رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يؤكدون: التكنولوجيا لاعب رئيسي في تحقيق الاستدامة

جريدة الدستور

أكد عز الدين حسين خبير التحول الرقمي، أهمية تعريف الاستدامة وعوامل تحقيقها بالشكل الذي يخدم المجتمع المصري، ونقل الخبرات المختلفة للاستفادة منها.


وأشار إلى أن التكنولوجيا تعد عاملاً رئيسياً في تحقيق الاستدامة المستهدفة، كما أن الابتكارات بمقدورها أن تساعد الحكومات والشركات في رسم خارطة الاستدامة.


ولفت خلال جلسة التكنولوجيا والاستدامة بمعرض كايرو أي سي تي، إلى أن هناك بعض الدول مثل اﻹمارات تعمل على تطوير الاستدامة وعناصرها خلال الفترة الحالية.


وقال ساشا جيزي- خبير البنية التحتية، إن العالم يعاني على مدار السنوات الماضية من نقص الموارد ونشعر اﻵن بتبعات ذلك، اﻷمر الذي يتطلب تغيير العقلية التي نفكر بها وجعلها أكثر إيجابية ﻹيجاد الحلول البديلة.
 

وكشف عن اعتقاده بأن التكنولوجيا تساعد في جمع البيانات التي تساهم بالتأكيد في إصلاح اﻷمور، وذلك عن طريق أدوات قياس كفاءة الطاقة سواء للأجهزة أو الشبكات، فضلا عن قياس كفاءة واستهلاك هذه الطاقة والتنبؤ بالمشكلات التي نراها في هذه العناصر للوصول إلى القرارات المهمة.


وأكد أنه ليس من الضروري استخدام أحدث وأغلى التكنولوجيات في هذه العملية، ولكن من الضروري أن تكون البداية اليوم بدلا من غد، مع التوازن بين مراعاة الموارد مع الحرص على أن كل المكونات قيد التشغيل.


من جانبه أوضح مصطفى حجازي - مدير عام هندسة شبكات اﻹتاحة والتطوير بشركة اورنج مصر، أن هناك العديد من العناصر المهمة التى تحقق الاستدامة
 

وبداية من اتفاقية باريس والتى حددت إجراءات واضحة لتقليل الانبعاثات الكربونية ـ يضيف المتحدث ـ اتبعت أورانج خطتها في تحقيق المناخ اﻷخضر لدعم التغيرات المناخية حفاظاً على كوكب الأرض من هذه الظاهرة التي تهدده.


وأشار إلى أن الاتحاد الدولى للاتصالات وضع مساراً لكيفية التعامل مع الانبعاثات الكربونية التي تؤثر بالسلب على مستقبل المناخ وكيفية الاستغلال اﻷمثل للطاقة، وتعد التكنولوجيا من المسارات الرئيسية التي لها مسؤولية عن الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري.


وشدد على أن تحقيق الاستدامة يؤثر على سلوك المجتمع بالكامل، كما أن تطويع التكنولوجيا مهم جداً لتحقيق هذه الاستدامة.


وأضاف أنه لا بد وأن يكون لدينا حد أدنى من الخطوات التي نتبعها مثل ضرورة أن يكون هناك أنظمة قوية لقياس ومراقبة معدلات استهلاك الطاقة ولوحة قيادة ومتابعة نستطيع من خلالها متابعة هذه القياسات والمستويات الخاصة بالطاقة، فضلاً عن وضع الخطط التي تعتمد على هذه القياسات لتعظيم الاستفادة والاستغلال والاستهلاك اﻷمثل للطاقة.


ولفت إلى أن هناك قدرا كبيرا من البيانات التى نستطيع استغلالها باﻹضافة إلى إمكانية تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعظيم الاستفادة من استهلاك الطاقة وتحقيق الحد اﻷقصى للفوائد من جراء ذلك بأقل مجهود.
 

وذكر أن أورانج تعمل على ثلاثة محاور في هذا الشأن لكيفية الاستغلال اﻷمثل للطاقة والتي تعد المورد الرئيسي لتحقيق الاستدامة وتتمثل هذه المحاور في كيفية الرصد والقياس وكلما كان الرصد والقياس أفضل يساعدنا على اتخاذ القرار اﻷفضل، باﻹضافة إلى معرفة مصدر الطاقة ومراقبتها بشكل جيد وصولا بالتكنولوجيا المستخدمة، وكيفية تطويعها بالشكل الذي يخدم أهدافنا لتحقيق الاستدامة لتتماشى مع آليات التحول الرقمي، ولدينا مجهودات عظيمة في هذا الشأن.
 

