رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كوريا الشمالية تطلق عدة صواريخ والحلفاء يمدون التدريبات العسكرية

كوريا الشمالية
كوريا الشمالية

أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية، اليوم الخميس، بما في ذلك تجربة فاشلة على الأرجح لصاروخ باليستي عابر للقارات تسبب في إطلاق إنذار للسكان في مناطق في وسط وشمال اليابان للاحتماء في أماكن مغلقة.

وعلى الرغم من تحذير حكومي سابق بأن أحد الصواريخ حلق فوق اليابان، فإن طوكيو قالت في وقت لاحق إن هذا غير صحيح.

وقال مسئولون في كوريا الجنوبية واليابان إن الصاروخ ربما يكون صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، وهو السلاح الأطول مدى لدى كوريا الشمالية، ومصمم لحمل رأس نووي إلى الجانب الآخر من الأرض.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن مسئولين في كوريا الجنوبية يعتقدون أن إطلاق الصاروخ فشل، دون ذكر مزيد من التفاصيل. 

ورفض متحدثون باسم وزارتي الدفاع الكورية الجنوبية واليابانية تأكيد ذلك.

وقال وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، إن الحكومة فقدت أثر الصاروخ الأول فوق بحر اليابان، مما دفعها إلى تصحيح إعلانها السابق الذي ذكرت فيه أن الصاروخ حلق فوق اليابان.

وقال نائب الأدميرال المتقاعد وقائد أسطول قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية السابق، يوجي كودا، إن فقدان تتبع الرادار للصاروخ يشير إلى فشل الإطلاق.

وأضاف: "ذلك معناه أنه في مرحلة ما من مسار الرحلة حدثت مشكلة للصاروخ وتفكك بالفعل".

وأردف كودا أنه على الرغم من سقوط الرأس الحربي في البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان، إلا أن الحطام، الذي ربما كان يتحرك بسرعة عالية، ربما يكون قد مر فوق اليابان.

ويقول مسئولون كوريون جنوبيون وأمريكيون إن كوريا الشمالية أجرت عدة اختبارات فاشلة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات هذا العام.

ونددت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: "هذا الإطلاق انتهاك واضح للعديد من قرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة".

وأضاف أنه يعكس أيضًا التهديد الذي يشكله برنامجا كوريا الشمالية غير القانونيين لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية.

وجاءت عمليات الإطلاق بعد أن طالبت بيونج يانج الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية واسعة النطاق، قائلة إنه "لا يمكن التهاون بعد الآن مع هذا التهور العسكري والاستفزاز".

وقالت إن موجة إطلاق الصواريخ والأنشطة العسكرية الأخرى جاءت احتجاجًا على مثل هذه التدريبات.

وأجرى الحلفاء واحدًا من أكبر التدريبات الجوية على الإطلاق، إذ قامت مئات الطائرات الحربية الكورية الجنوبية والأمريكية، بما في ذلك مقاتلات إف- 35، بمهام محاكاة على مدار الساعة.

وقال سلاح الجو الكوري الجنوبي، في بيان، إنه بعد إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات اليوم الخميس، اتفق الحلفاء على تمديد التدريبات.

وأضاف البيان: "وقفة دفاعية مشتركة قوية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مفادها أن التحالف ضروري في ظل الأزمة الأمنية الحالية التي تتصاعد بسبب استفزازات كوريا الشمالية".


* تحذيرات طوارئ

أطلقت كوريا الشمالية أيضًا صاروخين باليستيين قصيري المدى اليوم الخميس.

وجاء الإطلاق بعد يوم من تجربة ما لا يقل عن 23 صاروخًا، وهو أكبر عدد في يوم واحد، بما في ذلك صاروخ سقط قبالة ساحل كوريا الجنوبية لأول مرة.

وأصدرت كوريا الجنوبية تحذيرات نادرة من الغارات الجوية وأطلقت صواريخها ردًا على ذلك بعد تجارب أمس الأربعاء.

وذكر نظام إنذار الطوارئ الياباني أن السلطات حثت السكان اليوم الخميس في مقاطعات مياجي وياماجاتا ونيجاتا في وسط البلاد على الاحتماء في الأماكن المغلقة.

وقال هامادا للصحفيين: "رصدنا إطلاقًا كشف احتمال التحليق فوق اليابان، ولذلك انطلق التحذير، لكن بعد التحقق من المسار تأكدنا أنه لم يمر فوق اليابان".

وأضاف أن الصاروخ الأول حلق على ارتفاع بلغ نحو ألفي كيلومتر وقطع مسافة 750 كيلومترًا.

وذكرت قيادة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية أن الصاروخ طويل المدى أطلق من منطقة قريبة من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية.

وبعد نحو ساعة من الإطلاق الأول أعلن جيش كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا ثانيًا وثالثًا.

وقالت كوريا الجنوبية إن الصاروخين قصيرى المدى وأطلقا من كايتشون شمالي بيونج يانج.
 

*رد فعل إقليمي
 

قالت وزارة الخارجية في سول إن نائب وزير الخارجية تشو هيون دونج، ونائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، أدانا بشدة، في اتصال هاتفي اليوم الخميس، إطلاق كوريا الشمالية سلسلة صواريخ ووصفا التجارب بأنها "مؤسفة وغير أخلاقية".
وفي تصريحات موجزة للصحفيين، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إن "إطلاق الصواريخ المتكرر من جانب كوريا الشمالية مستفز ولا يمكن قبوله قطعًا".
وقال أدريان واتسون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان، إن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي "يقيمون الوضع". 

وذكر البيان أن الولايات المتحدة ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية" للحفاظ على الأمن.
وبعد أن أطلقت بيونج يانج ما لا يقل عن 23 صاروخًا في البحر، أمس الأربعاء، بما في ذلك الصاروخ الذي هبط على بعد أقل من 60 كيلومترًا قبالة سواحل كوريا الجنوبية، وصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عمليات الإطلاق بأنها "تعد على الأراضي"، ونددت واشنطن بعمليات الإطلاق ووصفتها بأنها "متهورة".
وتسببت موجة عمليات الإطلاق في تقارير غير متسقة ومتضاربة في بعض الأحيان من السلطات في اليابان وكوريا الجنوبية. وقال الجيش الأمريكي، الذي يستخدم بعضًا من أكثر تقنيات التتبع تقدمًا في المنطقة، إنه "على علم" بعمليات الإطلاق، دون تقديم تفاصيل.
وقال أنكيت باندا، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن اليابان وكوريا الجنوبية لديهما تاريخ من سوء وصف إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية.
وأضاف: "لا يملك أي من البلدين أجهزة استشعار فضائية تعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكن التعويل عليها، والمتاحة لدى الولايات المتحدة، تسمح بالكشف الفوري عن مراحل إطلاق الصواريخ".
وأطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا في الرابع من أكتوبر حلق فوق اليابان لأول مرة منذ خمس سنوات، مما دفع السكان هناك إلى الاحتماء. وكان هذا الصاروخ الأبعد مدى الذي تطلقه بيونج يانج على الإطلاق.