رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرض لأول مجسم واقعى للمسيح مبنية على دراسات كفن تورينو (صور)

صورة للمجسم
صورة للمجسم

عرضت كاتدرائية سالامانكا، وسط شمال إسبانيا، أول مجسّم واقعي لما بدا عليه السيد المسيح، بناءً على معلومات مستقاة من كفن تورينو. ويزن المجسّم المصنوع من اللاتكس والسيليكون حوالي 74 كيلوجرامًا.

والمجسم يصوّر المسيح المائت، حيث تظهر الرجلان مثنيتين إلى حدٍ ما، واليدان متقاطعتين، أما الشعر الذي تمّ استخدامه فهو شعر طبيعي وعندما يقترب المرء من المجسم يمكنه ملاحظة مسام الجلد، والنمش والرموش والحواجب.

أمّا الظهر فمرتفع قليلًا، مما يظهر تمزقات الرأس الناجمة عن إكليل الشوك، وهناك ضفيرة صغيرة تربط الشعر بمؤخرة الرأس. كما يبيّن الكدمات على الكتفين بسبب حمل ثقل الصليب. ويمكن مشاهدة جميع الجروحات الناتجة عن الجلد على سطح الجلد، وكذلك الجرح الواقع بين الضلعين الخامس والسادس على الجانب الأيمن من الصدر. أمّا الأنف فمكسور، والعين اليمنى عليها كدمات.

وبحسب موقع catholic news agency قال أسقف إيبارشيّة سالامانكا الإسبانيّة، المطران خوسيه لويس ريتانا غوزالو، بأنّ هذا التجسيد الواقعي لا يعني "تعارضًا مع اللاهوت"، لأنّ السرّ أصبح جسدًا. وعلى العكس من ذلك، "سيكون مساعدة لرؤية السرّ، ودعوة نحو السرّ".

وإضافة إلى الشكل لما بدا عليه المسيح المصلوب، هناك عرض تقديمي يضع المرء أمام سياق حقائق الجلد والصلب والبحث في الكفن المقدّس. ويحاول النحت الواقعي أنّ يقدّم للمرء "جسمًا بشريًّا من دون حركات فنيّة"، ومن دون تفسيرات، مصنوعًا من بيانات علميّة متعدّدة التخصّصات مبنيّة على دراسات امتدت حوالي 15 عامًا على كفن تورينو.

من جهته، أشار مدير الشركة المتخصّصة في المعارض الثقافيّة والفنيّة والسياحيّة ArtiSplendore، إلى أنّه من المقرّر أن يبقى هذا العمل داخل مدينة سالامانكا ما بين أربعة إلى ستة أشهر، معربًا عن رغبته بأنّه "في العشرين عامًا القادمة نريد الذهاب إلى الكنائس في جميع أنحاء العالم".

كفن تورينو 

هي قطعة كتان يقال بأنها كانت الكساء الذي كفن به السيد المسيح أثناء دفنه. تم الاحتفاظ بهذه القطعة منذ عام 1578 في المصلى الملكي بكاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية. مقاسات القطعة 4.42 م × 1.13 م. تظهر القطعة، من الأمام والخلف، ما يشبه وجه رجل نحيف غائر العينين، تحتوي الصور على علامات لندبات ولطخات يعتقد بأنها دم. ظهرت القطعة لأول مرة في عام 1354.

في عام 1988 أقيمت بعض الاختبارات المستقلة باستخدام الكربون الإشعاعي أثبتت بأن القطعة قد تعود للفترة بين 1260 و1390 مما أشار إلى عدم صحة ذلك الاعتقاد، ولكن التحليلات الكيميائية التالية والاختبارات الأخرى اللاحقة اقترحت بأن القطعة قد تعود للقرن الميلادي الأول. في ديسمبر 2009 قال باحثون من جامعة القدس العبرية إنهم وجدوا، وللمرة الأولى ما يعتقد بأنه قطعة من كفن من الحقبة التي عاش فيها المسيح، قائلين إنها "مهمة جدًا،" لأن الفحوصات أثبتت أن الكفن الذي جاءت منه القطعة يعود لرجل مصاب بمرض الجذام.

صورة للمجسم

صورة سالبة أمامية للكفن

ويقول العلماء إن نسيج قطعة الكفن تلك التي عثر عليها في مقبرة على أطراف مدينة القدس القديمة، أثار شكوكًا وتساؤلات حول "كفن تورينو،" الذي يعتقد كثير من الناس أنه استخدم لتكفين جسد المسيح. علمًا بأن الكنيسة الكاثوليكية لم تدع رسميًا أن جسد المسيح قد دفن بهذا الكفن، مفضلة التركيز على المعاني التي يستلهمها أولئك الذين يطلعون عليه.

وأثار جدلًا واسعًا بين الباحثين والمؤرخين، فوفقًا إلى دراسة قام بها خبراء إيطاليون من جامعة البوليتكنيك في تورينو سنة 2014 وجدوا أن كفن تورينو أي الكفن الذي دُفن فيه يسوع بعد صلبه بحسب المعتقد المسيحي ويحمل آثار الصلب وملامح المسيح كما يُطلق عليه، يعود بالفعل إلى يسوع المسيح.

يشار إلى أن العلماء استبعدوا احتمال أن يكون الكفن مزيفًا، أو أنه يعود لشخص آخر وفقًا لما تثيره بعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر. وتركز عمل الخبراء على تحديد العمليات الفيزيائية والكيميائية القادرة على إنتاج لون مماثل للون الصورة المطبوعة على الكفن. وتوصلوا إلى أن بلوغ الدرجة نفسها من اللون والنسيج وعمق الآثار الموجودة على القماشة لا يمكن إنتاجها إلا بمساعدة أشعة ليزر فوق بنفسجية وهي تكنولوجيا بالطبع لم تكن معروفة في القرون الوسطى.

بالمقابل ووفقًا لعدد من الباحثين الذين شاركوا في الحفريات التي تمت في القدس، والاختبارات التي تبعتها، يعطي اكتشاف قطعة الكفن دليلًا أكثر مصداقية على أن "كفن تورينو"، لا يعود للحقبة الرومانية حيث عاش المسيح، بل إلى حقبة لاحقة. وقال الدكتور شمعون غيبسون مدير بعثة الحفريات إن "بقايا الرجل الذي تم لفه بالكفن المكتشف تم تكفين جسده ورأسه بطرق تتفق مع شعائر الدفن التي كانت متبعة في تلك الحقبة،" لافتًا إلى أن نسيج قطعة الكفن كان بدائيًا ومختلفًا تمامًا عن نسيج كفن تورينو".