رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عناية الله بنا

لأنها مصر، المحروسة والمحفوفة برعاية الله وعنايته، دبر لها عز وجل في كل مرحلة ما يناسبها من حكام، وما إن ينتهي دورهم يبدلهم.
في البداية كان عبدالناصر، وكان مطلوبًا لرفع اسم مصر عاليًا وزعامتها العربية والإفريقية ومناصرة حركات التحرر ضد الاستعمار بما يمتلكه من شخصية قوية محبوبة وكاريزما لم ولن تتكرر، وعندما أخطأ عبدالناصر ولم يتعلم من درس ٥٦ وجاءت نكسة ٦٧ رفعه الله عنده عام ٧٠ وجاء لنا بالماكر الداهية محمد أنور السادات ليتم علي يده نصر أكتوبر ٧٣ وتحرير كل شبر في أرض مصر، وأصبح بطلًا للحرب والسلام ولو تعاون معه العرب والفلسطينيون لقادهم لتحرير كل شبر تم احتلاله في عام ٦٧.
ولما أخطأ السادات برعايته للإخوان والسلفيين ثم القبض على البابا شنودة وكبار الصحفيين والكتاب بعنجهية رفعه الله عنده عام ٨١، وجاء لنا بحسني مبارك صاحب الضربة الجوية الأولي ليهتم بالبنية الأساسية ويطورها، وينشئ العديد من المدن العمرانية والأحياء الجديدة مثل مدينة ٦ أكتوبر والتجمع والرحاب ومدينتي والعبور والشروق وغيرها ويطور المترو ويُسقط ديون مصر بموقف سياسي رائع بعد حرب تحرير الكويت، إلي أن كبرت سنه وسيطرت حاشيته علي زمام الأمور في البلاد وساد الفساد والمحسوبية، هنا أطاح به الشعب في ٢٠١١.
سيطر الإخوان الإرهابيون علي البلاد بخبث ودهاء لمدة عام، ولما بدأت سمومهم تستشري في مفاصل الدولة قام الشعب بالإطاحة بهم في يونيو ٢٠١٣، ليتولي عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد وتطوير ما بدأه مبارك من مدن، وأضاف إليها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ونهضة شاملة لمعظم الطرق والكباري في كل ربوع مصر.
كل زعيم اختير في مرحلته بعناية، فالسادات لا يصلح في عصر عبدالناصر لأنه لا يمتلك الكاريزما والشجاعة، وناصر لا يصلح في عصر السادات لأنه لا يمتلك الدهاء والمكر الذي حرر بهما كل شبر في أرض مصر.. وهكذا.
رغم أخطاء الزعماء المذكورين إلا أنه يجمعهم جميعًا حب مصر والإخلاص لها، عدا الرجل الذي حكم مصر لمدة عام في غفلة من الزمن وأتي من جماعة محظورة كان شعار مرشدها "طز ف مصر".
حفظ الله بلادنا وقادتنا لما فيه خير شعبنا وتقدمه.