رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصعيد نووي وصراع مع الغرب.. إلى أين تتجه إيران؟

ايران
ايران

تشهد إيران تطورات متسارعة سواء على مستوى الداخل حيث استمرار الاحتجاجات بالداخل فيما صعدت خارجيا بشأن برنامجها النووي وكذلك قصف المناطق الكردية في شمال العراق.

وترصد «الدستور» في التقرير التالي أبرز توجهات إيران على مستوى الداخل والخارج، وسط ضبابية في المشهد السياسي:

البرنامج النووي الإيراني 

أفادت وسائل إعلام ايرانية رسمية، الثلاثاء، أن إيران بدأت في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المائة في مصنعها في فوردو ، عن المنشأة الواقعة تحت الأرض التي أعيد افتتاحها قبل ثلاث سنوات وسط انهيار اتفاقها النووي مع القوى الكبرى. 

وحسب صحيفة ايران انترناشونال، تأتي هذه الخطوة في إطار رد إيران على تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لاقتراح بتوجيه اللوم صاغته حكومات غربية تتهمها بعدم التعاون.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ايسنا أن "إيران بدأت في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المائة في مصنع فوردو لأول مرة".

في حين أن 60 في المائة من اليورانيوم المخصب لا يزال غير مناسب للاستخدام في صنع الأسلحة حيث تتطلب الأسلحة يورانيوم مخصب بنسبة 90 في المائة أو أعلى، فإن امتلاك مخزون كبير منه يمكن أن يقلل الوقت الذي تحتاجه إيران لصنع قنبلة.

وتعليقًا على الإعلان الإيراني، قال المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، اليوم الثلاثاء ، إن واشنطن رأت رد طهران على اقتراح اللوم الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال مالي لسوء الحظ ، لم يكن الرد الإيراني غير متوقع" مضيفا أن الولايات المتحدة ستراقب عن كثب الخطوات التالية التي ستتخذها إيران.

الصراع مع الغرب 

ولطالما أنكرت إيران أي طموح لتطوير سلاح نووي، وأصرت على أن أنشطتها النووية للأغراض المدنية فقط، لكن الولايات المتحدة وحلفائها وعلى الأخص القوى الأوروبية الكبرى لا يثقون بطهران.

وقد أعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، التي كانت جميعًا أطرافًا في الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انتهى وجوده الآن، عن "قلق بالغ" العام الماضي بشأن رفع مستوى إيران إلى 60 في المائة ، وقالت إن ايران "ليس لديها حاجة مدنية ذات مصداقية للتخصيب على هذا المستوى. 

ومن جانبه، أعرب الرئيس جو بايدن عن رغبته في عودة واشنطن إلى نسخة متجددة من الاتفاقية ، وتجري محادثات متقطعة منذ أبريل من العام الماضي ، لكن وزير الخارجية أنطوني بلينكين قال أواخر الشهر الماضي إنه لا يرى مجالاً يُذكر لاستعادة الاتفاق. 

طائرات بدون طيار لروسيا 

ومن جانبه آخر، وفي تحدٍ صريح للغرب ، قدمت إيران أيضًا مئات الطائرات بدون طيار من طراز شاهد -136 إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا ، فقد أبرمت إيران وروسيا صفقة لبدء تصنيع مئات الطائرات بدون طيار على الأراضي الروسية. 

وتم إطلاق القنابل الطائرة غير المأهولة على البنية التحتية للكهرباء والمياه. علاوة على ذلك ، كشف رئيس جهاز الأمن البريطاني في 16 نوفمبر أن إيران حاولت قتل أو خطف ما لا يقل عن 10 منتقدين مقيمين في بريطانيا منذ بداية العام ، ووصف إيران بأنها الفاعل الحكومي الذي "يتحول في أغلب الأحيان إلى الإرهاب". ومستعد لاستخدام العنف لإسكات خصومه.

لكن أصبح من الواضح الآن أن استئناف المحادثات لا يمكن أن يستمر بقيادة إيرانية تسحق شعبها في الداخل وتساعد روسيا في تدمير أوكرانيا، كما أن الاضطراب الذي أوجدته هذه الأحداث الأخرى يجعل احتمالات المفاوضات التي يمكن أن توقف طموحات إيران النووية بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

 

استمرار الاحتجاجات 

جاء ذلك في الوقت الذي تكافح فيه إيران الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، الفتاة الكردية التي تبلغ من العمر 22 عامًا، في سبتمبر في حجز الشرطة.

كما أن الاحتجاجات الحالية تختلف كثيرًا عما حدث من قبل، وفق شبكة سي اي بي اس نيوز، فقد كانت المظاهرات الجماهيرية ، التي أذكتها سنوات من الغضب المكبوت، غير دينية وتتميز بمطالب لتغيير النظام.

فقد بداالمتظاهرون أكثر شجاعة من المتظاهرين السابقين، وأظهرت مقاطع الفيديو شبانًا يندفعون إلى رجال الدين ويقرعون عمائمهم، وسط حملات قمع عنيفة قتل فيها 419 شخصا بينهما 60 طفلا، فضلا عن 54 من قوات الامن، واعتقال 17451 شخصاً.

وكشفت صحيفة إيران إنترناشيونال  أن السلطات تعمدت القبض على 40 شخصًا يحملون جنسيات أجنبية أو مزدوجة، للضغط على المجتمع الدولي الذي اتخذ موقفًا معارضًا من سياسات النظام الإيراني حيال التظاهرات والاحتجاجات.

 

قصف العراق 

قصفت إيران، اليوم الثلاثاء، مقرات تابعة للحزب الكردستاني في شمال العراق بالقرب من اربيل. 

 وتم القصف بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الإيرانية واستهدف مناطق المعارضة الإيرانية في جنوب أربيل.

وكانت إيران قد شنت ليل الأحد-الاثنين ضربات استهدفت فصائل معارضة كرديّة إيرانيّة متمركزة في كردستان العراق أدت لمقتل أحد عناصرها، بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة التظاهرات التي تشهدها إيران.

وتتّهم الحكومة الإيرانية الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.