رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين وعد بلفور المشئوم.. وملحمة نضال الشعب الفلسطينى

قررت الدول الاستعمارية الكبرى فى مؤتمر لندن 1907 أن الخطر عليها يجيء من دول وطننا العربى وأنه لا بد من تقسيمه وزرع كيان غاصب فى وسطه فى قلب فلسطين ومن هنا جاءت اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ثم وعد بلفور فى الثانى من نوفمبر عام 1917 ومن يومها منذ 105 أعوام ومقاومة الشعب الفلسطينى البطل تسطر بحروف من نور وبدماء الشهداء ملحمة نضال ضد الكيان الصهيونى العنصرى الغاصب.
يرتكب العدو الصهيونى المتوحش كل يوم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على أرض فلسطين العربية من استيطان واستيلاء وقضم المزيد من أراضى فلسطين منذ قيام هذا الكيان عام 1948 بجانب احتلال أراضى غزة والضفة الغربية فى حرب 1967.
لم يكتف الصهاينة بالمجازر والمذابح التى ارتكبوها لاغتصاب فلسطين وطرد أصحابها الأصليين، ولكن بتشجيع ودعم من الإمبريالية الأمريكية والدول الغربية الكبرى استمروا فى قتل وتشريد الشعب الفلسطينى، وتطهير عرقى للمقدسيين والاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم وإقامة مستوطنات يقطنها آلاف من الصهاينة بالمخالفة للقوانين والشرعية الدولية.
هذا بجانب الاعتداءات اليومية والاقتحامات للمسجد الأقصى من جانب المتطرفين اليهود بحماية جيش الاحتلال واعتبار القدس عاصمة "إسرائيل" الأبدية.
ويقوم الكيان الصهيونى باعتقالات يومية للفلسطينيين والزج بهم فى سجون الاحتلال والقيام بتعذيبهم، ومنهم مئات من النساء والأطفال والشيوخ، واعتقال أكثر من 500 فلسطينى تحت مسمى "الاعتقال الإدارى"، المخالف لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
كل ذلك تحت بصر العالم، وبدعم الدول الاستعمارية الكبرى وصمت الضمير العالمى عدا عدد من الدول المساندة للحق الفلسطينى ومنها الصين وفنزويلا وعدد من دول أمريكا اللاتينية بجانب كل شعوب العالم الحرة، والتى تنتفض لمساندة حق الشعب الفلسطيني فى التحرير والعودة، وتقاطع الكيان الصهيونى اقتصاديًا ورياضيًا وفنيًا وثقافيًا واجتماعيًا.
وفى السنوات الأخيرة بدأت بعض المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان والداعمة للحق الفلسطينى فى توثيق جرائم الكيان الصهيونى لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية.
وفى هذه الذكرى المشئومة نرى أهمية ما تم فى شهر أكتوبر الماضى 2022 من إعلان إنهاء الانقسام الفلسطينى (الذى نتمنى استمراره) واتفاق الفصائل الفلسطينية على توحيد واستمرار المقاومة الشعبية الفلسطينية والمقاومة المسلحة ضد العدو الصهيونى، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطينى.
وها هى بشائر انتفاضة كبرى على أرض فلسطين فى الضفة وغزة ومدن القدس وفلسطينى 1948 تؤرق مضاحع العدو الصهيونى وترعب جنودة مع تصاعد العمليات الفدائية الكبرى من الشباب الفلسطينى ومن كتائب الشباب المتعدية للفصائل والأيدولوجيات شباب "عرين الأسود"، شباب نابلس والخليل وطولكرم وغزة ويافا وجنين والشيخ جراح وسلوان، أجيال جديدة تزلزل أقدام العدو الصهيونى.
وها هى ملحمة معارك الأمعاء الخاوية للأسرى الفلسطينيين مستمرة تهزم السجان وتُسجِّل الانتصارات عليه وتقوى من عزيمة المعتقلين الفلسطينيين، وتدعم عزيمة وصمود أهالى الشهداء والأسرى وتؤجج الانتفاضات الكبرى.
وتحت عنوان "وعد بلفور أساس اغتصاب فلسطين ومحاصرة الإرادة العربية"، أقامت لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب ندوة فى يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر 2022 بحضور حشد من لجان دعم الانتفاضة الفلسطينية والأمين العام لاتحاد المحامين العرب المكاوى بن عيسى مع ممثلى الجامعة العربية وسفارة فلسطين، والسادة المتحدثين من أكاديميين وقانونيين ومفكرين وسياسيين.
وكانت الندوة تظاهرة تأييد للمقاومة الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطينى البطل ولشباب المقاومة وشباب عرين الأسود، وإرسال التحية والتقدير لملحمة معركة الأمعاء الخاوية التى يخوضها الأسرى داخل سجون الاحتلال، وركزت كلمات الحضور على أن "كل فلسطين فلسطينُنا والقدس قدسنا، ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، السلام بدون قوة تحميه هو استسلام".
وأوضح المتحدثون المخططات الغربية المستمرة منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى الآن لتقسيم وإضعاف وطننا العربى (المؤتمر الصهيونى 1898، الحرب العالمية الأولى 1914، معاهدة سايكس بيكو 1916، وعد بلفور 1917) وما زالت المؤامرات مستمرة بإزجاء الفتن والصراعات العرقية والدينية والطائفية لمزيد من التفتيت والتقسيم.
وأكد الحاضرون على مطالب الشعوب العربية باستمرار المقاومة الشاملة، وتوثيق جرائم العدو وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على كامل التراب الفلسطينى، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مع استمرار إنهاء الانقسام الفلسطينى - الفلسطينى وفقًا لاتفاق الجزائر فى أواخر أكتوبر 2022، ومناهضة ووقف التطبيع مع العدو الصهيونى الملوثة يده بجرائم عنصرية وبدم الشهداء العرب.