رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ6 توصيات.. اختتام فعاليات الدور 17 لـ «الملتقى العالمي للتصوف»

الملتقى العالمي للتصوف
الملتقى العالمي للتصوف

اختتمت الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بالشراكة مع المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام، اليوم الإثنين، فعاليات الدورة الـ17 من الملتقى العالمي للتصوف.

وتناول المنلتقى في دورته الـ17، موضوع "التصوف وسؤال العمل: من إصلاح الفرد إلى بناء المجتمع"، خلال فترة انعقاده من 5 إلى 10 أكتوبر الجاري، وشارك في الدورة علماء وباحثون ومختصون في التصوف والشأن الديني والعلوم الإسلامية والإنسانية، من داخل المغرب والدول العربية الشقيقة، وإفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا وأمريكا.

واستهلت الجلسة الافتتاحية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة مدير الملتقى العالمي للتصوف الدكتور مولاي منير القادري البودشيشي، التي قدم فيها الإطار العام لموضوع الدورة وأبرز سياقها الوطني والدولي وحدد أهدافها ومحاورها، تلتها بعد ذلك كلمات باسم الوفود المشاركة في فعاليات الملتقى.

وشارك في فعاليات الجلسة شيخ الطريقة الدكتور جمال القادري بودشيش، وكبار رجال السلطة وأعوانها والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بالجهة الشرقية.

وتوالت الجلسات العشر الحضورية التي تناولت بالدراسة والتحليل محاور الملتقى المحددة في البرنامج، وبموازاتها تم عرض الجلسات الرقمية الإثنتي عشرة.

وشهدت الدورة مجموعة من الأنشطة الموازية تتقدمها مسابقة القرآن الكريم، والمسابقة العلمية والشعرية التي أطرها نخبة من المختصين في هذه المجالات، والمنتديات الإسلامية للبيئة التي تدارست "أزمة ندرة المياه ما بين الحلول التقنية وضرورة إيقاظ الضمائر"، ومنتدى الأخلاق والتكنولوجيا التي تناولت موضوع "الولوج إلى الطاقة: أزمة مستدامة أم تحول المفاهيم"، إضافة إلى  الجامعة المواطنة  التي تطرقت الى "التربية على قيم المواطنة: من المحلية إلى الكونية"، إلى جانب القرية التضامنية التي جعلت شعارا لها "مغاربة العالم : ركيزة أساسية من أجل تطوير الاقتصاد الاجتماعي"، ومعرض الكتاب، كما تخللت الجلسات العلمية للملتقى وصلات متنوعة من السماع والمديح.

توصيات الدورة الـ17      

وأنتجت الدورة مجموعة من التوصيات نرصدها في السطور التالية..

1- التأكيد أن التصوف مبني على العمل وإتقانِه ارتباطا بالعلم وحُسن المقصد، وهو من ثمة قوة اقتراحية يتعيّن أخذه بعين الاعتبار في كل المشاريع التنموية والإصلاحية.

2- ضرورة إعداد برامج إعلامية هادفة لتسليط الضوء أكثر على الدور الحيوي والجوهري الذي تضطلع به الطرق الصوفية الأصيلة التي ترسّخ بطبيعتها العملية السلوكية روح العمل والقيم الإيجابية البانية المنخرطة في المشاريع التنموية، وذلك تجاوزا للصورة النمطية المغلوطة التي تقدم التصوف على أنه انعزال وانزواء وضرب من السلبية والانطوائية.

3- إنشاء رابطة صوفية تضم كبريات الطرق الصوفية المغربية بهدف بثِّ روح الأخوة ولمّ الشمل وتوحيد الجهود خدمة لثابت السلوك في بعده الوحدوي، ثم ربط الصلة مع الأقطار التي شهدت حضورا وإشعاعا واسعا لهذه الطرق خاصة في إفريقيا.


4- ضرورة إدراج البعد الروحي العملي وإفساح المجال له بشكل كبير في البرامج التعليمية ومجال التكوين المهني تحصينا للمتعلمين وترسيخا لروح المبادرة الإيجابية خاصة في مجال المقاولة والمشاريع التنموية، لما لذلك من آثار في تحقيق التقدم والنماء للمجتمع وتعميم النفع وتحقيق السعادة للأفراد.

5- تسليط الضوء على كبار أعلام التصوف السُّني العملي الذين رسّخوا بسلوكهم روحَ العمل الديني الأصيل الجامع بين الجانب التعبُّدي ومقتضيات العيش المبني على أُسس التضامن والتكافل والرحمة والمحبة، حتى شكّلوا بذلك قُدوات مُشرقة تُحْتذى.

6- ضرورة العناية بالتراث الصوفي القادري جَمْعا وتحقيقا ودراسة، والتنسيق التواصلي بين الطرق ذات المشرب القادري بيانا وتثمينا لما أسهم به هذا المشرب، إلى جانب باقي المشارب الصوفية الأخرى، في ترسيخ معالم التديُّن الأصيل وتنزيله في العديد من ربوع العالم عامة وفي القطر الإفريقي خاصة.