رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشكيل الحكومة.. هل يمنح نتنياهو حقيبة الدفاع لـ"سموتريتش"؟

نتنياهو وسموتريتش
نتنياهو وسموتريتش

أدى الكنيست الـ25، اليمين الدستورية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بعد أسبوعين من الانتخابات التي منحت 64 مقعدًا لكتلة اليمين التي يرأسها بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة تسير على قدم وساق.

فيما تبددت اليوم آمال نتنياهو وفريقه بالإعلان عن تشكيل الحكومة المقبلة بالتزامن مع افتتاح الكنيست وأداء أعضائها القسم، بالرغم من تصور سابق بإمكانية ذلك على خلفية الاعتقاد بسهولة تشكيل الحكومة التي تتكون من كتلة يمين خالصة.

تشير المحادثات الائتلافية إلى تصلّب موقف بتسلئيل سموترتش (الصهيونية الدينية) الذي يرفض التنازل عن حقيبتي المالية والأمن. وهو الأمر الذي يعرقل تقدم المفاوضات الائتلافية، فيما يطالب أعضاء الليكود بدورهم بالحصول على الوزارات الحكومية الرفيعة، مما يخلق أزمة بين أحزاب اليمين حول تقسيم الحقائب الوزارية.

المخاطر

أفادت تقارير أن رئيس الليكود يفكر بالتراجع أمام طلب رئيس حزب الصهيونية الدينية بأن يتم تعيينه وزيرًا للدفاع في حكومته، بسبب الضغط الأمريكي، إّذ أن إدارة بايدن من غير السهل لها التعامل مع فكرة تعيين أحد تلاميذ الحاخام كهانا (المتهم بتفجيرات في الولايات المتحدة)، ايتمار بن غبير، في منصب وزير الأمن الداخلي. وكذلك تعيين محتمل لسموتريتش، وزيرًا للدفاع، مما ستعتبره الولايات المتحدة خطًا أحمر.

 أعرب نتنياهو عن خشيته من أن يؤدي إسناد حقيبة الدفاع إلى سموتريتش إلى مواجهة مع الإدارة الأمريكية، وأثارت أقوال نتنياهو حفيظة سموتريتش الذي ردّ عليها، قائلًا: "هل يحدد الأمريكيون لنا مَن يعيّن وزيرًا؟".

وجاء في بيان صدر عن "الصهيونية الدينية" أن الحزب يولي الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من الاحترام والتقدير، إلا أن إدارة جو بايدن يجب عليها أن تحترم الديمقراطية الإسرائيلية، وألا تتدخل في تأليف الحكومة المنتخبة.

من ناحية أخرى، فإن تعيين "بن جفير" في وزارة الأمن الداخلي، وسموتريتش في وزارة "الدفاع" سيكون توجهًا متطرفًا سيسمح بتنصيب سياسيين أصحاب أيديولوجيا متطرفة، لديهم خلفية استثنائية ومشاكل مع أجهزة الأمن نفسها، وسيكون على تلك الأجهزة مشاركة معلومات حساسة مع عناصر متطرفة، مما يخلق معضلة أمنية.

كما أن وجود "سموتريتش وبن غفير" في المجلس الوزاري الأمني المصغر سيعني أنهم سيكونون عناصر رئيسية في اتخاذ قرارات أمنية مع حقيقة أن ليس لديهم أي خبرة أمنية فعناصر حزب (الصهيونية الدينية) لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي وسيكون عليهم اتخاذ قرارات في شئون ليسوا على دراية بها.

ماذا سيفعل نتنياهو؟

من المحتمل جدًا أن يمتنع نتنياهو في اللحظة الأخيرة عن إسناد حقائب الأمن الداخلي والدفاع والمالية إلى تحالف "الصهيونية الدينية" سواء أكان خوفًا من الإساءة إلى العلاقات الحساسة مع الإدارة الأمريكية أو خوفًا من تغلل الحزب المتطرف في الحكم، أما السيناريو الآخر، فهو أن يسند نتنياهو لسموتريتش حقيبة الدفاع، ولكن سيبقى ممسكًا بمقاليد الوزارة بقوة. وسيكون الشخص نتنياهو هو الراشد والمسئول، والقرارات ستُتخذ بينه وبين رؤساء الأجهزة الأمنية.