رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانقسامات تضرب الاتحاد الأوروبي بسبب تفاقم أزمات الطاقة وارتفاع الأسعار

أزمة الطاقة في أوروبا
أزمة الطاقة في أوروبا

أكدت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، أن زعماء الاتحاد الأوروبي انقسموا بشأن سقف أسعار الغاز في قمتهم يوم الخميس الماضي التي دعت إلى التعامل مع أزمة الطاقة التي أججها الوضع في أوكرانيا، وفقًا لتقارير إعلامية، حيث يركز المجتمع الدولي مرة أخرى على الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي.

توتر وأزمات في الاتحاد الأوروبي

وتابعت أنه من خلال هياكل الطاقة المختلفة، يكون لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان سقف سعر الغاز يمكن أن يحقق أهدافه ويحل أزمة الطاقة الحالية، حيث يمكن لتلك الدول التي لا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي أن تتحلى بالصبر في إيجاد بدائل، في حين أن تلك التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي أعربت عن مخاوفها من أن تحديد سقف لسعر الغاز لن يعمل بشكل فعال، ونتيجة لذلك، من الصعب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الحفاظ على نفس الصفحة.

وأضافت أن هناك سبب آخر لا ينبغي تجاهله فيما يتعلق بانقسام الاتحاد الأوروبي بشأن سقف أسعار الغاز وهو الخلاف بين ألمانيا وفرنسا، وهما قوتان دافعتان تقليديتان وراء مبادرات سياسة الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقاً. 

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استيائه من برلين، قائلا: «ليس من الجيد لألمانيا أو أوروبا أن تعزل نفسها»، ومنذ ذلك الحين تم تأجيل مجلس وزاري فرنسي ألماني منتظم كان مقررا عقده الأسبوع المقبل حتى يناير.

وأكدت الصحيفة أن العلاقات المتوترة بين باريس وبرلين تعني أنه على المدى القصير على الأقل، سيكون من الأصعب على الاتحاد الأوروبي التوصل إلى توافق في الآراء بشأن بعض القضايا الرئيسية، الأمر الذي سيشكل تحديًا كبيرًا لتعزيز تضامن الاتحاد الأوروبي. 

وتابعت أنه في الماضي، طالما توصلت فرنسا وألمانيا إلى توافق في الآراء، يمكن للدولتين إقناع الدول الأعضاء الأخرى بشكل منفصل، من خلال الاستفادة من نفوذها، مما يسهل الوصول إلى اتفاق داخل الكتلة، ولكن مع توتر العلاقات الفرنسية الألمانية، قد تصبح الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي أكثر وضوحًا، ويصعب الوصول إلى توافق.

سبب الانقسامات

وأكدت الصحيفة أن سبب الانقسام المتزايد بين ألمانيا وفرنسا، يعود إلى حد ما، إلى أن حكومتي البلدين تواجهان الآن مشهدًا اقتصاديًا وسياسيًا مشحونًا، حيث يحكم ألمانيا تحالف من ثلاثة أحزاب، وستكون حوكمة المستشار الألماني أولاف شولتز محدودة إلى حد ما، وفي فرنسا، مع صعود اليمين المتطرف، يتعين على ماكرون تعديل سياساته تجاه أوروبا وكذلك بقية العالم، مع التركيز بشكل أكبر على الشئون الداخلية.