رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما نجيلكمش فى ثورة (1)

في نفس اللحظة التي كنت أتابع فيها «بي بي سي» الإنجليزية وهي تتحدث عن علاء عبدالفتاح باعتباره سجين "رأي" كانت أمامي تويتة يطلب فيها الأخ "سجين الرأي" باغتيال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، ثم يضع بديلًا للاغتيال "لزوم السلمية" حسب نص التويتة، وهو "نعور حنجرته" مبررًا رغبته في التنكيل بنقيب الصحفيين سواء بالاغتيال أو بتعويره في حنجرته بـ" المهم يبطل يتكلم".

كانت ومازالت الجزيرة وشركاؤها تقدم الإرهابيين المقبوض عليهم وشركاءهم باعتبارهم  سجناء رأي، كانوا يكتبون ويرددون عبر منصاتهم المختلفة عن إرهابيين إنهم مختفون قسريًا ويطلبون بالكشف عن أماكن احتجازهم لنتأكد بعدها أنهم يا ماتوا في سوريا أو في ليبيا تنعيهم داعش والقاعدة وكل جماعات "الرأي".. كم من الجرائم ترتكب باسم حرية الرأي.

وحرية الرأي في نظر الرفقاء أولاد الرفيقة الدادة أم عطيات، هي حريتهم وحدهم، هم من يريدون الحرية لهم وحدهم، وجهة نظرهم هم هي الصحيحة، أفكارهم هي الصحيحة، يطالبون بحقهم في الكلام لكنهم لا يمنحون غيرهم حق الكلام إذا ما كان الأمر على غير هواهم، نظموا ندوة في إحدى قاعات مؤتمر المناخ مدته ساعتان ظلوا يتحدثون فيه لمدة ساعتين إلا ربعًا ولم يسمحوا للحضور بالرد الـ في ربع ساعة فقط لتكون وجهة نظرهم هي المطروحة.

حتى نهاد أبو القمصان المحسوبة عليهم لم يمنحوها الفرصة لأنهم عرفوا أنها ستكشف للجميع حقيقة "إله العجوة" الذى يبيعون به البيعة، ندوة مخصصة للحديث عما أسموه حرية الرأي يرفضون فيها سماع رأي الحقوقية زميلتهم لأنهم يعرفون اللي فيها.. هم حقوقيون زي بعض والشويتين دول معروف أولهم وآخرهم لذا منعوها لأنها ستخاطب الغرب من نفس منطقة الحقوقية، نفس الأمر فعلوه مع النائب عمرو درويش الذين لم يكتفوا بمنعه من الحديث وطردوه من المؤتمر.

أتذكر هنا موقفًا مشابهًا إلي حد ما، كنا في اتحاد الكتاب والندوة مخصصة للدفاع عن الكاتبة نوال السعداوي التى تحدثت وقتها للصحافة في حوار صحفي عن تقبيل الحجر الأسود وقالت كلام صعب، كان الحضور كبير، عرب وأجانب ومصريين بالطبع، كل منهم يتحدث عن طيور الظلام، هنا وقف الاستاذ وحيد رأفت الكاتب الصحفي، وطلب الكلمة فأعطوها له، فقال أنا فلان الفلاني صاحب الحوار الذي تسبب في الأزمة وأنا هنا أدافع عن سمعتي المهنية وهذه نسخة من التسجيل اسمعوه وأنا مستعد للمحاكمة لو كان به حرف لم تقله بالعكس هناك أشياء لم أنشرها من الحوار.. هنا ثار الإخوة الحاضرون وتعالت أصواتهم وهوب تم إبعاده عن الندوة.

أزمة الإخوة أبناء الرفيقة الدادة أم عطيات أنهم يعيشون في دور ملاك الحقيقة المطلقة، من معهم في دائرتهم يظل في حمايتهم، من يبتعد عنها حتى لو كان من ابناء التيار فلن يتلق أي حماية أو دعم أو أموال، لذا تراهم يتحدثون عن "إله العجوة " الخاص بهم باعتباره سجين رأي .. إزاي .. هو كده . الموضوع يذكرني بحرامي في أحد قري القليوبية بعد28 يناير سقط من شرفة منزل كان يحاول سرقته ومات، ولأن وقتها كانت ما فيش دولة، وأسرته معروفة بالفتونة والبلطجة والصوت العالي قرروا أن يكتبوا على قبره الشهيد فلان.. شهيد إزاي ده حرامي ومات وهو بيسرق.. لا هو كده.

عموما الصوت العالي ممن يكسب في أوقات السيولة لكن عندما تستعيد الدولة عافيتها فعند أمه .. قصدي عند الرفيقة الدادة أم عطيات.