رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمة العمل الدولية: حرب أوكرانيا تهدد بكساد في سوق العمل الدولي

منظمة العمل الدولية
منظمة العمل الدولية

أكدت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الحرب في أوكرانيا كان لها أكبر الأثر السلبي على سوق العمل الدولي ما قد يؤدي إلى حالة من الركود بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن العملية العسكرية الروسية هناك.

وأوضح الصحفي فيليب إنمان -في مقال له في صحيفة "الجارديان" البريطانية- أن منظمة العمل الدولية أكدت في أحدث تقاريرها أن تبعات الحرب في أوكرانيا أدت إلى فقدان المكاسب التي كانت قد تحققت في أعقاب انحسار وباء كورونا حيث شهد سوق العمل الدولي آنذاك بعض التحسن مما أحيا الأمل بحدوث انتعاش في هذا المجال.

وأوضح الكاتب أنه طبقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية فقد انحسر الطلب على الأيدي العاملة على مدار الثلاثة أشهر الماضية بعد أن كان قد زاد في أعقاب انحسار كوفيد-19 على مستوى العالم في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.

وتشير تقديرات منظمة العمل إلى أن تلك الأوضاع تهدد العديد من دول العالم بحالة من انعدام الأمن المهني على نحو أكبر مما كان عليه إبان فترة الجائحة، في الوقت الذي يؤكد فيه جيلبرت هنجبو المدير العام للمنظمة أن تبعات الحرب في أوكرانيا والتي تتزامن مع أوضاع اقتصادية صعبة من قبل الحرب توشك أن تلقي بظلالها الكثيفة على سوق العمل في جميع أنحاء العالم.

وأوضح هنجبو، كما يقول الكاتب، أن الآثار السلبية لتلك الأزمة تتجلي بوضوح في ازدياد معدلات التضخم الرهيبة في قطاع الأغذية والطاقة، مضيفاً أن الموقف بطبيعة الحال سوف يكون أكثر سوءًا في الدول النامية.

وأضاف المسؤول الدولي أن تباطؤ حركة الاقتصاد العالمي سوف تؤدي إلى تقليص الطلب على العمالة، مؤكداً أهمية تنفيذ استراتيجية واسعة النطاق من أجل التدخل للسيطرة على أسعار السلع الأساسية وتعزيز الدخول المادية للأفراد من خلال شبكات حماية اجتماعية للتخفيف من آثار الأزمة الطاحنة التي يمر بها العالم.

وأوضح أن أوكرانيا لم تكن تعاني قبل الحرب من مشكلة بطالة، إلا أنه بعد بداية العملية العسكرية الروسية هناك فقد سوق العمل ما يقرب من 2.4 مليون وظيفة، مشيرًا إلى تقديرات منظمة العمل أن ما يربو على 10 بالمائة من الأيدي العاملة في أوكرانيا نزحوا خارج البلاد وأصبحوا لاجئين في دول أخرى.

وتؤكد منظمة العمل الدولية أن آثار الصراع المسلح في أوكرانيا بسبب نزوح الأيدي العاملة الأوكرانية تتجلى واضحة في الدول المجاورة مما ينذر بأزمة جديدة من عدم استقرار سوق العمل في تلك الدول.

ويختتم الكاتب مقاله بالإعراب عن مخاوفه أن تتأثر الدول المجاورة لأوكرانيا بتلك الأزمة على النحو الذي تأثرت به دول في وسط آسيا ومناطق أخرى من العالم بسبب أزمات مشابهة مما أدى إلى تقلب الأسعار بشكل حاد وانعدام الأمن الغذائي وازدياد معدلات الفقر.