قبل الفراعنة.. كيف كانت المملكة المصرية القديمة في عصور ما قبل التاريخ؟

أكد موقع "ذا ترافيل" الكندي، أن مصر لطالما استحوذت على خيال العالم، وبحلول الوقت الذي تم فيه بناء الأهرامات، كانت مصر القديمة موجودة بالفعل منذ مئات السنين، وكانت الحضارات المصرية الأخرى موجودة منذ آلاف السنين قبل ذلك، فلم تظهر مصر فجأة إلى الوجود عندما بُنيت الأهرامات، حيث استقرت الحضارات والممالك على نهر النيل.

وتسائل الموقع عن كيف كانت مصر ما قبل التاريخ (أو ما تسمى مصر ما قبل الأسرات)، الجواب على ذلك معقد بعض الشيء، فعلى الرغم من أن أياً من الآثار العظيمة لمصر لم يسبق الأهرامات.

فترة ما قبل التاريخ في مصر

وأكد الموقع الكندي أن فترة ما قبل التاريخ في مصر انتهت حوالي عام 3100 قبل الميلاد مع فترة الأسرات المبكرة (مع الفرعون الأول - نارمر)، والذي يُدعى أيضًا حور عحا ومينا، وتم بناء الأهرامات العظيمة حوالي 2500 قبل الميلاد، لذلك كانت فترة الأسرات في مصر القديمة موجودة بالفعل منذ حوالي 6 آلاف عام.

وتابع أن مصر ما قبل الأسرات استمرت منذ حوالي 6000 قبل الميلاد إلى حوالي عام 3000 قبل الميلاد، حيث تم العثور على الغالبية العظمى من الاكتشافات الأثرية من عصر ما قبل الأسرات في صعيد مصر لأن طمي نهر النيل غطاها وحافظ على المزيد منها.

وأضاف أن أقدم دليل معروف على الوجود البشري في وادي النيل يعرد إلى ما يقرب من 400 ألف عام - وذلك قبل أن يمشي الإنسان الحديث على الأرض، ينما تعود سجلات الزراعة في مصر إلى حوالي 5000 قبل الميلاد.

وأشار إلى أنه من الممكن العثور على آثار قبل فترة طويلة من وجود مصر عندما كانت الصحراء خضراء من خلال زيارة بعض لوحات الكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في الصحراء.

تاريخ الأسرات والفراعنة

وأكد الموقع الكندي أن نارمر وحد مصر في حوالي عام 3500 قبل الميلاد، وقبل ذلك، تم تقسيم مصر إلى مصر العليا والسفلى، لكنه تمكن من قيادة جيشه لهزيمة مصر السفلى، استخدم التاج الذي كان يرتديه الفرعون كلا من التيجان القديمة لمصر العليا والسفلى، وعندما توحدت مصر وأصبح الفرعون الحاكم، طور نظام الكتابة الشهير المسمى بالهيروغليفية والذي استمر لآلاف السنين، واستمرت فترة الأسرات المبكرة منذ نهاية الثقافة الأثرية لنقادة الثالثة - ثقافة أثرية لمصر ما قبل العصر الحجري النحاسي - حتى عام 2686 قبل الميلاد كان ذلك عندما أفسحت مصر الطريق للمملكة القديمة، والتي سرعان ما كانت تعمل بجد لبناء أهرامات أكبر من أي وقت مضى.

وأضاف أنه خلال الأسرة الأولى، تم نقل العاصمة من ثينيس إلى ممفيس (حيث كانت العديد من العواصم المصرية)، بينما كانت أبيدوس المركز الرئيسي للديانة المصرية، وخلال هذه الفترة، تشكلت مصر القديمة، كما هو مفهوم عمومًا، حيث تشكلت العمارة والدين المصريان خلال هذه الفترة.

آثار تسبق الأهرامات

وأكد الموقع الكندي أن أبيدوس واحدة من المواقع الرئيسية لاكتشاف التواريخ التي تعود إلى ما قبل الأهرامات، حيث يعود تاريخه إلى حوالي 7000 عام - قبل آلاف السنين من بناء الأهرامات-، ومع ذل، فإن معظم الآثار الفعلية التي سيجدها المرء هناك (مثل معبد سيتي الأول) تم بناؤها بعد فترة طويلة من بناء الأهرامات.

وتابع أن أحد الاكتشافات الأقدم بكثير من الأهرامات هو ما يُعتقد حاليًا أنه أقدم مصنع بيرة في العالم، حيث يُعتقد أن مصنع الجعة يعود إلى عهد الفرعون نارمر - قبل مئات السنين من الأهرامات، وفي ذلك الوقت، لم تكن الجعة هي المشروب الترفيهي كما هو الحال اليوم. بدلاً من ذلك، كان جزءًا من النظام الغذائي الرئيسي للمصريين القدماء الذي كان الجميع (بما في ذلك الأصغر سنًا) يشربونه.

وأضاف أنه تم بناء معظم المعابد الشهيرة (مثل أبو سمبل) بعد الأهرامات - بينما توجد أطلال تسبق الأهرامات ولكن من المحتمل أن يكون البحث عن الآثار المصرية القديمة مسعى مناسبًا لهواة التاريخ أكثر من السائح الذي يسعى إلى أن تبهره الآثار القديمة.