رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثمانية أقنعة للعقلية الذكورية

تمتلك العقلية الذكورية العديد من الأقنعة.. التى يتعامل بها الرجل مع المرأة لفرض سيطرته الوهمية وسطوته الافتراضية.. التى تعتمد الإجبار والقهر.. واستبعاد الثقة والتفاهم. وللأسف الشديد يكتسب الرجل تلك الأقنعة من المجتمع بنظامه الثقافى والاجتماعى الذى يكرس الكثير من أشكال التمييز ضد المرأة.

* القناع البطريركي: الذى يعنى السلطة الأبوية على المرأة.. باعتبارها ملكية شخصية للرجل، سواء الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن، وقبل ذلك كله ملكية للمجتمع الذكورى الذى لا يرى فى المرأة عقلًا ومسئوليات وتفكيرًا وإنسانية.. بقدرما يراها بخياله المريض نفسيًا وعقليًا.

* القناع الزئبقي: الذى يمارس سيطرته على المرأة بحجة مبررات عدم امتلاك المرأة للخبرات الكافية للتعامل اليومى فى الحياة. وكيل الاتهامات سابقة التجهيز للمرأة بعدم امتلاكها حنكة التعامل، وأنها ستكون دائمًا محل استهداف مصيدة الرجال.. التى هى العقلية الذكورية نفسها.. التى ينتمى إليها.

* القناع النرجسي: الذى يدعى احترام المرأة، وربما يتصدى للدفاع عن حقوقها. ولكنه فى الحقيقة.. لا يجد أى حرج فى إهانتها، وتقليل قيمتها، وإحراجها والتشكيك فيها.. ربما فى عملها أو أمام أصدقائها، وقبل ذلك أمام أطفالها. وهو ما يعبر عن عدم ثقته فى نفسه قبل الثقة فى غيره.. فتكون الخيانة وعدم الأمانة والكذب والتدليس.. هى معايير الحكم على غيره.

* القناع الاستغلالي: الذى يستبيح ميراث المرأة، ويستبيح ورثها، ولكن بشكل يوحى بأنه الأكثر حرصًا وأمنًا على حصولها على حقوقها. ولا يمنع هذا من إجبارها بالتوقيع على التنازل عن حقوقها الشرعية لها ولأطفالها سواء من زوج ينتسب لأشباه الرجال أو من أقارب مستغلين.. يهتمون بالولاية على المال أكثر من الولاياة التعليمية مثلًا. كما يستحل أقرب ما لها حقوقها.

* القناع المؤامراتي: الذى دائمًا ما تفسر ما تقوم به المرأة بشكل سيئ وسلبى يميل إلى الانحراف بافتراض سوء النية. ولا يفترض حسن النية والثقة فى المرأة. ولا يثق فى مواقفها وتصرفاتها. ولديه القدرة فى تفسير أى موقف بشكل يوحى بوجود مؤامرة كونية على المرأة.. دون أن يمنحها فرصة التصرف والنجاح فى الدفاع عن نفسها.. دون احتياج لوجود "ديك البرابر".

* القناع العدواني: الذى لا يستطيع ممارسة قيمة الحوار ومهارة التفاوض بالحجة والأسباب.. إذا قامت المرأة بالرد على اتهاماته وتجاوزاته.. فيلجأ للعنف اللفظى والصوت العالى أو العنف الجسدى بالشكل الذى يؤكد ضعف حجته وعدم قدرته على مواجهة عقل المرأة.. والتعامل معها تحت ضغط حصرها فى دائرة الاتهام المستمر.

* القناع الديني: الذى يدعى ولايته وقوامته على المرأة.. باعتباره نموذجًا للقيم العليا والمبادئ السامية. وفى الواقع.. يكون هو أكثر الذين استباحوا حقوقها.. بضمير الذئب الذى يسرق ما ليس من حقوقه.. بتوظيف النصوص الدينية على عكس حقيقتها ورحمتها وعدالتها وإنسانيتها.

* القناع المهتز: الذى لا يثق فيمن حوله، ويعتمد فى تعاملاته على خلفية تصرفاته ومواقفه الشخصية فى تعاملاته الخاصة. وإسقاط كل ذلك على المرأة.. خاصة الزوجة والابنة والأخت، وربما الأم أيضًا.. وافتراض كل ما هو سلبى أو غير لائق.. بافتراضات وهمية لا أساس لها من الصحة.. سوى فى خياله اللئيم.

نقطة ومن أول الصبر..
المرأة.. أصل الحياة..
المرأة.. هى الحياة..
المرأة.. وطن. والوطن لا يهان ولا يُخان.. هى أمانة وليست للإهانة.
المرأة.. ليست ناقصة عقل ودين.العقل لا دين له أو نوع..
المرأة للتأثير، وليست سلعة للاستهلاك والتوزيع..

الرجولة ليست بالاسم أو مجرد خانة فى بطاقة الرقم القومى..
خدعة الذكورة.. هى أصنام الخوف من المساوة وحرية المرأة.

الحياة ليست أنا أو أنت، بل أنا وأنت..
الذئاب تحركها رغباتها، والمرأة يحركها قلبها.
كرّمت الإنسانية المرأة.. ولكن أشباه الرجال سلبوها حقوقها.

رجاء رجّ العقل جيدًا قبل الاعتراض والتنمر.. وقبل التعليق والإسقاط والأوهام المتخيلة..
على العقلية الذكورية أن تصمت وتمتنع.