رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيادي بالأوقاف: الإحسان إلى الجار وإكرامه من الإيمان وإيذاءه من الكبائر

جانب من الجلسة
جانب من الجلسة

أكد الدكتور عبد الفتاح غنيمة، الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية، أن تعاليم الإسلام جاءت تدعو إلى ما فيه خير البلاد والعباد، والعمل على التآلف والترابط، والأمر بالإحسان إلى الجار والوفاء والاحترام والتكافل والحب.

واستشهد بقوله  صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه"، مبينًا أن جبريل -عليه السلام- كرر الوصية بالجار، وهو القريب من الدار، قريبًا كان أو أجنبيًّا، مسلمًا كان أو غير مسلم، وذلك بالإحسان إليه، ورعاية ذمته، والقيام بحقوقه، ومواساته في حاجته، والصبر على أذاه، ولكثرة ما أوصى جبريل -عليه السلام-  بالجار، ظن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- سيشرك الجار في ميراث جاره، مختتمًا حديثه بأن من حقوق الزمالة والجوار بث روح التعاون المثمر، مع المحافظة على الحوار البناء الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

ومن جانبه، أكد الدكتور السيد مسعد أن الإحسان إلى الجار وإكرامه من الإيمان قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر؛ فليُكرم جارَه"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يُؤمن بالله واليومِ الآخِر فليُحسِن إلى جاره"، مشيرًا إلى أن الجوار الذي تعارف عليه الناس هو الجوار في المنزل الذي يعيش فيه الإنسان وهذا مفهوم قاصر.

وبين أن الجوار العام يشمل من يجاورك  في دارك، ومن يجاورك في العمل، أو المتجر، أو المسجد، أو الطريق، وكل من يليك في البلدة التي تعيش فيها وما يجاورها، كما أشار إلى أن  للجار على جاره حقوقا يجب الوفاء بها، وعدم التقصير فيها والتماطل في أدائها، ويتفاوت الجيران في استحقاق هذه الحقوق زيادة ونقصانا لاختلاف الروابط والعلاقات الزائدة على هذه الرابطة.

وأوضح أن من الجيران من له حق واحد، ومنهم من له حقان، ومنهم من له ثلاثة حقوق، كما بين أن المحافظة على حق الجار عبادة حيث قرن الله (عز وجل) عبادته بالإحسان للجار فقال (سبحانه): "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"،  مختتمًا حديثه بأن إيذاء الجار من الكبائر، لقوله (صلى الله عليه وسلم): "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ" قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ".

جاء ذلك خلال ندوة تثقيفية عقدت مساء أمس بمسجد الاستقامة، تحت عنوان: "حقوق الزمالة والجوار"، حاضر فيه د. عبد الفتاح غنيمة الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية، والدكتور السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة.