رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد أطول فترة جفاف.. كاليفورنيا تستعد للتكيف مع تغيرات المناخ

الجفاف يلاحق ولاية
الجفاف يلاحق ولاية كاليفورنيا الأمريكية

قال مسئولون في الولايات المتحدة الأمريكية، إن كاليفورنيا شهدت ثلاث سنوات من الجفاف الأطول على الإطلاق، ولم تظهر بوادر لكسر هذه الموجة الطويلة، والتي يبدو أنها ستكون طبيعة الولاية المناخية فيما بعد، حيث مهدت موجة الجفاف الطريق لحرائق الغابات الكارثية، وتسببت في إجهاد موارد المياه وتسببت في صراعات حول الاستخدام.

وقالت جانين جونز، مديرة الجفاف في وزارة الموارد المائية بالولاية، التي كانت تناقش وضع كاليفورنيا في ختام عام المياه، الذي انتهى في 30 سبتمبر:"نحن نخطط بنشاط لسنة جافة أخرى".

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فشهد هذا العام المائي هطول أمطار قياسية في أكتوبر، بينما تعد الفترة الأكثر جفافاً التي بدأت من شهر يناير وحتى شهر مارس هي الأقوى منذ قرن تقريبًا.

وتابعت أنه حتى هذه الفيضانات، التي تسببت في بعض الأحيان في غرق بعض المناطق وجرف الحطام، لم تكن كافية لمكافحة موجة الجفاف في الولاية، حيث تعمل المناظر الطبيعية المنكوبة بالجفاف بشكل أفضل مع هطول الأمطار الرطبة أكثر من عواصف الرعدية، وسيستغرق الأمر أكثر من بضع عواصف شتوية للتخفيف من نقص المياه في كاليفورنيا.

تفاقم الأزمة

وأشار العلماء، إلى أن موجة الطقس هذه، التي تغذيها أزمة المناخ، والتي ستؤدي إلى تفاقم ظروف الجفاف وتؤدي إلى عواصف أقوى، من المرجح أن تصبح أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تفاقم ظروف الجفاف وتكثيفها، في الوقت الذي تحتاج فيه النباتات والحيوانات والبشر إلى مزيد من الرطوبة للتكيف مع الظروف الحارة، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أيضًا أن تحدث ظاهرة النينيا المناخية، وهي نمط يتميز بدرجات حرارة سطح المحيط التي يمكن أن تسبب ارتفاعًا في الحرارة ونقصًا في هطول الأمطار، للعام الثالث على التوالي، مما يزيد من احتمالية انخفاض هطول الأمطار.

وتابعت أنه سنة أخرى من الجفاف تعني القليل من إمدادات المياه إلى مدن جنوب كاليفورنيا، إن لم تكن كذلك، بخلاف ما هو مطلوب للشرب والاستحمام، وسيشهد المزارعون الذين يعتمدون على إمدادات الولاية والإمدادات الفيدرالية أيضًا الحد الأدنى من المياه خلال عام جاف آخر، ما يضع ضغطًا أكبر على إمدادات المياه الجوفية التي غالبًا ما تستخدم كنسخة احتياطية للحفاظ على حياة المحاصيل.

وقال مسئولون بالولاية إن المزارعين في وادي ساكرامنتو عانوا من عام مياه مضطربة بشكل خاص، حيث تم توقف العمل في حوالي 600 ميل مربع (1،554 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي الزراعية، بما في ذلك العديد من حقول الأرز، في الوادي هذا العام، وفقًا لجمعية مياه شمال كاليفورنيا ولجنة الأرز في كاليفورنيا.

مخاوف من الثلج

وأكدت الوكالة الأمريكية، أن تساقط الثلوج هو الأكثر إثارة للقلق، حيث أن المسحوق الذي يتجمع على قمم الجبال خلال أشهر الشتاء يعمل كحساب ادخار من نوع ما عندما تجف الولاية، عندما يذوب الثلج ببطء، يتدفق في الجداول والأنهار والخزانات، مما يوفر ثلث إمدادات المياه السنوية في كاليفورنيا، كما يعاني نهر كولورادو، وهو مصدر رئيسي آخر للمياه في جنوب كاليفورنيا، من الجفاف، ما يُهدد قدرته على إمداد المزارعين والمدن في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة.

وذكرت أن مستويات الثلوج في العام الماضي كانت أقل بكثير من المتوسط بحلول نهاية الشتاء، ويشعر المسئولون بالقلق من أن السنة الثالثة من ظروف الجفاف ستؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد، حيث يتوقع مسئولو الولاية استمرار  هذا الاتجاه، قائلين إنهم يتوقعون انخفاض إمدادات المياه في كاليفورنيا بنسبة 10٪ خلال العقدين المقبلين.

وقال مسئولو الولاية إن هطول الأمطار كان بنسبة 76٪ في 2022 ، وخزانات الولاية 69٪ من مستوياتها التاريخية، بينما قال مسئولون إن عام المياه 2022 كان أكثر برودة ورطوبة قليلاً من العام السابق ، وإن لم يكن كافياً لتغيير مسار الجفاف، حيث تعاني معظم الولاية من جفاف شديد وفقًا لمرصد الجفاف الأمريكي. 

وأشاروا إلى أن سكان كاليفورنيا خفضوا استخدامهم للمياه في أغسطس بنسبة 10.5٪. ولكن بشكل جماعي، حيث انخفضت مدخرات المياه على مستوى الولاية بنسبة 4٪ فقط منذ أن قدم نيوسوم طلبه.

وقال جيف ماونت، الزميل الأول في مركز سياسة المياه في معهد السياسة العامة بكاليفورنيا، إن هناك دلائل على أن الولاية وسكانها يتعلمون بشكل أفضل كيفية التعامل مع فترات الجفاف المستمرة.

وتابع "لم نعد نتشاجر بعد الآن حول ما إذا كانت الأمور تتغير - فنحن نخوض معارك معقولة حول كيفية التكيف معها"، لكنه أضاف أن الوقت قد حان الآن للإدارة لتحديد مجموعة واضحة من الأولويات التي ستساعد الدولة في الحفاظ على المزيد من المياه.