رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسبب الصمم.. خبير: الضوضاء ومكبرات الصوت تزيد من نسب الإعاقة السمعية

فقدان السمع
فقدان السمع

يعيش سعيد سالم، البالغ 40 عامًا، في منطقة  بالقرب من الوراق، يزداد فيها عدد الورش الحرفية التي تستخدم فيها آلات صناعية تحدث ضجيجا، واعتاد غلق كل النوافذ لمنع أو تقليل حدة الضوضاء التي يعيش فيها هو وأسرته.

وبمرور الأشهر والسنوات، لم تعد النوافذ كافية لمنع الصوت الذي اخترق الأذن وأصبح يعاني سعيد من ضعف والام في السمع، أجبرته على استشارة الطبيب في أقرب وقت.

أكد الطبيب أن حالة "سعيد" تأخرت كثيرًا حتى وصل إلى مرحلة ضعف السمع المتأخر، وسيتطلب الأمر إلى جهاز تعويضي عن ضعف وفقدان السمع، وذلك بسبب عامل الزمن والتعرض إلى الضوضاء بشكل يومي.

- دراسة علمية تكشف أن 38 من الجينات الكامنة وراء فقدان السمع

في أبريل 2019، نُشرت دراسة على موقع "بلوس بيولوجي" عمل عليها باحثون منذ 2003 وحتى 2018، قاموا خلالها بدراسة التتابع الجيني عند فئران تمت إصابتها بالصمم.

و حدد الباحثون الدراسة 38 من الجينات الكامنة وراء فقدان السمع والتي لم يكن يشتبه سابقًا في تورطهم بالإصابة، ليجدوا أن الجينات التي توصلت إليها الدراسة والآليات المرضية المتنوعة داخل الأذن الناتجة عن الطفرات تشير إلى أن فقدان السمع اضطراب غير متجانس للغاية قد يتسبب فيه قرابة 1000 جين متورط.

وكشفت دراسة أن الجينات التي تم اكتشاف علاقتها بفقدان أو ضعف السمع قد توفر فرص علاجية جديدة، هذا يعني إمكانية اكتشاف آليات علاجية جديدة من الممكن أن تُستخدم لعلاج الصمم، لاسيما لدى البالغين الذين فقدوا السمع جراء التقدم في العمر.

ويعاني أكثر من 430 مليون شخص في أنحاء العالم من ضعف السمع، وقد يرتفع هذا العدد إلى نحو 700 مليون بحلول 2050، غالبيتهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فضلاً عما يقرب من 2.5 مليار شخص سيواجهون خطر فقدان السمع بحلول 2050، وذلك وفقًا لآخر تقديرات منظمة الصحة العالمية في مارس 2021.

 - الدكتور إسماعيل أنور: مليار شخص مهددون بفقدان السمع بسبب مكبرات الصوت والضوضاء

وقال الدكتور إسماعيل أنور، رائد أعمال التكنولوجيا الطبية، أن معدلات الإعاقة السمعية آخذة في الزيادة، وذلك بسبب عوامل كثيرة وسلوكيات خاطئة، وأبرزها التكنولوجيا الترفيهية.

وأوضح "أنور"، أن مكبرات الصوت أحد أبرز صور مخاطر الضوضاء التي تؤدي الى زيادة نسب الإعاقة السمعية، فعلى الرغم من أن هدف التكنولوجيا هو تخفيف الأعباء، ولكن التكنولوجيا الترفيهية ومنها مكبرات الصوت والسماعات، والتي لها سوق كبيرة تنمو بسرعة، قد تتسبب في حدوث إعاقة سمعية.

وأشار إلى أنه يجب عدم الاهمال واتباع سلوكيات سليمة لا تضر السمع والابتعاد عن الضوضاء ومكبرات الصوت، إذ أن نحو مليار مستخدم لهذه الأجهزة مهددين بفقد السمع، لأنه مع التقدم في السن فإن قدرة السمع تقل، واستخدام التكنولوجيا الحديثة يساعد في ذلك ويؤثر بالسلب وليس الإيجاب.

- فقدان السمع غير المعالج يكلف العالم سنويا 980 مليار دولار

ويزداد معدل انتشار فقدان السمع مع تقدم العمر، ويعاني أكثر من 25% ممن تتجاوز أعمارهم 60 عامًا من فقدان السمع المسبب للإعاقة، ويعيش نحو 80٪ من الأشخاص المصابين بفقدان السمع المسبب للإعاقة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن فقدان السمع غير المعالج يكلف العالم سنوياً 980 مليار دولار أمريكي، ويشمل هذا الرقم تكاليف قطاع الصحة فقط بدون تكاليف أجهزة السمع، تكاليف الدعم التعليمي، فقدان الإنتاجية والتكاليف المجتمعية، وتتكبد 57% من هذه التكاليف البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.