رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تشريع جديد يجيز تداول «شهادات الكربون» بالبورصة

 الدكتورة غادة على
الدكتورة غادة على

تقدمت الدكتورة غادة على، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشروع قانون بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 95 لسنة 1992 الخاص بـ"سوق رأس المال".

وقالت النائبة غادة علي، إن العالم يعقد الكثير من الآمال على قمة الأمم المتحدة للمناخ، والمتمثلة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "كوب 27"، والذي تستضيفه الدولة المصرية خلال الفترة ما بين الثامن والسادس عشر من شهر نوفبر عام 2022 في مدينة شرم الشيخ.

وأضافت أن هذا المؤتمر يعد جزءا من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمكافحة التغير المناخي والحد من استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي، والعمل على تقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، وفي هذا السياق، تدفع الدولة المصرية في اتجاه تنفيذ الدول الكبرى لتعهداتها في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة للمناخ، على رأسها اتفاقية باريس الموقعة عام 2015، واتفاقية قمة كوبنهاغن عام 2009، حيث تعهد الموقعون بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ.

وذكرت أنه في هذا الإطار، جاءت استراتيجية مصر 2030 مؤكدة كون البعد البيئي محورا أساسيا في جميع القطاعات التنموية والاقتصادية بشكل يحقق أمن الموارد الطبيعية ويدعم عدالة استخدامها والاستغلال الأمثل لها والاستثمار فيها وبما يضمن حقوق الأجيال القادمة فيها، وتنويع مصادر الإنتاج والأنشطة الاقتصادية بما يسهم في دعم التنافسية، والحد من التلوث والإدارة المتكاملة للمخلفات مع توفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للمواطن المصري، الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والإدارة الرشيدة والمستدامة لها، وتنفيذ مصر لالتزاماتها الدولية والإقليمية تجاه الاتفاقيات البيئية ووضع الآليات اللازمة لذلك مع ضمان توافقها مع السياسات المحلية، ومن ثم فإن المساعي الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية، والمتمثلة في جهود التعاون بين وزارة البيئة وأجهزتها التابعة من جهة والبورصة المصرية من الجهة الأخرى في تدشين قاعدة مركزية للمشروعات التي تعمل على خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون على المستوى المحلي وتطوير آلية لتسجيل المشروعات، وتجهيز البنية الأساسية لإتاحة شهادات الكربون للمستثمرين، وكذلك إتاحتها لشركات أخرى لا تستطيع خفض الانبعاثات لديها وتعلن أنها نجحت في تقليل الانبعاثات بمقدار الأرقام المذكورة في الشهادات ترغب بالمشاركة في إثبات تخفيض الانبعاثات الكربونية، مثل الدول والمؤسسات الدولية وشركات الطيران والشركات متعددة الجنسيات، فتقوم بشراء شهادات خفض انبعاثات عند تجاوز الحد المقرر لها من الانبعاثات سيتطلب منها شراء المزيد من الأرصدة، بينما أولئك الذين يخفضون الانبعاثات يمكنهم بيع المتوافر لديهم من أرصدة الانبعاثات، وفقا لنظم السقوف والمبادلات.

وأشارت المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون المقدم من نائبة التنسيقية، إلى أنه ظهرت أسواق الكربون في العالم أجمع منذ توقيع اتفاقية كيوتو، والذي اعتمد عددًا من الآليات التي تسمح للدول بالوفاء بالتزاماتها تخدم تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري، فالشركات والجهات في مختلف دول العالم أصبح لديها التزام بخفض مستوى انبعاثات الكربون الصادرة منها بمستوى معين، وهناك شركات وجهات تنجح في تخفيض حجم الانبعاثات بأكثر من المستوى المطلوب منها، وبالتالي تحقق فائضا في متطلبات الانبعاثات ويمكنها بيع تلك الفوائض إلى شركة أو جهة أخرى لم تستطع الالتزام بتخفيض متطلبات الانبعاثات كما هو مطلوب منها.

وأضافت أنه من هذا المنطلق ظهرت أسواق منظمة لبيع وشراء شهادات الكربون في الدول المتقدمة والناشئة أيضاً، مثل كوريا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول، وعلى مستوى المنطقة، تسعى المملكة العربية السعودية لإنشاء أول منصة لتداول شهادات الكربون.

وأوضحت أنه مع الارتفاع القياسي لأسعار شهادات الكربون في الأسواق العالمية، بلغت أعلى مستوياتها وفقا لما ورد بتقرير البنك الدولي الصادر في يونيو 2022، والذي يتوقع أيضاً استمرار أسعارها في الصعود نظرا لأن أسواق الكربون في العالم لا تغطي أكثر من 4% من الانبعاثات العالمية، وأشار التقرير أيضا إلى ارتفاع إيرادات الكربون بنحو 60% خلال العام الماضي لتصل إلى 84 مليار دولار.

ولفتت المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون إلى أنه من جانب آخر وفي سياق المادة 6 من اتفاقية باريس للتغير المناخي والتي وافقت بشكل رسمي على إمكانية بيع رصيد الكربون من دولة لدولة أخرى بشرط حسابها مرة واحدة فقط وتجنب الازدواج الحسابي، ما يجعل من المهم لمصر أن تسعى بقوة لإنشاء سوق لتداول شهادات الكربون مما يساعد على فتح الطريق أمام مصر لكي تلعب دورا محوريا كأكبر مركز إقليمي لتداول شهادات الكوبون، وهو ما سوف يسهم في جذب استثمارات مالية أجنبية إلى الاقتصاد المصري من خلال المشترين الأجانب لشهادات الكربون المحلية، وتنمية سوق المال المصرية بإضافة أدوات مالية جديدة غير تقليدية، وتطوير مكانة مصر كلاعب أساسي في الجهود الدولية لإصلاح التغيرات المناخية، وتشجيع الشركات المحلية على التركيز على تخفيض الانبعاثات، وتوفير التمويل اللازم للشركات المحلية للتوافق مع الاعتبارات البيئية.

وقالت النائبة غادة على: "لذلك يأتي هذا التعديل في قانون سوق رأس المال رقم 95 لعام 1992 للسماح بالتعامل على شهادات الكربون كمادة مالية قابلة للقيد والتداول في بورصات الأوراق المالية، وكذلك السماح للشركات والجهات الأجنبية بقيد شهادات الكربون الخاصة بها في السوق المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية في هذا الشأن لتمكين الاقتصاد المصري من لعب دور إقليمي فيما يتعلق بنشاط تداول شهادات الكربون، وكذلك تعظيم دور مصر الريادى.