رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: أزمة كورونا قد تخفض عدد المواليد فى أوروبا بنسبة 14%

كورونا
كورونا

تراجع عدد المواليد في أوروبا في الفترة التي أعقبت بداية تفشي فيروس كورونا بنسبة 14%، وتحديدا في الدول التي شهدت حالات إغلاق قاسية لمنع تفشي الفيروس، وفقا لدراسة أعدها باحثون سويسريون.

ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن باحثين سويسريين قولهم إن الدول خضعت لحالات إغلاق قاسية، وكانت نسب الإشغال لوحدات العناية المركزة أكبر من الطاقة الاستيعابية وشهدت أكبر انخفاض في أعداد الأطفال المولودين.

وتابع الباحثون أن أوروبا شهدت انخفاضا في أعداد المواليد الذين ولدوا في يناير عام 2021 بنسبة 14%، مقارنة بالمواليد في نفس الشهر في السنوات السابقة، وأنه من المحتمل أن تكون ناجمة عن مخاوف من أزمة "كوفيد- 19" الصحية خلال الموجة الأولى من الجائحة.

من جانبهم، قال علماء من سويسرا إن الدول التي شهدت حالات إغلاق أكثر شدة في أوائل عام 2020 وتجاوزت وحدات العناية المركزة طاقتها الاستيعابية، شهدت أكبر انخفاض في المواليد الأحياء خلال فترة تالية تراوحت ما بين 9 و10 أشهر.

وأضاف الفريق أن هذه النتائج التي نشرتها مجلة «هيومان ريبرودكشن»، قد ينتج عنها "عواقب طويلة المدى على التركيبة السكانية، خاصة في أوروبا الغربية، حيث يوجد سكان مسنون".

بدوره، قال الدكتور ليو بومار، أخصائي الموجات فوق الصوتية في مستشفى جامعة لوزان وأستاذ مشارك في كلية العلوم الصحية في لوزان، بسويسرا، والمؤلف الأول للدراسة: "يبدو أن الانخفاض في المواليد بعد تسعة أشهر من بدء الجائحة أكثر شيوعا في الدول التي كانت النظم الصحية تكافح، وتم تخطي القدرة الاستيعابية للمستشفيات".

وأدى ذلك إلى عمليات الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي لمحاولة احتواء الجائحة، وفقًا لبومار، مشيرًا إلى أنه "كلما طالت فترات الإغلاق، قل عدد حالات الحمل التي حدثت في هذه الفترة، حتى في البلدان التي لم تتأثر بشدة بالوباء".

وأضاف: "نعتقد أن مخاوف الأزواج من حدوث أزمة صحية واجتماعية في وقت الموجة الأولى من كوفيد- 19 ساهمت في انخفاض المواليد الأحياء بعد تسعة أشهر من ذلك الوقت".

وشهدت إنجلترا وويلز انخفاضا بنسبة 13% في المواليد الأحياء في يناير 2021، مقارنة بشهر يناير 2018 و2019، بينما انخفض عدد الأطفال المولودين في اسكتلندا بنسبة 14%.

كما شهدت ليتوانيا ورومانيا أكبر انخفاض في المواليد الأحياء بنسبة 28% و23% على التوالي.

ووجد الباحثون أن السويد، التي لم تشهد أي حالات إغلاق وكان بها عدد كبير من الوفيات، لم تشهد انخفاضا في المواليد الأحياء.

ووجد الفريق أن مدة الإغلاق كانت العامل الوحيد المرتبط بانخفاض عدد المواليد الأحياء في يناير 2021، مقارنة بشهر يناير 2019 ويناير 2018.

وقال الدكتور بومار: "الرابط الذي وجدناه مع مدة الإغلاق قد يعكس ظاهرة أكثر تعقيدا بكثير، حيث إن عمليات الإغلاق هي قرارات حكومية تستخدم كملاذ أخير لاحتواء الجائحة"، لافتا إلى أن "مدة الإغلاق كان لها تأثير مباشر على الأزواج".

وأوضح الدكتور بومار: "حقيقة أن الانتعاش في عدد المواليد لا يبدو أنه يعوض الانخفاض في يناير 2021 ويمكن أن يكون له عواقب طويلة المدى على التركيبة السكانية، لا سيما في أوروبا الغربية حيث يوجد عدد كبير من السكان المسنين".

بدوره، قال كريستيان دي جيتر، الأستاذ في جامعة بازل بسويسرا، وهو نائب رئيس تحرير مجلة «هيومان ريبرودكشن»، إن البيانات المتعلقة بتأثير عمليات الإغلاق على الأزواج الذين يسعون إلى علاج الخصوبة ليست متاحة بعد.

وأضاف البروفيسور دي جيتر، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذه الملاحظات مهمة لأنها تظهر أن السلوك الإنجابي البشري، كما يتضح من أعداد المواليد الأحياء، يتغير خلال الأحداث المأساوية، والأوبئة والأزمات العالمية".