رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قنبلة موقوتة.. كيف يشكل «إيتمار بن غفير» أزمة لليمين الإسرائيلى فى الانتخابات؟

إيتمار بن غفير
إيتمار بن غفير

تستعد إسرائيل للانتخابات الخامسة في غضون ثلاثة أعوام، والمقررة في أول نوفمبر المقبل، إذ يحاول اليمين بقيادة زعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو استعادة السلطة، مع وجود احتمالات كبيرة بأن نتنياهو يقف على عتبة مقعد أو مقعدين من تشكيل حكومة يمين جديدة.

المشهد الأبرز في الانتخابات والشخصية الأكثر إثارة للجدل، هو عضو الكنيست إيتمار بن غفير، والذي كان قبل عامين شخصية هامشية، رغم ميوله المتطرفة وآرائه الحادة، ولكنه لم يكن لاعبًا في المشهد السياسي الإسرائيلي، ولكن الحال تغير الآن، إذ يعتبر أحد شركاء نتنياهو في الحكومة المقبلة - في حال فوزه، وهو ما يعني أن هناك احتمالًا أن يكون "بن غفير" وزيرًا في حكومة نتنياهو المقبلة. فكيف سيؤثر هذا على اليمين وإسرائيل؟

قنبلة موقوتة

إيتمار بن غفير هو من أتباع الحاخام كهانا، والذي يضع في صالون منزله صورة القاتل باروخ غولدشتاين "منفّذ مجزرة الخليل في سنة 1994، والتي ذهب ضحيتها 29 فلسطينيًا"، وهو رئيس حزب "عوتسما يهوديت أو قوة يهودية"، ولديه اليوم شراكة مع بتسلئيل سموتريتش في تحالف باسم "الصهيونية الدينية"، وقد كانا شريكين في الماضي في منظمة "موكب الماشية" ضد مجتمع المثليين، ويحاولان اليوم إظهار اعتدال في مواقفهما.

"بن غفير" هو شخصية مثيرة للجدل والغضب حتى داخل اليمين الإسرائيلي نفسه، إذ إن معظم تيار اليمين وسط أو اليمين لا يؤيد "بن غفير"، بل يرونه متطرفًا، فأغلبية الإسرائيليين لا تتماهى مع مواقف بن غفير وشريكه المتطرف، وهناك احتمال أن يؤثر وجود "بن غفير" مع نتنياهو في المشهد على فرص الأخير في الانتخابات.

لقد ساهم "بن غفير" مساهمة كبيرة في حوادث العنف التي أدت إلى عملية "حارس الأسوار" في مايو 2021، وبدلًا من أن يتبرأ نتنياهو منه، حوّله إلى شريك سياسي.

على مدار سنوات، كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحاول محاصرة "بن غفير"، وبحسب صحيفة هآرتس، فإن رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، المرشح على قائمة المعسكر الرسمي وصف "بن غفير" بأنه الشخص الذي عمل دائمًا على عرقلة عمليات الجيش خلال فترة عمله.

تأثير "بن غفير" ليس محليًا، فقط، فمواقف "بن غفير" وآراؤه المتطرفة، يعرفها العالم والولايات المتحدة على وجه التحديد، إذ حذر السيناتور روبرت منديز، وهو من المؤيدين البارزين لإسرائيل،  نتنياهو من تأليف حكومة مع اليمين المتطرف، وكذلك أعربت المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة عن مخاوفها من تأليف حكومة تضم "بن غفير".

ليس واضحًا حتى الآن، هل إذا نجح بنيامين نتنياهو سيضم "بن غفير" في حكومته؟، مع حقيقة أن بدونه لن يستطيع تشكيل حكومة، أم سيسعى إلى تشكيل حكومة موسعة مع "بيني جانتس"، في الوقت الذي سيكون دخول "بن غفير" إلى الحكومة أزمة كبيرة ستواجهها إسرائيل أمام العالم؟.