رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحجاب يحول بين المرأة واستكمال تربيتها».. أسباب معارك قاسم أمين

قاسم أمين
قاسم أمين

أثار قاسم أمين ضجة كبيرة جدا بكتابه"تحرير المرأة"، ثم رد على من شككوا في كلامه بكتابه "المرأة الجديدة"، وفيه يصف كيف أن الحجاب يحول بين المرأة واستكمال تربيتها.

وقال قاسم أمين، في كتابه المرأة الجديدة فصل المرأة والحجاب:"لو لم يكن في الحجاب عيب إلا أنه مناف للحرية الإنسانية وأنه صار بالمرأة إلى حيث يستحيل عليها أن تتمتع بالحقوق التي خولتها لها الشريعة الغراء والقوانين الوضعية فجعلها في حكم القاصر لا تستطيع أن تباشر عملا ما بنفسها مع أن الشرع يعترف لها في تدبير شئونها المعاشية بكفاءة مساوية لكفاءة الرجل وجعلها سجينة مع أن القانون يعتبر لها من الحرية ما يعتبره للرجل - لو لم يكن في الحجاب إلا هذا العيب – لكفى وحده في مقته وفي أن ينفر منه كل طبع غرز فيه الميل إلى احترام الحقوق والشعور بلذة الحرية ولكن الضرر الأعظم للحجاب فوق جميع ما سبق هو أنه يحول بين المرأة واستكمال تربيتها".

وأضاف:"إذا تقرر أن تربية المرأة من الضرورات التي لا يمكن أن يستغني عنها فما هي التربية التي تناسبها؟ هل يناسبها تربية كتربية الرجل أو تُخص بتربية أخرى؟ وهل يمكن تربيتها مع الحجاب أو لا بد فيها من لبطالة؟ وهل يعمل فيها على قواعد تؤخذ من العلوم الغربية الحديثة؟ أو يرجع فيها إلى أصول المدنية الإسلامية القديمة؟، هذه المسائل تدخل في باب التربية والحجاب وقد دار البحث والجدل فيها في العام الماضي بين كثير من الكتاب والآن نريد أن نبدي رأينا فيها على غاية من الوضوح، ففي المسألة الأولى - لا نجد من الصواب أن تنقص تربية المرأة عن تربية الرجل".

وتابع: "أما من جهة التربية الجسمية؛ فلأن المرأة محتاجة إلى الصحة كالرجل فيجب أن تتعود على الرياضة كما تفعل النساء الغربيات اللاتي يشاركن أقاربهن الرجال في أغلب الرياضات البدنية ويلزم أن تعتاد على ذلك من أول نشأتها وتستمر عليه من غير انقطاع وإلا ضعفت صحتها وصارت عرضة للأمراض؛ ذلك لأن النواميس الطبيعية تقضي بضرورة التوازن بين ما يكسبه الجسم وما يفقده؛ بحيث لو اختل هذا التوازن فسدت الصحة واختل نظامها. والأمراض التي تصيب الإنسان بسبب إهماله استعمال قواه الجسمية ليست بأقل عددًا ولا بأخف ضرًا من الأمراض التي تصيب من ينفق قوته ولا يعوّض بالتغذية ما فقد منها".

ويصف أمين ولادة المرأة بأنها أقسى ما يمكن أن يقاسيه بشر:"ثم إن ما تقاسيه المرأة من الآلام والمشقات حين الولادة في مرة واحدة ربما يزيد على ما يعانيه الرجل من المتاعب طول حياته ولا يحتمله من النساء إلا القويات المزاج الصحيحات الأجسام كنساء القرى المتعوّدات على العمل البدني المتمتعات بالهواء النقي أما نساء المدن المحرومات من الحركة والتمتع بالشمس والهواء، فلا قدرة لهن على احتمال هذه المشقات؛ ولذلك فإن أكثرهن يعشن عليلات بعد الولادة الأولى، وكثيرًا ما يهلكن فيها؛ فبلغ عدد من يمتن منهن في النفاس أكثر من ثلاثين في الألف".

وواصل: "وكما تلزم العناية بصحة المرأة لوقايتها من المرض والموت كذلك يلزم العناية بصحتها؛ حرصًا على صحة أولادها ووقايتهم من العلل؛ لأن ما يعرض على مزاج الأم وما يكون فيه من الاستعداد للمرض ينتقل بالوراثة إلى الأولاد، وأما من جهة التربية الأدبية فلأن الطبيعة قد اختارت المرأة وندبتها إلى المحافظة على آداب النوع؛ فسلمتها زمام الأخلاق وائتمنتها عليها فهي التي تصنع النفوس، وهي ساذجة لا شكل لها فتصوغها في أشكال الأخلاق وتنشر تلك الأخلاق بين أولادهافينقلونها إلى من يتصل بهم فتصبح أخلاقا للأمة بعد أن كانت أخلاقا للعائلة كما كانت أخلاقا للعائلة بعد أن كانت أخلاقا للأم. 

واختتم: "هذا يدلنا على أن المرأة الصالحة هي أنفع لنوعها من الرجل الصالح والمرأة الفاسدة هي أضر عليه من الرجل الفاسد، ولعل هذا هو السبب في ما وقر في نفوس الناس في كل زمان من أن الرذيلة الواحدة إذا تدنست بها المرأة حطت من قدرها أكثر مما تحط من شأن الرجل لو تدنس بها وأن الفضيلة تعلي من شأن المرأة ما لا تعليه من شأن الرجل".