رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبواق الضلال

سبق أن تحدثت كثيرًا عن تلك الإفتراءات والشائعات التى تطلقها أبواق الضلال بشكل مستمر للتشكيك فى تلك النجاحات والإنجازات التى تتحقق يوميًا على أرض الواقع إلى أن وصلنا إلى تنظيم ذلك المؤتمر العالمى للمناخ الذى يقام حاليًا بمدينة شرم الشيخ، حيث فشلت جميع محاولات أهل الشر فى إقناع دول العالم بعدم المشاركة به.

وقد كنت حريصًا على متابعة قنوات الكذب والتدليس التى تبث من الخارج خلال أيام المؤتمر لأرى ردود فعل الإعلاميين الهاربين الذين يعملون فى تلك القنوات الممولة من أهل الشر ومنسوبى الضلال، حيث لاحظت تلك الحالة من عدم الاتزان والتوتر والأصوات العالية وهى تحاول الإسقاط على أى موقف أو رأى أثيرفى كلمات رؤساء الوفود المشاركة بشكل جعلنى أشفق عليهم وأشعر بقلة حيلتهم وقد فقدوا حياءهم وقدرتهم على الإقناع حتى إن لغة الجسد التى لاحظتها عليهم اتسمت بحالة من التشنج والارتعاش بل والصراخ أحيانًا وذلك على القنوات التى تبث سمومها من الخارج.

حاول أحدهم أن يترجم خروج رئيس الوزراء البريطانى مسرعًا من الجلسة التى كان يشارك فيها وفقًا لما يتمناه هذا الإعلامى الساذج.. وأحدهم تحدث عن الموقف المشرف للنائب/ عمرو درويش الذى دحض بمداخلته مزاعم شقيقه المتهم الجنائى/علاء عبدالفتاح وفضح ازدواجية معايير حقوق الإنسان عندما رفض منظمو المؤتمر الصحفى أن يستكمل درويش وجهة نظره فى شرح الموقف القانونى الذى تم التعامل من خلاله مع المتهم علاء عبدالفتاح الذى بمقتضاه تم تصنيف الجريمة التى اقترفها المذكور فى إطار الجرائم الجنائية وليس جرائم الرأى أو الجرائم السياسية.

يأتى هذا فى الوقت الذى تتعرض فيه حاليًا جماعة الإخوان الإرهابية للعديد من الضربات الأمنية والسياسية فى الخارج  لعل من أبرزها وفاة القائم بأعمال مرشد الجماعة منير إبراهيم وما ترتب عليه التخبط فى اتخاذ القرارات الخاصة بالتنظيم أو التمويل.. وأيضًا قيام بعض الدول الأوروبية والعربية برفع يدها من تدعيم الجماعة بنفس القدر الذى كانت عليه.. ومن بين تلك الدول قطر وتركيا.. ومؤخرًا جاء المؤتمر الذى نظمه البرلمان الأوروبى بعنوان "الراديكالية والتطرف" الذى شارك فيها السفير المصرى فى بروكسل وقد أثير فى هذا الإجتماع تقريرًا من جامعة "جورج  واشنطن" بالولايات المتحدة الأمريكية يشرح فيه طبيعة ونطاق عمل جماعة الإخوان داخل الدول الأوربية.. وقد خلص التقرير إلى أن السلطات الأمنية فى العديد من الدول الأوروبية أجمعت على التأثير السلبى الداخلى لجماعة الإخوان الإرهابية فى تلك الدول على مجتمعاتها وتهديد الأمن بها وكذلك السلام المجتمعى.

وقد جاءت كلمة سفيرنا فى بروكسل واضحة وحاسمة، حيث أوضح أن مصر قد أوضحت للعالم حقيقية تلك الجماعة الإرهابية منذ عشرات السنين ولكن للأسف لم يستمع إلينا أحد علمًا بأن جميع الفصائل الإرهابية قد خرجت من عباءة فكر جماعة الإخوان وهو الأساس الذى انطلقت منه تلك التنظيمات وأصبح على المجتمع الدولى أن يتوخى الحذر فى تعامله مع تلك الجماعة التى قد تمثل تهديدًا مباشرًا على أمنه وسلامته.

