رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ جغرافيا المناخ: «COP 27» هو الأهم فى تاريخ التغيرات المناخية (فيديو)

د. عطية الطنطاوي
د. عطية الطنطاوي

قال الدكتور عطية الطنطاوي، أستاذ الجغرافيا المناخية وعميد كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن العالم يعقد آمالًا كبيرة على مؤتمر المناخ العالمي COP27 في شرم الشيخ، خاصة أن جميع دول العالم لم تسلم من تأثير التغيرات المناخية خاصة في العام 2022.

وأضاف أستاذ الجغرافيا المناخية أن هذا العام شهد حرائق في آسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتين (الجنوبية والشمالية)، إلى جانب فيضانات في السودان وباكستان والفلبين وبعض أجزاء من الصين، والساحل الإفريقي كله يُعاني من الجفاف، فهناك تأثر ما بين الفيضانات الشديدة من ناحية، والجفاف الشديد من ناحية أخرى، وتأثيره على الإنتاجية الزراعية في بعض المناطق، وبذلك أثّر على الأمن الغذائي، كما أن موجة الجفاف التي شهدتها أوروبا في هذا العام، لم تحدث منذ 500 سنة، حتى أن بعض الأنهار جفّت تمامًا في دولة مثل إيطاليا.

وتابع أن أهمية هذا المؤتمر تأتي في وقت تشبع فيه الغلاف الجوي بغازات دفيئة وملوثات، ووصلت لنسبة 150%، مما يستوعبه الغلاف الجوي، فلزامًا على العالم أن يتوقف ويعود خطوة إلى الخلف، ويبحث عن حل جاد.

وتابع: جميع القمم الـ26 السابقة، بداية من قمة مونتريال 1992، والتي كانت تُعقد في ريو دي جانيرو في البرازيل، وكان اسمها قمة الأرض؛ كلها كانت عبارة عن كلام ووعود وشعارات، لكن في قمة شرم الشيخ اختلف الوضع بعدما ارتفعت درجة حرارة الأرض في آخر 20 سنة؛ بنحو (0.6%)، وهي نفس ما ارتفعته درجة الحرارة في 100 سنة في القرن العشرين، يعني بمعدل متسارع 5 أضعاف، فالعالم يشهد فعلًا ضغوطات وتأثيرات واضحة وسلبية، لذلك أنا متفائل بأن مؤتمر شرم الشيخ ستكون نتائجه إيجابية وفاعلة، وحتى أنهم يسمونه مؤتمر اتخاذ الخطوات، لذلك لا بد أن نأخذ خطوة، بأن تكون هناك إعانات وتعويضات للدول الفقيرة، ومشروعات تساعدها على تحمل تكلفة التكيّف مع التغيرات المناخية الباهظة، ولا بد من توافر تقنيات الطاقة النظيفة.

ولفت «الطنطاوي» إلى أن مصر من الدول الرائدة في مجال مواجهة مخاطر التغيرات المناخية، فمصر سباقة في جميع الاتفاقات الدولية الخاصة بظاهرة الاحتباس الحراري، وتوقع وتصدّق على جميع الاتفاقات في هذا الشأن، وحضرت جميع الاجتماعات والمؤتمرات الخاصة بتلك الظاهرة، وبداية من ثورة يونيو المجيدة عام 2013؛ أخذت مصر تقوم بدور كبير في تلك القضية، رغم ما تُسهم به الدولة المصرية لا يتعدى (0.5%) من الملوثات على مستوى العالم، كما أن إفريقيا كلها لا تتسبب سوى في 5% من الملوثات، لكننا نساعد في التقليل من الغازات الدفيئة والغازات الملوثة.

واختتم بأن المبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأت منذ مؤتمر المناخ COP25 الذي عُقد في باريس عام 2015، وكان الرئيس وقتها يتحدث باسم المجموعة الإفريقية، ويطلب تعويضات وطاقة نظيفة، وبعد أن اعتلى قمة الاتحاد الإفريقي وأصبح رئيسًا له عام 2019، استمر على هذا النحو وعلى طلباته، وعلى محاربة ومجابهة قضية التغيرات المناخية، لأن هذه الظاهر إن لم تتم السيطرة عليها لن تتحقق التنمية بمفهومها الشامل.