رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحكم فى مناخ الأرض.. «الزراعة الذكية» أداة المزارعين الجديدة لمواجهة التغيرات المناخية

جريدة الدستور

الزراعة في مقدمة القطاعات المتضررة من التغيرات المناخية التي تُهدد استقرار الكوكب، الأمر الذي دفع الفلاحين للاتجاه نحو الزراعة الذكية؛ للحد من التأثيرات التي يمارسها التغير المناخي على المحاصيل الزراعية، والذي أدى إلى اختفاء بعضها.

 

قطاع الزراعة الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية

الدكتور بلال علي عبدالحميد، مساعد رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أكد أن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثرًا بالتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أنه إذا كنا نتحدث عن قطاع الطاقة كأحد القطاعات يتم النظر فيه للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن قطاع الزراعة يعتبر من أكثر القطاعات تأثرًا وهو القطاع الذي يحتاج الى برامج تكيف وليس برامج تخفيف.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ، أنه من المتوقع أن تكون هناك تأثيرات ملحوظة بعد قمة المناخ بشرم الشيخ، لأن هناك وعودًا مختلفة عن كل القمم السابقة فى لندن وفرنسا، والمبادرات التى أطلقتها الدولة المصرية مهمة فى كل القطاعات خاصة في القطاع الزراعي.

وتابع: "بالفعل يتضرر الفلاحين من التغيرات المناخية على المحاصيل، لذلك يلجأ البعض منهم إلى الزراعة الذكية فهي النهج الذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية بصورة فعالة وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

ويعرفها "اتحاد الغرف العربية"، الزراعة الذكية بأنها نهج يهدف إلى تطوير وتحسين منظومة الزراعة، وتعتمد على الوسائل والآليات الزراعية الحديثة التي من شأنها زيادة الإنتاجية والجودة دون استنزف الموارد الطبيعية مثل نظام الممارسات الزراعية.

 

أستاذ زراعة: "مصر تطبق الزراعة الذكية على المحاصيل الاستراتيجية"

وأشاد الدكتور محمد فتحي سالم أستاذ الزراعة العضوية بجامعة المنوفية، بتطبيق الزراعة الذكية مناخيًا في مصر، مؤكدًا أنها أحد الحلول الفعالة والمطروحة في مصر للتغلب على الآثار السلبية للتغيرات المناخية على المحاصيل، وتدل على إدراك مصر لآثار التغيرات المناخية.

وأوضح أن لها آلية عمل تعتمد على برامج معينة تحدد نسب الرطوبة التي من المفترض أن تكون فيها المحاصيل في كل توقيت، وكذلك حال التربة واحتياجاتها، ومواعيد الري فهناك أجهزة تثبت في التربة تحدد متى يكون الري ومتى يتم رش النباتات من أجل مكافحة الآفات والتحكم في التغيرات المناخية.

وتابع: "أحيانًا آفات محصول القمح تظهر في توقيتات غير المتعارف عليها، ويتفاجأ الفلاحون بها، إلا أن استخدام الزراعة الذكية يحدد متى تظهر تلك الآفات ومواعيدها الدقيقة وكيف يمكن مقاومتها وتعطي تنبيه للمزارع بأن يقوم بعمليات الرش".

وعن تطبيقها في مصر، أشار الخبير الزراعي، إلى أنها مطبقة في مصر بالفعل على المحاصيل الاستراتيجية، لأنها تحدد أساس المعاملات الزراعية بناء على التغيرات المناخية، ولا تؤثر على المحاصيل وقت الحصاد فهي محاصيل عادية ولكن تمت تهيئة المناخ من أجل زراعتها.

 

عبده: "الزراعة الذكية توفر المياه ووقت وجهد الفلاح"

ويستخدم الكثير من الفلاحين الزراعة الذكية في مصر للتحكم في المناخ المحيط بالمحاصيل، منهم رمضان عبده، مزارع أرز في محافظة الدقهلية، الذي بدأ في الموسم السابق في استخدام البذور المقاومة للجفاف، التي حصل عليها من إحدى الجمعيات الزراعية في قريته.

وقال «عبده» لـ«الدستور»، إن تلك البذور أحد أساليب الزراعة الذكية في مصر، التي توفر كميات ضخمة من المياه إلى جانب التقليل من وقت الزراعة، والحفاظ على المزروعات من التغيرات المناخية، كما أنها قللت من ساعات عمله في أرضه وزادت محصوله.

يوضح أن البذور الذكية التي يتم استنباطها تقاوم التغيرات المناخية ويمكن التحكم في كل شيء بها، بداية من التربة مرورًا بكميات المياه وكذلك وقت انتشار الآفات إذ تعتبر الزراعة الذكية بمثابة نظام ينبه المزارع بكل تلك الأشياء.