكن مصر» و«جنة»، وهناك وحدات إسكان لمرتفعى الدخول مثل الفيلات.

وأوضح رئيس جهاز مدينة المنصورة الجديدة أن المرحلة الأولى من المشروع تضم خدمات متطورة، تشمل ٨ أسواق وجامعة المنصورة الجديدة ومدرستين وأماكن خدمات للمواطنين.

وتابع: «كما تضم المدينة الجديدة كورنيش طوله نحو ١٥ كيلومترًا، تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالكامل بطول ٤ كيلومترات، ويستقبل الزوار منذ فترة، من كل المدن والمحافظات المحيطة، إذ تمثل المدينة الجديدة متنفسًا للمدن والمحافظات المحيطة فى كل دلتا مصر».

وأكد أن جامعة المنصورة الجديدة بدأت العمل بالفعل وبها طلاب حاليًا، من خلال ٨ كليات: «المعاملات القانونية الدولية وكلية الأعمال وكلية العلوم الأساسية المتقدمة وكلية علوم وهندسة الحاسب وكلية الهندسة وكلية الصيدلة وكلية طب الأسنان وكلية الطب»، وهناك نحو ١٢ عمارة اشترتها الجامعة كسكن للطلاب، بخلاف الجامعات الأخرى التى يجرى تنفيذها.

كما تم وجار تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية، التى تشمل مركزًا صحيًا ومركز شرطة ونقطة إطفاء، بجانب الانتهاء من المرحلة الأولى لمحطة تحلية المياه بطاقة ٤٠ ألف م٣/يوم، التى تبلغ الطاقة الإجمالية المخططة لها ١٦٠ ألف م٣/يوم.

وأوضح رئيس جهاز تنمية مدينة المنصورة الجديدة أن ما تحقق هناك على أرض الواقع هو نتاج عمل جماعى مستمر، بقيادة وإشراف ومتابعة الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، والمهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب الوزير لشئون تنمية وتطوير المدن الجديدة، وكل قيادات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. وتعود فكرة إنشاء المدينة إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ تم وضع حجر أساس للمدينة، وظل حجر أساس فقط، حتى أعيد طرح الفكرة مجددًا فى عام ٢٠٠٩، لكن لم يحدث شىء على أرض الواقع، وبعد ثورة ٣٠ يونيو تمت إعادة الحديث عن المدينة، وأصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء وقتها، قرارًا بتخصيص أرض للمشروع، بعد القرار الجمهورى، وتم وضع حجر أساس جديد عام ٢٠١٧، على أن تنتهى المرحلة الأولى ٢٠٢٢.