رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة.. والمعلومات المضللة

أصدرت منظمة الأمم المتحدة مؤخرًا بيانًا تعرب فيه عن «قلقها من تسريع وسائل التواصل الاجتماعى وانتشار المزيد من المعلومات المضللة».


والواقع أن هذا البيان استوقفنى كثيرًا.. ففى الوقت الذى تتعرض فيه بلادنا لحملة غير مسبوقة من الفتن ونشر الأكاذيب والشائعات المغرضة التى تستهدف سمعة البلاد مع انطلاق أعمال مؤتمر المناخ العالمى الذى تستضيفه البلاد.. نجد أن أكبر منظمة دولية فى العالم وهى منظمة الأمم المتحدة تبدى تخوفها من تسريع وتيرة نشر المعلومات المضللة فى بيان تم توزيعه على جميع الدول الأعضاء فيها.. إذن هناك توافق دولى وتفهم عالمى أن هناك بالفعل حملات تشويه وتضليل تقوم بها عناصر وجماعات وأحيانًا دول ومنظمات تهدف إلى الإساءة أو الوقيعة بين دولة ما وبعض الدول الأخرى أو التشكيك فى قدرة الدولة على مواجهة أزمة ما أو التعامل مع مواقف دولية أو وجود توتر فى جبهتها الداخلية.


لقد وصل إعلام «التواصل الاجتماعى» إلى درجة جعلته أحد أهم روافد الإعلام بل إنه أصبح المصدر الأول له حيث إنه يصل إلى الملايين من مستخدمى تلك الخاصية قبل تناولها فى وسائل الإعلام وقبل التأكد من صحتها أو عدمها وأصبحت تكنولوجيا الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر أحد مصادر الخطر على دول العالم المختلفة خاصة إذا نشرت وقائع أو معلومات مضللة قد تؤدى إلى إثارة الرأى العام داخل إحدى الدول وحدوث توترات وقلاقل بها حتى ولو نشرت الدولة المعلومات الصحيحة فهى لن تلقى قبولًا لدى رجل الشارع الذى أصبح غير قابل لمعرفة الصدق بعد أن نجحت وسائط التواصل الاجتماعى فى تهيئته نفسيًا لعدم قبول الحقيقة.


إننى أرى أن مصرنا الحبيبة تتعرض حاليًا لأكبر حملة تحريض وافتراءات وأكاذيب منذ قيام ثورة يونيو 2013.


وعلى الرغم من قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى حال مشاركته فى العديد من اللقاءات والمؤتمرات وحديثه بكل وضوح وشفافية عما حققته الدولة المصرية من إنجازات يشهد لها العالم رغم التحديات التى واجهتها لمنع تحقيقها- إلا أن قوى الشر لا تترك أى فرصة أو مناسبة إلا وتحاول التشكيك فى تلك النهضة التى تحققت بالفعل وإلا لما كان العالم كله سوف يوافق على المشاركة فى مؤتمر المناخ الذى يشارك فيه ما يقرب من 100 رئيس دولة وحكومة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والعديد من الدول الكبرى بالإضافة إلى ممثلين عن 197 دولة أخرى.. أعتقد أن تلك شهادة دولية بقدرة مصر على استضافة هذا الحدث العالمى الذى سوف تتجه إليه أنظار العالم.
وهنا يجب أن نشير إلى أن منظمة الأمم المتحدة ذاتها هى التى سوف تتحمل كافة تكاليف المؤتمر وليست الدولة المستضيفة طبقًا للمواثيق الدولية المنظمة، لذلك يجب أن نرد على المشككين والذين يحاولون إثارة الفتنة من خلال نشر الشائعات المغرضة التى تشير إلى أن الدولة المصرية سوف تتحمل جميع نفقات هذا المؤتمر على الرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية بها وزيادة الأسعار بشكل يثقل كاهل الشعب.
 

علينا جميعًا أن ندرك أن مصرنا الغالية تقف أمام أعاصير عاتية لا تتمنى لها النجاح لتحقيق نهضتها الشاملة.. وها هى اليوم تحاول قوى الشر التأثير على الجبهة الداخلية للبلاد لإيقاف عملية البناء والتنمية التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ سبع سنوات.


علينا أيضًا أن ندرك أن تلك الحملات سوف تتزايد وتيرتها خلال الأيام المقبلة خصوصًا خلال فترة انعقاد مؤتمر المناخ محاولين إثارة القضايا المختلفة التى لها حسابات مطاطية كقضايا حقوق الإنسان أو الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة على الرغم من أن العالم كله يعانى من ذلك.


علينا أن نتكاتف ونتعاون معًا فى مقاومة تلك الحملات على أن يتم ذلك بشكل موضوعى ومعالجة هادئة وأن نتخذ من موقف منظمة الأمم المتحدة الرافض للمعلومات المضللة نقطة نظام نستند إليها كشهادة دولية على كذب الافتراءات والأكاذيب الموجهة ضد دول العالم ومن بينها الدولة المصرية.


علينا أن نحارب مؤامرات اغتيال الحقائق وتزييفها وأن نهتم بتوعية الشباب فى الجامعات والمعاهد والمدارس وهذا دور يجب أن تقوم به الدولة وأن تسمح للأحزاب والمؤسسات المختلفة القيام به..  وهنا تجدر الإشادة بتلك الجهود التى تقوم بها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حاليًا وانتشارهم فى الجامعات والتجمعات المختلفة للقيام بهذا الدور.. ولكن ذلك ولاشك يتطلب تضافر جميع الجهود لتحقيق هذا الهدف وهو الحفاظ على الجبهة الداخلية للبلاد والتى تعتبر أحد أهم أهداف اهل الشر ولكنهم بإذن الله وبفضل وعى وتوعية المصريين لن يتمكنوا من تحقيق أغراضهم والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.