رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النجم عاصى الحلانى: أرتجف قبل صعودى مسرح الأوبرا.. ومهرجان الموسيقى أيقونة عربية (حوار)

عاصى الحلانى
عاصى الحلانى

- الجيل الحالى من الفنانين أكثر حظًا.. وسعيد بردود الأفعال على «أربعين خمسين» 

- أنا مطرب ولست ممثلًا.. العندليب مثلى الأعلى.. ومشاعرى محايدة مع أغانى المهرجانات 

بصوته الجبلى، استطاع النجم اللبنانى عاصى الحلانى أن يحتل مكانة فريدة فى قلوب عشاقه فى كل البلدان العربية، واستطاع بأغنياته وموسيقاه أن يصل إلى العالمية، كما أنه عشق التلحين، ونجح فى تجربة التمثيل، وحقق كل ما يتمناه فى مشواره، حتى لُقب بـ«العمود السابع لأعمدة بعلبك».

«الدستور» التقت النجم اللبنانى عاصى الحلانى، على هامش مشاركته فى فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، فى دورته الـ٣١ مؤخرًا، والذى أكد أنه ينتظره من العام للعام، كاشفًا عن رؤيته الخاصة لأهمية هذا المهرجان فى الحفاظ على الذوق العام والطرب الأصيل، بالإضافة إلى رؤيته لظاهرة أغانى «المهرجانات» والأغانى «السنجل»، وفلسفته فى مشواره الخاص فى عالم التمثيل. 

■ بداية.. شاركت مؤخرًا فى مهرجان الموسيقى العربية فماذا يمثل هذا الحدث لك؟ 

- أفتخر لكونى واحدًا من المشاركين باستمرار فى هذا الحدث الأضخم، الذى أنتظره من العام للعام، فهذا المهرجان هو أيقونة الإبداع فى جميع أرجاء الوطن العربى، وأنا سعيد جدًا بمشاركتى فى فعالياته للعام السادس على التوالى، لأنى فى كل مرة أشارك فيها أشعر بالرهبة حين أصعد على المسرح الذى وقف عليه عمالقة الغناء فى الوطن العربى، وبالتأكيد أتمنى المشاركة فى الدورات المقبلة.

وأنا من المطربين الحريصين على تلبية نداء مصر وشعبها فى أى وقت، وبشكل خاص فى مهرجان الموسيقى العربية، الذى أعتبره حدثًا تاريخيًّا، يلملم شمل عشاق ومبدعى الفن الجاد والموسيقى للحفاظ على الموروث الثقافى والفنى للبلدان العربية، فهذا الحدث استثنائى وهو بمثابة تراث غنائى ستتحدث عنه الأجيال القادمة.

■ ما شعورك عندما ترى حفلك يرفع لافتة «كامل العدد»؟

- الحمد لله، فدائمًا ما تشعرنى لافتة «كامل العدد» بالفخر وتزيد من المسئولية علىّ، ودائمًا أُشدد على أن جمهور مهرجان الموسيقى العربية من «أخطر» جماهير الأغنية، لأنه يأتى خصيصًا لسماع الطرب، ويعلم جيدًا ما هو الغناء الجاد المميز، ولا يسمح بتقديم عكس ذلك.

ولذا، فعلى المطرب دائمًا أن يكون عند حسن ظن ذلك الجمهور، الذى يتمتع بدرجة عالية من التذوق وحسن الاستماع، حتى إننى أشعر فى بعض اللحظات بأنه ينتمى إلى الفرقة الموسيقية نفسها، لفرط وعيه وإحساسه، وإدراكه متى يجب أن يصفق ومتى ينصت، فهو كما قلت يأتى للاستماع إلى طرب حقيقى.

كما أن مسرح الأوبرا يختلف عن كل المسارح فى خصوصيته عن غيره، لأن الأوبرا أصبحت المنبر الثقافى الأعظم فى كل المجتمعات العربية، وستظل لها قدسيتها وعراقتها، خاصة أن هذا الصرح الشامخ ترعرع بين جدرانه العمالقة، أصحاب أصول الغناء والطرب الأصيل، لذا أشعر دائمًا بأنه متنفس فنى وثقافى أصيل للفنان الجاد، وأعتبر المشاركة فى الفعاليات الأوبرالية فخرًا كبيرًا لى.

