رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكهوف تكشف أسرار أشباه البشر.. طبخوا الخبز قبل 70 ألف عام

كهوف أشباه البشر
كهوف أشباه البشر

يعتقد العلماء أنهم توصلوا إلى اكتشاف رائع يكشف عن بعض التفاصيل الخفية حول النظام الغذائي للإنسان البدائي أو ما يطلق عليهم "أشباه البشر"، منذ حوالي 70 ألف عام، بعد أن اكتشفوا بقايا ما يعتقد أنه أقدم خبز مسطح في العالم صنعه أشباه البشر في سفوح تلال العراق.

وتم انتشال البقايا المتفحمة من موقع كهف شانيدار - وهو سكن للإنسان البدائي على بعد حوالي 500 ميل شمال بغداد، وقال علماء الآثار، إن النتائج تُظهر لأول مرة أن الخبز كان جزءًا من النظام الغذائي بين هذه الأنواع من البشر، وفقًا لما نشرته صحيفة "اكسبرس" البريطانية.

قال كريس هانت، أستاذ علم البيئة القديمة في جامعة ليفربول جون مورس، وأحد مؤلفي الدراسة: “الصورة النمطية القديمة هي أن الإنسان البائي كان أقل ذكاءً من البشر المعاصرين وأن نظامهم الغذائي يعتمد إلى حد كبير على اللحوم”.

وتابع: "النتائج التي توصلنا إليها هي أول مؤشر حقيقي للطهي المعقد - وبالتالي ثقافة الطعام - حيث تم العثور على بقايا الطعام في واحدة من العديد من المواقد في كهوف شانيدار".

نكهات للطعام وطهي للخبز

وأوضحت الصحيفة، أن العينات تظهر أدلة على المكسرات والبقول والبذور، مما يشير إلى أن الإنسان البدائي كان "يختار نكهة طعامه"، وفقًا للباحثين.

وقال البروفيسور هانت "هذا بالتأكيد أقدم خبز مسطح معروف - لا توجد علامة على الفقاعات التي تسببها الخميرة، لذا فقد تم تخميرها بالفعل"، مضيفًا "يبدو أن الإنسان البدائي قد حطم مزيجًا من الحبوب البرية والأعشاب والبقول البرية بما في ذلك العدس البري والفستق البري، وفي بعض الأحيان، بذور الحشائش البرية وشظايا البازلاء، ثم قاموا بطهي المزيج الناتج على الأحجار الساخنة."

وأضاف: "لم تتم إزالة طبقات البذور من البازلاء وهي مهمة يسهل القيام بها ويشير هذا إلى أن طهاة الإنسان البدائي كانوا يفكرون في النكهات أثناء تحضير الطعام".

وتابع: "هذا بلا شك أول دليل على أن أشباه البشر كانوا يأكلون الخبز، كما عرفنا أنهم أكلوا البقول البرية والحبوب البرية والمكسرات لأنها وجدت على شكل بقايا متفحمة أحيانًا في المواقد".

واستطرد قائلاً: "لم يكن لدينا دليل على أن الإنسان البدائي كان يختار نكهة لطعامه من قبل - على الرغم من أنهم كانوا يقومون بشواء اللحوم على النار، فلا بد أنهم أدركوا أن هذا يحسن النكهة".

واستخدم الباحثون جهازًا يُعرف باسم المجهر الإلكتروني الماسح لتحليل بقايا الطعام المتفحم على مستوى الميكرومتر، وكشفت الصور المقربة عن أدلة حول كيفية تحضير الطعام.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه بناءً على النتائج التي توصلوا إليها، تمكن الفريق من رسم صورة لكيفية طهي الإنسان البدائي للبقول، والتي لها طعم مر بشكل طبيعي بسبب بعض المركبات الموجودة في معاطف البذور، مثل التانينات والقلويدات.