رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تطرح استراتيجيات الهيدروجين الأخضر فى مؤتمر المناخ.. هل ينقذ العالم؟

مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ

يبزغ في الوقت الحالي الأهمية القصوى لوقود الهيدروجين الأخضر، والذي تتجه إليه أنظار العالم تزامنًا مع مؤتمر المناخ كوب 27 الذي تستضيف فيه مصر دول العالم من أجل بحث حلول الحد من التغيرات المناخية وعدم زيادة درجة الاحترار العالمي أو رفع درجة حرارة الأرض الحالية.

وخلال الفترة الأخيرة قامت مصر بإطلاق العديد من المبادرات لاستخدام الهيدروجين الأخضر، وكذلك توقيع اتفاقيات ووضع ميزانية له من أجل الاعتماد عليه فيما هو قادم، لكونه وقودا صديقا للبيئة ويعتبر من أهم الاستراتيجيات التي من المقرر أن تعتمد عليها مصر خلال الفترة القادمة.

17 مذكرة تفاهم

واتساقًا مع مؤتمر المناخ الحالي، وقعت الحكومة أكثر من 17 مذكرة تفاهم مع شركات عربية وعالمية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء باستثمارات تتجاوز 80 مليار دولار على المدى الطويل حتى عام 2050.

وتقدر الاستثمارات المتوقعة فى مشروعات الهيدروجين الأخضر بمصر حتى عام 2030 بنحو 42 مليار دولار، ومن المقرر تفعيل مذكرات تفاهم واتفاقيات إطارية مع أكثر من 7 شركات عربية وأجنبية فى قمة المناخ المقبلة.

وأعلن مجلس الوزراء عن أن مصر تستهدف زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بما بين عشرة مليارات و18 مليار دولار بحلول 2025، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر التى تعتزم البلاد الإعلان عنها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب27".

من المقرر أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر لتصل إلى 1.7 دولار/كجم عام 2050 مقارنة بـ2.7 دولار/كجم عام 2025، ويتوقع كثيرون أن تكون قمة المناخ فرصة لإبرام تعاقدات واتفاقيات بين الشركات العربية والعالمية والحكومة المصرية لتدشين مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء.

"الدستور" حاورت عددًا من الخبراء حول أهمية اللجوء إلى الهيدروجين الأخضر بدلًا من الوقود الأحفورى للحد من التغيرات المناخية:

خبيرة مناخ: "الهيدروجين الأخضر بديل آمن للوقود الأحفورى"

تقول الدكتورة سوسن العوضي، خبيرة المناخ والمنسق العام لمؤتمر كلايماثون الدولي عن المناخ من الاتحاد الاوروبي، إن الهدف الرئيسي من مؤتمر كوب 27 هو القدرة على خفض الانبعاثات في العالم، أنها الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض الآن بسبب استخدام الوقود الأحفوري منذ الثورة الصناعية وحتى الآن.

تضيف: "في الوقت الحالي بعض الدول تتجه إلى الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس والمياه وكذلك الهيدروجين الأخضر، ومصر لديها استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة حتى 2035 بأن تصبح كهرباء مصر تعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 50%".

وتابعت: "هناك مشاريع قومية كثيرة ظهرت لدعم تقليل الانبعاثات والتحول إلى الطاقة المتجددة، مثل مشروع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، ومحطة زعفران من أكبر محطات طاقة الرياح في الشرق الأوسط، وكذلك الأشهر والأقدم وهو السد العالي الذي تخرج منه الطاقة عن طريق المياه، وهي مشاريع جعلت مصر رائدة في مجال الطاقة المتجددة".

والهيدروجين الأخضر نوع من الوقود الناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تصبح طاقة ناتجة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي والمسبب للاحتباس الحراري.

 

كيفية استخدام الهيدروجين الأخضر

وعن كيفية استخدام الهيدروجين الأخضر، أوضحت العوضي أنه يتم إنتاج الطاقة من حرق ذرتين من الهيدروجين، ما يحدث توليد للطاقة تستخدم في إدارة المحركات، والذرتين يتم أخذهما من المياه التي تحتوي على ذرتي هيدروجين وواحدة أكسجين".

وقالت: "ثم نستخدمه في إنتاج الطاقة ومؤخرًا أوصى الرئيس السيسي بأن يكون هناك استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر كي يتم تصديره إلى دول العالم، ومن المقرر أنه في مؤتمر كوب 27 ويوم الطاقة وخفض الانبعاثات أن يتم عرض المشروعات التي قامت بها مصر".

70 مليون طن الإنتاج العالمى سنويًا 

وتؤكد دراسة علمية نشرت في مجلة "إنفيرومنتال ساينس آند إنيرجي"، أن هناك أنواعا مختلفة من الهيدروجين الأزرق، وهناك أيضًا الهيدروجين الوردي الذي ينتج في حالة الحصول على الكهرباء المستخدمة في تقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين داخل محطة نووية.

ويقدّر مجلس الطاقة العالمي الإنتاج العالمي من الهيدروجين الأخضر بـ70 مليون طن كل سنويًا، ولا تعتبر تلك الكمية كبيرة، إذ إنها يمكن أن تلبي 25% فقط من احتياجات العالم في العام 2050، بحجم مبيعات سنوية تصل إلى 770 مليار دولار، وهو العام الذي ستغطي استراتيجيات الهيدروجين الوطنية البلدان التي تمثل أكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي منه.