وأكد راجيف مينون - العضو المنتدب بإحدى الشركات التكنولوجية، أن هدف الشركة توطين التكنولوجيا المستدامة في مصر حيث إن الاستدامة بشكل مبسط هي الاستمرارية، وتأتي عن طريق تحديد المشكلة ووضع حل يتناسب مع اﻹمكانيات المتاحة مع اﻷخذ في الاعتبار توافر عناصر البيئة النظيفة.
 

وأشار إلى أهمية تحسين كفاءة استخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد، باﻹضافة إلى ضرورة أن تتيح المدن الذكية القياسات التي تساعد المستخدم فى معرفة قدر الاستهلاك الخاص بالطاقة بشكل خاص والموارد بشكل عام، وهو أمر يقع على عاتق الحكومة في تقديم الحوافز المشجعة للمستهلكين.
 

وأضاف أنه من الصعب القول إن هناك حلا سريا واحدا يحقق الاستدامة، ولذلك لا بد من استبدال اﻷدوات المتاحة والدمج بين التكنولوجيا القديمة والحديثة للمضي قدما نحو اتخاذ خطوات جادة لتحقيق الاستدامة المرجوة.
 

وأكدت سارة مراد، مسؤول أول تنفيذي لحساب العملاء، ضرورة الحفاظ على مواردنا المتاحة واستخدامها الاستخدام اﻷمثل خاصة أن معظم الاتجاهات لدى مايكروسوفت تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية وتحويل البيئة إلى خضراء  بما يحقق الاستدامة.
 

وأشارت إلى أن عملية نقص الموارد والتعامل معها هي ثقافة لا بد وأن نتبناها جميعاً ونؤمن داخل الشركة بأن التكنولوجيا هي مساهم كبير في عملية تحقيق الاستدامة.
 

وأضافت أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في شيء لا نستطيع قياسه، حيث نعمل من خلال ٣ عناصر لتحقيق الاستدامة تتضمن القياس والتسجيل، ثم تقليل وخفض الاستخدام ثم يأتي دور التكنولوجيا كعامل رئيسي لتحقيق هذا التوازن، حيث نحتاج أن يكون هناك استدامة من خلال أدوات البيانات.
 

وأشارت إلى أن التحول الرقمي لم يعد رفاهية وعلينا جميعا أن نلبي جميع متطلبات السوق، مضيفة: لدينا سحابة الاستدامة في مايكروسوفت نعمل من خلالها على تحقيق العناصر اﻷساسية التي تساعد في تحقيق هذه الاستدامة، خاصة أن التحول الرقمي والاستدامة يسيران جنباً إلى جنب، وعلينا تحسين أية عمليات تتم في هذا الشأن حتى نحصل على مستقبل أفضل للاستدامة.
 

ورأى مصطفى حمدان خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تحقيق الاستدامة له آثار اجتماعية واقتصادية وبيئية، حيث يتمثل اﻷثر الاجتماعي في كيفية إتاحة فرص العمل من جراء خطوات تنفيذ الاستدامة، فضلا عن إمكانية تحقيق موارد اقتصادية من المخلفات بإعادة تدويرها وتصنيعها فضلا عن تأثير المخلفات على البيئة.
 

ونوه إلى أهمية البدء في تحويل المخلفات إلى عناصر أكثر إنتاجية تستخدم في العديد من الصناعات، اﻷمر الذي يستلزم زيادة الوعي بالطرق الصحيحة لتدوير المخلفات والعائد منها.
 

وقال هشام شاكر  مدير تقني لبرنامج التسريع الرقمي، إن منظور الشركة بالنسبة للاستدامة يتمثل في أهمية إعادة استخدام مواردنا كما أصبح الهدف الرئيسى لدي سيسكو في جميع مشاريعها هو تحقيق الاستدامة، لافتا إلى أن النظم الذكية تستطيع أن تقدم الحلول اللازمة للتحكم في مواردنا والتي تحتاج أيضا إلى تغيير سلوكنا.

وأضاف أن سيسكو بالتعاون مع وزارة البيئة، تقوم بنشر حساسات ذكية في جميع أنحاء مصر،  تقوم هذه الحساسات بجمع البيانات والمعلومات فيما يتعلق بحالة الطقس والانبعاثات الكربونية وحالة اﻷرض، اﻷمر الذي يساعدنا في تحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخلات فنية لتحسين حالة البيئة، وهو ما يعتبر مشروعا قوميا سيساعد مصر خلال السنوات القادمة في تحقيق الاستدامة.
 

انعقدت الجلسة ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT، والمنعقد على مدار 4 أيام متتالية في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري، داخل مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة. 
 

جدير بالذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، هي ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض ومؤتمر Cairo ICT 2022، والتي انطلقت تحت شعار Leading Change ، وتركز على التطور الهائل الذي شهده قطاع التقنية في مصر والمنطقة على مدار ربع قرن.