والغريب أنه على الرغم من بدايات تحول نظرة بعض الدول التى تؤوى عناصر وقيادات من الجماعة.. إلا أن ذات البرلمان الأوروبى خرج علينا منذ يومين ببيان يهاجم فيه الدولة المصرية ويتهمها بعدم احترام حقوق الإنسان والمطالبة بالإفراج عن بعض المسجونين على ذمة قضايا سياسية علمًا بأن معظمهم ومنهم المتهم علاء عبدالفتاح متهمين فى قضايا جنائية لا تمت لحرية الرأى أو السياسة بأى صلة.

وهو الأمر الذى لم يتقبله المصريون الشرفاء الذين اكتشفوا حقيقة المؤامرة التى تتعرض لها البلاد حاليًا ويعلنون رفضهم للتدخلات الخارجية ومحاولات إثارة الفتن والفوضى بالبلاد مرة أخرى.

إن دعوات الفوضى والتخريب الذى تنادى به أبواق الضلال مدفوعين بتمويلات خارجية لتعطيل مسيرة البناء والتنمية حتمًا سوف تنكسر على ضخرة و صلابة ووعى الشعب المصرى على الرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد مثلها مثل جميع دول العالم حاليًا، حيث يتوهم هؤلاء أن الفرصة أصبحت سانحة لهم لإحداث توترات وقلاقل داخل البلاد فى ظل زيادة الأسعار من جهة.. وانشغال الجهات الأمنية بتأمين مؤتمر المناخ من جهة أخرى مما يؤكد جهل هؤلاء الأقزام بقدرة الدولة المصرية وأجهزتها الوطنية على حماية البلاد ومقدراتها من العبث والفوضى فى أى وقت وتحت أى ظرف.

إن الرهان اليوم أصبح فى صالح الشعب المصرى لثقته بوطنه وقائده… فالجميع يعمل لمصلحة الوطن ... وأن فجوة الاستقرار التى يلعب عليها هؤلاء المرجفون ليس لها محل فى المشهد المصرى حاليًا، حيث تبذل الجهود والخطوات من أجل  الوصول إلى عالم أفضل بإذن الله على الرغم من وجود العديد من المعوقات والتحديات.

ومن هنا فإن إطلاق الشائعات من خلال شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت لا تؤتى ثمارها المرجوة لمروجيها مثلما كان يحدث فى السابق... ومع ذلك فإننا نجد أن وتيرة الشائعات بدأت  تتزايد مؤخرًا خاصة من خلال التضليل الإعلامى الذى يوظف مواقع التواصل الاجتماعى على النحو الذى يحقق الهدف منه.. والجميع يحاول أن يبث سمومه ليلًا ونهارًا من خلال خطط وأساليب ممنهجة أبطالها مجموعة من المأجورين الذين يلعبون بنار الفتنة والانقسام.

إن تلك النجاحات التى تتحقق أمامنا يومًا بعد يوم لا شك أنها تثير حاملى أبواق الضلال والغش والخداع، وتؤرق مضاجعهم، وتقضى على أحلامهم، وهى فى سبيل ذلك يتفننون فى أساليب عرض أكاذيبهم حتى ولو كان ذلك من خلال نشو وقائع سابقة يعاد تكرارها بشكل وأسلوب جديد.

ومن هنا فإن ما تتعرض له البلاد حاليًا يتطلب المزيد من التلاحم الوطنى بين الشعب وقائده.. وتعزيز الوعى وروح الانتماء لدى أبنائه وفى هذا الصدد يجب أن تقوم مؤسسات الدولة بكل تخصصاتها الثقافية والإعلامية والاجتماعية والسياسية والدينية وأيضًا الأمنية بدورها فى مواجهة مخططات الفوضى التى تسعى إليها أبواق الضلال.. وتحيا مصر.