ومن هنا، أريد توجيه الشكر والتقدير لإدارة الأوبرا والمهرجان لمجهوداتهما الكبيرة، للحفاظ على الارتقاء بمستوى الذوق العام.

■ ما الذى يميز المهرجان هذا العام؟

- المهرجان كل عام فى تطور وتجديد، ويتصدر المشهد، لكن ما لفت نظرى هذا العام هو تسليط الضوء عليه وتغطيته بشكل ممتاز، وقد انبهرت بنقل الفعاليات والحفلات بشكل مباشر على قناة «الحياة» من أجل إسعاد الجمهور، والوصول إلى جميع الفئات، ولدعم الإبداع والحفاظ على الموسيقى العربية والهوية الغنائية والذوق العام، وأتمنى استمرارية الحدث، الذى يواصل دائمًا نجاحه وتطوره بالشكل المطلوب.

وقد شعرت بسعادة كبيرة لوجود كوكبة من نجوم بلدى الحبيب لبنان، منهم راغب علامة وديانا حداد وسعد رمضان وملحم زين وغيرهم، كما أن هناك مشاركة مميزة أيضًا لنجوم كبار من سوريا والعراق وتونس، وهذا خير دليل على أن المهرجان ملتقى للشعوب.

لذا، وأنا فى مصر لا أشعر بالغربة أبدًا، وتبقى مصر «أم الأوطان»، وتبقى دار الأوبرا هرمًا شامخًا فى الوطن العربى وقِبلة الفن الراقى، وأنتهز الفرصة لأتقدم بوافر الشكر والتحية للدكتور مجدى صابر، والدكتورة جيهان مرسى لحرصهما الدائم على التقدم والحفاظ على الموروث الثقافى ومشاركة كبار النجوم من سائر بلدان العالم العربى.

■ ما طقوسك قبل الصعود على المسرح؟

- أرتجف قبل الصعود لخشبة المسرح، ولا أتحدث كثيرًا، وأكون فى حالة صعبة جدًا وأشعر برهبة مخيفة كأنى أصعد على المسرح لأول مرة؛ خاصة على مسارح الأوبرا، لكن بمجرد لقاء الجمهور أشعر بأنى أحتضن العالم كله، وأُبحر فى الغناء بعقلى وقلبى وفكرى، ولا يوجد أمامى سوى إسعاد الجمهور العظيم.

■ تحرص دائمًا فى حفلاتك على الغناء للعندليب.. فما السر وراء ذلك؟

- العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ هو بالنسبة لى أيقونة الإبداع، ومنبع الموسيقى العربية وأعتز دائمًا بالغناء له، خاصة أننى ومنذ بدايتى أضع صوت عبدالحليم وفنه العظيم أمامى، فهو مثل أعلى لى فى الشهرة والنجومية والفن الراقى، والغناء له يُمتعنى كثيرًا ويجعلنى أؤكد على دورى فى الحفاظ على الموروث ورفع الذوق العام بوجدان السميعة.

■ ما زلت تتعاون مع شركة «روتانا» للإنتاج رغم انفصال كثير من النجوم عنها.. فما السر فى ذلك؟

- شركة «روتانا» شركة كبيرة وعريقة، ولها باع طويل فى مجال الإنتاج الفنى، وقد حققنا سويًا الكثير من النجاحات، ودائمًا ما يكون تعاوننا مثمرًا، وأنا سعيد بذلك؛ وما يميز هذه الشركة عن غيرها هو أنها أنتجت لكبار النجوم وما زالت تحتضن كل تميز ونجاح بعراقتها وإنتاجها الضخم على مر السنين.

■ كيف تلقيت ردود الأفعال حول أحدث أغنياتك «أربعين خمسين» مع عادل العراقى؟

- الحمد لله، سعيد جدًا بما حققته الأغنية وردود الأفعال القوية عليها، خاصة أننى اجتهدت جدًا فيها، وعملت بحماسة شديدة مع عادل العراقى، واستغرقت التحضيرات وقتًا طويلًا حتى خرجت بهذا الشكل المبهر الذى أسهم فى حصد ملايين المشاهدات على المواقع الإلكترونية خلال أيام قليلة.

وعادل العراقى فنان كبير، والعمل معه كان تجربة رائعة، وأنا دائمًا أرحب بأى «ديو» مع أى من النجوم والنجمات، بشرط أن يكون العمل له معنى وطعم وقيمة ويضيف لى ولتاريخى الفنى.

