رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيدا الميلاد والقرعة لبابا الوطن والكنيسة

في 4 نوفمبر 1952 هو مولد الطفل وجيه صبحى، وعلى مدار 60 عامًا وفى نفس اليوم، 4 نوفمبر ‏‏2012، كان مولد اسم البابا الـ118 من قرعة السماء الهيكلية تواضروس الثانى.

وبكل تأكيد لم يكن صدفة ‏توحد التاريخين ما بين الولادة وإعلان القرعة، بل هى رسالة من السماء للجميع على اختيار ‏ذلك الرجل وأهمية توقيت ذلك الاختيار، فتلك السنوات الـ60 كانت إعدادًا وتأهيلًا وتجهيزًا ‏وتنصيبًا من السماء لأهم الشخصيات على مستوى مصر والعالم، وفي أهم وأخطر المراحل ‏التاريخية على الوطن مصر.. والكنيسة القبطية.

فتلك المرحلة التاريخية تستدعى سمات وصفات متفردة فى بابا الكنيسة المصرية، فمصر ‏ومعها كنيسة الوطن فى حرب وجود عبر أشرس وأقوى وأشد أنواع الحروب الفتاكة، التي ‏ما زالت مستمرة على الوطن الحبيب، وبما أن الكنيسة هى الموروث التاريخى والحضارى ‏للتواجد المصرى عبر امتداد التاريخ، هنا كانت الحرب الممنهجة على رأس تلك الكنيسة ‏وقائدها بأمر قرعة السماء الهيكلية قداسة البابا تواضروس الثانى.‏

ومن الصفات والسمات التى جعلته منتصرًا دائمًا على تلك الحرب رؤيته المتسعة الروحية ‏والثقافية للأحداث، مع تواضعه وبساطته وحكمته فى القول والفعل، ما جعله حائط صد ‏منيعًا وقويًا للوطن والكنيسة.‏

فبعيدًا عن تناول مسيرة حياته الطويلة والممتدة والمليئة بخزائن الخدمة والعطاء، كفى فقط ‏أن يذكر التاريخ أنه كان بابا الكنيسة وقت حكم الجماعة الإرهابية لمصر، وتبعيات ذلك الحكم ‏على ما حدث فيما بعد ثورة 30 يونيو العظيمة، وكيف حافظ الرجل على الوطن من الفتنة ‏الطائفية بكل حكمة وحنكة وشجاعة، عندما قال: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».‏

فالرجل الذي ما زال يتعرض لحرب شعواء على مدار الساعة التى تسوقها اللجان الإلكترونية ‏المدفوعة والممولة، لزعزعة استقرار مصر والكنيسة ما زال قويًا صامدًا صامتًا، يصلى من ‏أجل مصر ومن ىجل هؤلاء الذين يهاجمونه أيضًا، ويعبر من حدث إلى آخر بكل قوة ‏وشجاعة حاملًا كنيسة الوطن على كتفيه ومعه الوطن الذى يسكن كل جوارحه.‏

فلا تحتاج إلى أى دلائل لتثبت ىن هذا الرجل هو حفيد أجداده عظماء التاريخ وملوك ‏الإنسانية، فكل تكوينه وملامحه تدل على أنه حفيد لهم بلا أدني شك، هكذا فى حكمته وعلمه ‏ورؤيته للأشياء والأحداث، هكذا هى السمات والصفات التى عملت السماء لمدة 60 عامًا على ‏تشكيلها وتكوينها، لتكون جاهزة للمواجهة للدفاع عن الوطن والكنيسة فى تلك الحرب الشرسة ‏والأخطر فى تاريخ مصر.  ‏
وفى الأخير أقول له: عمر مديد وسنين عديدة من التواجد والعطاء وخدمة الوطن والكنيسة.