رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ينقذ برنامج الأغذية العالمي اللبنانيين من الجوع؟

ميشال عون
ميشال عون

يعيش لبنان مرحلة صعبة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بسبب حالة الفراغ الرئاسي التي خلفها انتهاء مدة الرئيس السابق ميشال عون، وفشل البرلمان في اختيار خليفة له حتى الآن، وسط أزمة خانقة يعاني منها الشعب اللبناني على المستوى الاقتصادي والمعيشي.

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الاثنين، أن برنامج الأغذية العالمي وافق على تخصيص 5.4 مليار دولار لمساعدة لبنان على مدى الثلاث سنوات المقبلة.

وعقب استقباله مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان عبدالله الوردات، قال ميقاتي إن المجلس التنفيذي للبرنامج في روما، وافق في اجتماعه يومي الخميس والجمعة الماضيين، على تخصيص 5.4 مليار دولار لصالح لبنان، للسنوات الثلاث المقبلة، على أن يتم تقسيم المبلغ بالتساوي بين اللبنانيين والسوريين بنسبة 50 بالمئة لكل منهما.

نجيب ميقاتي

من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني أحمد يونس، إن هذا الدعم وإن بدا كبيرا، إلى أنه غير كاف بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها البنانيون، وهي نتيجة 30 عاما من إهدار موارد الدولة، والفساد المستشري في جسد الأجهزة التنفيذية.

وأضاف يونس في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن ديون لبنان في السابق لم تكن تتخطى ملياري دولار، والبلد متجه نحو مرحلة جديدة بعد انتهاء الحرب الأهلية، وخصوصا في فترة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

أحمد يونس

وتابع قائلا: استطاع البلد الحصول على مساعدات لإعادة الإعمار بعد الحرب، لكن لم يشهد خلق حالة قدرة ذاتية في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية القادرة على جذب الاستثمارات. 

وعلى رغم اهتمام الدولة في تلك الفترة بدعم القطاعات المختلفة مثل الكهرباء والخبز، فإن هذا الدعم كان يقتطع من خزينة الدولة دون معدلات نمو أو تنويع لمصادر الدخل، فضلا عن الاجتياح الإسرائيلي الذي تعرض له لبنان عدة مرات.

المحاصصة الطائفية

وأكد يونس، أن مشكلة لبنان ومرضه العضال يكمنان في المحاصصة الطائفية، فليس هناك مواطن لبناني يستطيع أن يعيش مستقلا، بل دائما يتقوقع ضمن طائفته، ولو أراد أن يخرج أو يرفض أن يكون طائفيا، فالطائفة الأخرى لا تعترف به.

وأوضح أنه حتى صندوق النقد الدولي الذي وعد بتقديم بعض المليارات وضع شروطا إصلاحية يجب على الحكومة اللبنانية أن تقوم بها أولا، ليبدأ برنامج الدعم، لكن في الحالة الراهنة، يعيش البلاد فراغ رئاسي وحكومي، وبالتالي لن يستفيد لبنان من أي اتفاقية في ظل المعطيات الحالية.

وأشار يونس، إلى أنه بدا واضحا أنه ليس هنالك أي بصيص نور فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية؛ لأن هناك انقسام عامودي داخل البرلمان، والأسماء المرشحة، وبالتالي في المدى المنظور يبدو أن رئيس الجمهورية لن يأتي إلى بعد تسوية إقليمية وتدخل خارجي، ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا. 

زيادة المستفيدين

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان عبدالله الوردات إن هذا المشروع سيستمر بتقديم المساعدات الطارئة والمساعدات العينية والنقدية للمستفيدين من هذا البرنامج، كما سيتم زيادة عدد المستفيدين منه.

وأضاف: "سيستمر البرنامج بتقديم المساعدات النقدية لعدد من اللاجئين ونتكلم اليوم عن مليون لاجىء سوري ومليون لبناني سيستفيدون من هذا المشروع".

كما أشار إلى أن البرنامج سيستمر أيضا بتقديم المساعدات لطلاب المدارس المستفيدين من برنامج التغذية المدرسية وعددهم الحالي نحو 73 الف طالب. وأضاف أن المشروع الجديد يهدف للوصول إلى نحو 150 ألف طالب.

وبحسب ما ذكره مدير برنامج الأغذية في لبنان، فإن المشروع يقدم دعما للمزارعين من أجل تعزيز الأمن الغذائي في لبنان الذي يعتمد على استيراد ما بين 80 الى 90 في المئة من مادة القمح.

ومن المقرر أن يساعد المشروع في زيادة الرقعة الزراعية في لبنان والتركيز على زراعة القمح لزيادة الإنتاج المحلي من هذه المادة الأساسية.