باحث نيجيرى: الشباب فئة مستهدفة ودور الصوفيين تقديم حل وعلاج للمشاكل (حوار)
أكد إبراهيم الرفاعى، باحث فى التصوف من دول نيجيريا، خلال مشاركته فى فعاليات ملتقى" أهل التصوف والأشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب "بالمغرب الذى نظمته الطريقة البصيرية بدولة المغرب على الدور العام الذى يقوم به التصوف الإسلامى فى حماية النشء من الفكر المتطرف.
وأوضح "الرفاعى" فى حواره لـ"الدستور" على الدور الهام الذى تقوم به المتلقيات العلمية التى تنظمها الطرق والزوايا الصوفية خلال الفترة الأخيرة، حيث تساهم هذه المتلقيات فى تعريف الناس بحقيقة المنهج الصوفى، خاصة أن البعض يعتقد أن التصوف هو "الدروشة والفلكور والشطحات فقط" وهذا غير صحيح لأن التصوف هو منهج إسلامى معتدل قائم على الكتاب والسنة.
في بداية الأمر نود أن نعرف سر مشاركتكم فى ملتقى "أهل التصوف والاشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب"؟
أنا اسمي إبراهيم أحمد الرفاعي من دولة نيجيريا، باحث فى التصوف، وأشارك فى الندوة الدولية للطريقة البصيرية منذ فترة كبيرة، حيث أننى مشارك دائم في هذا المحفل الصوفى العلمى كل عام والذى يشارك فيها الآلاف من مريدى ومحبى التصوف من جميع أنحاء القارة.
هل تتبع الطريقة الرفاعية؟
أنا باحث ومحب للتصوف والصوفية، وأنا رفاعي اسما فقط، فقد كان أحد أجدادي اسمه الرفاعي، وأشارك بصفة دائمة فى المتلقيات العلمية الصوفية التى تنظمها الزاوية البصيرية الشاذلية هنا فى المغرب.
ولكنك هل تابع للطريقة الصوفية أم لا؟
أنا صوفي وتابع للطريقة التيجانية بدولة نيجيريا، والطريقة التجانية فى نيجيريا هى طريقة صوفية منتشرة أنتشار كبير ويعرفها القاصى والدانى حتى أن غالبية الشباب فى نيجيريا يتبعون هذه الطريقة الصوفية المعتدلة، والتصوف فى بلادنا لا يتوقف على التجانية فقط بل أن هناك طرق صوفية كثيرة مثل القادرية والرفاعية.
ولكن ماهو تقييمك للملتقى الذي تنظمه الزاوية البصيرية هذا العام تحت عنوان "إشكاليات التصوف المعاصر والطفولة والشباب"؟
اختيار عنوان ندوة وملتقى هذا العام هو اختيار موفق، ففي هذه العصر هناك إشكاليات وصراعات يعنى بين فئات عمرية أما فئة الشباب فهي مستهدفة من الجهات المختلفة ومن دور الصوفيين، أن يقدموا حلا وعلاجا لهذه المشاكل، فأعتقد أن من هذه الزاوية تم عقد هذه الندوة ودعوة مجموعة من المشاركين حتى يبدي كل رأيه في هذا المجال ومن خلال هذه الأنشطة والحركات يحققون النجاح.
أتيت من نيجيريا إلى دولة المغرب للمشاركة في هذا الملتقى الدولي.. فهل ترى أن تنظيم هذه الملتقيات الدينية والندوات العلمية يخدم التصوف أم لا؟
نعم، فهذه الندوات والملتقيات تخدم التصوف، وتجعل العالم كله يتساءل عن الصوفية والتصوف والدور الذى تقوم به الزوايا الصوفية فى خدمة المجتمع والإسلام، فأنا أرى أن إقامة الندوات والملتقيات العلمية بشكل دائم يجعل للتصوف قوة حقيقية خاصة أن التصوف له اليد العليا فى محاربة الفكر المتشدد والإرهابى.
من وجهة نظرك.. كيف تخدم المتلقيات العلمية التصوف؟
الملتقيات العلمية تخدم التصوف، لأن من خلالها يعرف الناس الذين سمعوا عن التصوف أشياء جيدة عن هذا المنهج الوسطى، وكذلك هى تقدم صبغة جيدة عن التصوف ، ومن خلال أمثال هذه الندوات، يقف الناس على الحقائق الواضحة ، حيث أن التصوف يختلف تماما عن الأشياء التي يقولها بعض الناس عن التصوف خصوصا أعداء التصوف وأعداء الصوفية وهذه الندوات مفيدة ومثمرة ونافعة.