■ كيف تحافظ على أصالة الأغنية وعصريتها فى آن واحد؟

- أبحث دائمًا عن التجديد والتنوع لكن مع الاحتفاظ بالهوية، ولتقديم غنوة تعيش مع الجمهور يجب أن يتوافر فيها العديد من العناصر، من حيث اختيار الكلمة الدلالية التى تعيش مع الجمهور، وتقديم اللهجات المختلفة للتواصل مع الشعوب، واختيار اللحن النابع من الثقافة العربية والتراث والفلكلور العربى، مع إضافة لمسات جمالية وتطوير الألحان بشكل معاصر ومواكب للعصر الحديث وغير خارج عن المألوف، مع الاهتمام بكيفية النسج بين الآلات الموسيقية.

■ كانت لك تجارب ناجحة كثيرة فى مجال التمثيل.. فما طموحاتك فى هذا المجال ولِمَ ابتعدت مؤخرًا؟

- تاريخى ومشوارى الفنى لا يعتمد على التمثيل، فأنا فى الأساس مطرب ولست ممثلًا، والغناء هو الذى فتح لى أبوابًا عديدة، منها التمثيل، وأنا مهتم بعالمى أكثر وهو الطرب، أما عن التمثيل، فأحرص على المشاركة بالعمل المؤثر ولا أهدف لمجرد التواجد، لأنه ما قيمة العمل الذى تقدمه إذا لم يفد المجتمع ويلمس الجمهور المتلقى ويؤثر فيه؟ 

■ تعاونت مع أجيال مختلفة من عمالقة الغناء والجيل الجديد يرى أنه أقل حظًا منهم.. فما رأيك؟

- على العكس، الجيل الحالى أكثر حظًا من الأجيال السابقة لوجود هذا التقدم الرهيب فى التكنولوجيا والمحطات والمنصات وخلافه، عكس الأمر فى بداياتى التى لم تكن بها تلك الوسائل، وكان الفنان يعانى جدًا من أجل الوجود والانتشار، وفى النهاية فإن الموهبة تفرض نفسها رغم كل الظروف.

■ كيف تنظر لأغانى «المهرجانات»؟

- أغانى المهرجانات ظاهرة «لست معها أو عليها»، لكنى أعتقد أنه فى النهاية لن يصح إلا الصحيح؛ وأنا مع الفن الحقيقى الذى تربينا وعشنا عليه وتأثرنا به ونعمل من أجل الارتقاء به والحفاظ عليه، كما أن الجمهور العربى ذواق جدًا ويستطيع أن يفرق ما بين الفن الحقيقى والفن الهابط، ودائمًا ما يكون الرهان على هذا الجمهور الذواق.

■ ما رأيك فى اتجاه كثير من المطربين إلى الأغنيات المنفردة «السنجل» على حساب الألبومات الكاملة؟

- الأغنيات «السنجل» أصبحت أمرًا واقعًا، وهى مهمة للفنان للتواجد من وقت إلى آخر، لكن رغم أهمية «السنجل» فإن الألبوم أكثر أهمية رغم المجهود والوقت الذى يحتاجه، فهو تاريخ للفنان، وكلاهما على العموم له أهميته، ويمثل أداة لتواجد الفنان. 

وأنا أحرص بين وقت وآخر على الوجود بأغنية سنجل مع جمهورى، لكن فى نفس التوقيت لا أستغنى عن الألبومات، التى أضمها لسيرتى الفنية.

■ أخيرًا.. ما نصائحك لابنتك «ماريتا» بعد نجاحها فى عالم الغناء والتمثيل وتصدرها «التريند» بمسلسلى «٢٠٢٠» و«حكايتى»؟

- «ماريتا» تشق طريقها بهدوء وبخطوات مدروسة، وتجاربها فى الدراما توحى بميلاد نجمة متميزة بشهادة النقاد وأصحاب التخصص والجمهور طبعًا، وأنا سعيد أيضًا بخطواتها فى الغناء بأكثر من لغة، لأن لديها الموهبة والحضور، وقد أعطيتها الحرية وأتابعها بالتأكيد وأعطيها الرأى والنصيحة، على أن تكون هى صاحبة الاختيار، وأنا مطمئن وسعيد بها وباختياراتها، وأتمنى لها النجاح الدائم.