رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عروض وهمية قبل الجمعة البيضاء.. «الدستور» تحقق

الجمعة البيضاء
الجمعة البيضاء

اعتادت هاجر جميل، طالبة جامعية، انتظار عروض الجمعة البيضاء من كل عام لشراء كل ما تحتاجه من منتجات التجميل الخاصة بالبشرة والشعر، لاسيما وأن أصدقائها يشجعونها أيضًا على الاشتراك معًا في بعض العروض.

تصفحت هاجر العديد من عروض الجمعة البيضاء، وهي المعروفة بأنها اخر جمعة في شهر نوفمبر، ولكن تبدأ عملية الترويج للعروض مع بدايات الشهر، إذ تتميز الجمعة البيضاء بتقديم عروض للمستهلكين في كافة المنتجات والسلع التي يحتاجونها، بتخفيضات قد تصل إلى 70%.

واستقرت هاجر على شراء عدد من المنتجات التي تحتاجها الخاصة بالتجميل من إحدى صفحات موقع الفيس بوك، ووصل إجمالي مبلغ الطلب الى نحو ألف جنيه بعدما كان يتجاوز 3 الاف جنيه نتيجة لعروض الجمعة البيضاء.

كانت المفاجأة عندما وصل الطلب إلى منزل هاجر، إذ وجدت أن السلع التي ابتاعتها من منتجات التجميل جميعها مقلدة وليست أصلية، على الرغم من أنها أكدت على مسؤولة البيع بهذه الصفحة على مدى جودة المنتجات وكونها أصلية.

خصومات الجمعة البيضاء 

لم تكن هاجر هي الضحية الوحيدة لعروض الجمعة البيضاء الوهمية أو البلاك فرايداي، إذ يستغل بعض التجار المواطنين ويتخذون تلك الفترة فرصة للنصب عليهم، لاسيما وأنه يكون هناك إقبال كبير من المواطنين على شراء المنتجات والسلع بتخفيضات كبيرة. 

وتوجد عروض الجمعة البيضاء أو البلاك فرايدي في أكثر من دولة عربية، حيث تعرض المحال والمتاجر منتجات بخصومات كبيرة، مما يجعل التزاحم كبيرا على تلك الأماكن من أجل الاستفادة من العرض، ولكن يقوم البعض بتقديم شكاوى ضد عروض البلاك فرايداي الوهمية، حيث تتضمن الشكاوى تعرض مواطنين للنصب من بعض تلك المحلات والمتاجر.

عروض الجمعة البيضاء الوهمية

قرر محمد حسن، ثلاثيني، الاحتفال بعيد ميلاد زواجه هذه المرة بشكل مختلف وفكر في عمل مفاجأة لزوجته من خلال شراء هدية لها والاستفادة بخصومات الجمعة البيضاء التي بدأت.

ابتاع حسن من أحد المتاجر الشهيرة بمول تجاري عرض مكون من حذاء وحقيبة، وكان سعرهما بعد الخصم ألفين جنيه، إذ كان سعرهم الحقيقي يصل الى نحو 5 الاف جنيه تقريبا، نظرًا لكونهم من ماركة تجارية عالمية.

بعد شراء العرض وأثناء تجول محمد في المول التجاري، وجد هذا الأغراض ولكن بسعر أقل بكثير إذ كان سعرهم ألف جنيه فقط بعد الخصم، وهنا حاول محمد استرجاع العرض ومواجهة المحل بالعرض الوهمي، وأن أحد المحال التجارية الاخرى لديها نفس العرض ولكن بقيمة أقل بكثير.

لم تجد محاولات "محمد" نفعًا باسترجاع العرض إذ رفض المحل رفضًا تامًا، ليقرر عليه أن يتقدم بشكوى في جهاز حماية المستهلك.

الحبس والغرامة

فإنه بحسب قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018 من عروض البلاك فرايداي الوهمية، ومنها فرض غرامات 100 ألف جنيه، وقد تصل العقوبة إلى مليون جنيه في بعض الحالات لكل الشركات والمحلات والمتاجر التي تقوم بعمل عروض بلاك فرايداي بأسعار وهمية، ويتم فرض تلك العقوبات في حالة تقديم شكاوى من المواطنين، وفحص تلك الشكاوى، وقد تصل العقوبات في بعض الأحيان إلى حبس صاحب المحل.

تحذيرات جهاز حماية المستهلك قبل البلاك فرايداي

وقبل الجمعة البيضاء أو اللبلاك فرايداي فقد وجه جهاز حماية المستهلك بعض النصائح للمواطنين وأبرزها التوجه إلى المتاجر والمنصات الإلكترونية الموثوقة، وعدم الانخداع بالإعلانات المضللة أو الانسياق وراء العروض الوهمية والتخفيضات غير الحقيقية بـ الجمعة البيضاء.

مقارنة السعر قبل وبعد الخصم وذلك للتأكد من وجود عروض حقيقية تتوافق مع نسب تخفيضات الجمعة البيضاء، الحصول على فاتورة لضمان حقوقهم في حالة وجود أي عيب بالمنتج حتى في فترة عروض الجمعة البيضاء 2022 .

وذكر جهاز حماية المستهلك ضرورة التأكد من طبيعة سلع الجمعة البيضاء وتاريخ الإنتاج والصلاحية وجهة المنشأ، والتأكد من تطبيق سياسة الاستبدال والاسترجاع أثناء فترة التخفيضات بـ الجمعة البيضاء، بالإضافة إلى التأني أثناء المفاضلة بين سلع ومنتجات الجمعة البيضاء ، والتأكد من جدية العروض.

إعلانات مضللة وتخفيضات غير حقيقة

الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، حذر المواطنين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة والتخفيضات الغير حقيقة خلال شهر نوفمير وتحديدًا الجمعة البيضاء، مؤكدًا على أهمية التأكد من أسعار المنتجات والسلع قبل الخصم وبعده.

وأوضح النحاس على أن هناك بعض المتاجر والصفحات الإلكترونية التي تستغل حاجة المواطنين وإقبالهم على الشراء من خلال وضع عروض وأسعار وهمية غير حقيقية لغش المواطنين وجذبهم للشراء والتربح من ورائهم بطرق غير شرعية.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى عدم الشراء من متاجر ومنافذ غير موثوق فيها وتوخي الحذر أثناء متاعة العروض والتخفيضات ومراجعة الأسعار جيدًا قبل الخصم وبعد، وكذا التأكد من سياسة الاستبدال والاسترجاع.  

وفقًا لموقع آر تو إس للوجستيات، فمن بين أكثر من 2 مليون طلب عبر الإنترنت في مصر، كانت نسبة النساء التي قامت بالشراء أونلاين 68.3% مقابل 31.7% من الرجال.

66% من هذه الطلبات تمت في إقليم القاهرة الكبرى، بينما 15% منها في مدن إقليم قناة السويس، وما نسبته 10% في الإسكندرية، أما الصعيد فكان الأقل حظًا بنسبة 9% فقط من هذه الطلبات.