من وجهة نظرك.. ماذا قدم اهل التصوف لمحاربة التطرف والتشدد؟
الصوفية قدمت الكثير لمحاربة التشدد، ويظهر ذلك من خلال ندوة هذا العام، التى جاءت بعنوان "إشكاليات التصوف والشباب والطفولة"، يعني ذلك أن أهل التصوف خصوا الشباب والأطفال بالتربية والتعليم والتهذيب، ولأن هذه الفئة هي الأساس فإذا اعوج هذا الأساس، لا يمكن البناء على الأساس الواهن المعوج فإذا استقام هذا الأساس، فالبناء الذي سيبنى عليه سيكون مستقيما وقويا.
كيف نجحت الصوفية فى تحصين النشء والأطفال من التطرف؟
نجحت فى ذلك من خلال الأستماع للدروس، فيتلقون العلم الصحيح، يعني يتلقون دروسا ومعلومات والأشياء التي تفيدهم في مستويات حياتهم وفي مساراتهم التعليمية، انتقالا من المستوى الابتدائي الإعدادي والثانوي خاصة الزوايا التي لم تكتفي بالأذكار والأوراد الأمور التي لا تقدم للمجتمع شيئا كبيرا، أما الزوايا التي تضيف إلى أنشطتها التعليم يعني لها مدارس للتعليم وهي زوايا مهمة للمجتمع يجب الحفاظ عليها ومساعدتها والقيام بجانبها.
ماذا عن التصوف فى نيجيريا وماهى أكبر الزوايا الصوفية هناك؟
الصوفية منتشرة فى بلادنا، والزوايا المشهورة في نيجيريا، أبرزها الطرق الصوفية الثلاث (الطريقة القادرية، الطريقة التيجانية، الطريقة السنوسية)، أما الطريقة التيجانية لها دور كبير في النظر إلى زواياها وشيوخها وأنشطتها، ويأتي بعدها الطريقة القادرية ثم طرق أخرى، لأن هناك الطريقة الإخلاصية كذلك لهم أدوار ملموسة كما قلت سابقا، الزوايا التي تهتم بالتعليم وبناء المدارس وتثقيف الأطفال والشباب والتوعية أمثال هذه الزوايا هي التي تقدم دورا مهما في المجتمع النيجيري.
لماذا توقفت الملتقيات والمؤتمرات الصوفية في نيجيريا مؤخرا؟
نيجيريا دولة كبيرة وواسعة ، فإذا لم نجد تنظيم مثل هذه اللقاءات والندوات والمحاضرات في بعض الجهات فهي معقودة في جهات أخرى، فبلادنا مكتظة بالطرق الصوفية والجميع يعلم ذلك، خاصة أن الإسلام فى إفريقيا أنتشر عبر الزوايا وشيوخ التصوف وهذا يعرف ويعلمه الجميع، يعنى أمر ليس جديد فمنذ قيدم الأذل تعمل الزوايا والطرق الصوفية على نشر الفكر الصحيح من خلال تنظيم الجلسات واللقاءات والمحاضرات والدروس مع الشباب والأطفال، فالتصوف منهج أخلاقى يهتم بروحانية الإنسان وتعريفه أمور دينه وتحذيرة من الأفكار المتطرفة والمتشددة التى يحاول البعض نشرها فى المجتمع، والعالم كله خلال الفترة الأخيرة بدأ فى البحث عن هذا المنهج الإسلامى الصحيح.
هل التصوف زاد خلال الفترة الأخيرة؟.. وما حقيقة انتشار التصوف فى أوروبا ؟
التصوف خلال الفترة الأخيرة شهد رواجًا كبيرًا، خاصة فى القارة الأوروبية حيث نجحت الطرق الصوفية فى شمال إفريقيا وخاصة المغرب والجزائر وتونس فى نشر منهجها فى دول أوروبية كثيرة مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وغيرها من الدول وهذا يجعلنا ننظر إلى التصوف نظرة إيجابية كونه منهج إسلامى معتدل قادر على التصدى للفكر الظلامى المتطرف، والطريقة القادرية له تواجد كبير فى القارة الأوروبية بسبب تواجد أتباعها وعملهم هناك.
