رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانبعاثات الكربونية شبح يغذى التغيرات المناخية.. ماذا فعلت مصر؟

الانبعاثات الكربونية
الانبعاثات الكربونية

تعتبر الانبعاثات الكربونية أحد العوامل الرئيسية التي تتسبب في التغيرات المناخية الحالية على المستوى العالمي، إذ إن الكربون يعتبر غير صديق للبيئة، وتحاول الدول التي لها جهود في مجال الحد من التغيرات المناخية الحد من استخدام الكربون وتقليل انبعاثاته.

ومصر هي إحدى تلك الدول التي تسعى للحد من انبعاثات الكربون، والاعتماد على الطاقة المتجددة التي لا ينتج عنها انبعاثات متزايدة من الكربون، إذ إن المناخ أصبح قضية عالمية دائمة تستدعي تكاتف الجهود كلها من أجل الحد من تغيراته التي ينتج عنها آثار سلبية.

ولذلك كان لمصر دور مهم في السعي للتقليل من الانبعاثات الكربونية، تزامنًا مع مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ. ترصد "الدستور" في التقرير التالي جهود مصر في هذا الملف، وآراء الخبراء عن أضرار انبعاثات الكربون.

في البداية، فإن مصر ليست من الدول الصناعية التي تسهم بشكل كبير في تغيرات المناخ أو الانبعاثات الكربونية تحديدًا، حيث إن نسبتها 0.6% بموجب 325 مليون طن ثاني أكسيد الكربون خلال العام 2015، وهي نسبة ليست بكبيرة إذا ما قورنت بدول مثل الصين واليابان.

المصدر: تقرير فجوة الانبعاثات الصادر

ورغم أن مصر من الدول المُهددة بالانبعاثات الكربونية التي تنتجها الدول الصناعية إلا أن لها إسهامات في مواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية من خلال رؤية مصر 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالتغيرات المناخية والانبعاثات الكربونية والوصول إلى نظام بيئي مستدام.

 

جهود مصر في تقليل الانبعاثات الكربونية

كانت مصر من أولى الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وبروتوكول كيوتو، واتفاق باريس التابعين لها، كما قامت باستيفاء وتقديم الإبلاغات، والتقارير الوطنية المطلوبة في إطار الاتفاقية الإطارية، واتفاق باريس التابع لها.

وكان لها دور على المستوى المحلي وذلك خلال العام 2019، حين تم تشكيل المجلس الوطني للتغيرات المناخية، ويضم المعنيين بالمناخ من الوزارات والمؤسسات، بهدف التوعية بالآثار الناتجة عن التغيرات المناخية، وتحديدًا زيادة انبعاثات الكربون في مصر والعمل عليه كقضية عالمية وليست محلية، وكذلك تذليل العقبات كلها أمام مجال الدراسات والبحوث المتعلقة بتغير المناخ.

 

طنطاوي: "الوقود الأحفوري مصدر أول للانبعاثات"

الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخ، يقول إن الانبعاثات الكربونية هي السبب الرئيسي في التغيرات المناخية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، إذ تنتج الدول 36 ألف مليون طن سنويًا من انبعاثات الكربون.

ويوضح أن أكثر ما يخرج انبعاثات كربونية هو استخدام الوقود الأحفوري، أو الاعتماد على مصادر غير صديقة للبيئة، وغير متجددة من أجل توليد الطاقة، إلى جانب النشاط البشري اليومي الذي يزيد من انبعاثات الكربون في الدول.

 

استراتيجيات مصر للحد من الكربون

ولم تكن تلك الاتفاقيات هي الجهد الوحيد الذي قامت به مصر للحد من انبعاثات الكربون، ولكن بدأت بحملة على القطاعات كلها، كان أولها قطاع الطاقة خلال يوليو في العام الحالي، حيث وضعت هدف لخفض انبعاثات قطاع توليد ونقل وتوزيع الكهرباء بنحو 69,9 مليون طن ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.

وتلاها إعلان استراتيجية الطاقة المستدامة التي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة؛ وتسعى لاستخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر صديق للبيئة لا يصدر عنه أي انبعاثات كربونية.

كما كان لمصر جهود في اللجوء إلى النقل الذكي من خلال منظومة النقل المستدام، والتي تهدف من خلالها مصر استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة والتحول إلى السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي.

 

استشاري تغيرات المناخ: "الاعتماد على طاقات بديلة يقلل الانبعاثات"

وبين طنطاوي في ذلك الشأن، أن مصر لها دور في الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة، منها الهيدروجين الأخضر والرياح والشمس، وهي مصادر صديقة للبيئة لا يخرج عنها انبعاثات كربونية.

وأضاف: "هناك طرق تخص عزل الكربون من بينها طرق صناعية وبشرية مثل «قنص وتخزين ثاني أكسيد الكربون في مختلف المجالات أشهرها محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري».

يذكر أن تقرير فجوة الانبعاثات الصادر في عام 2019 عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، قال إن الانبعاثات الصادرة عن مجموعة الدول العشرين الصناعية تمثل نسبة 75% من الانبعاثات العالمية؛ حيث تحتل الصين المرتبة الأولى، يليها الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الهند، روسيا، اليابان.