رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواية «ميلاد هادئ» حكايات عن الحب والصداقة والعائلة.. جديد دار العين

غلاف الرواية
غلاف الرواية

رواية “ميلاد هادئ”، للكاتبة مي حمزة، والصادرة مؤخرا عن دار العين للنشر والتوزيع، والتي تشارك بها كاتبتها في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب.

 

في رواية “ميلاد هادئ”، يحكي بطلها “مهدي الأبيض”، حكايات الحب، والصداقة، والعائلة. سيقص عن البدايات، والنهايات، بل لنقل البدايات والبدايات التالية. فلا يوجد في الحياة نهايات مادام هناك من يري، ومن يعيش، ومن يحكي.

 

والكاتبة مي حمزة، مؤلفة رواية “ميلاد هادئ”، من مواليد القاهرة 1984، تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم إنجليزي بجامعة القاهرة 2007. سبق وصدرت لها رواية بعنوان “لأجل تلك الليالي”، وتعد روايتها “ميلاد هادئ”، عملها السردي الثاني.

 

ــ "ميلاد هادئ" حكايات عن الحب والصداقة والعائلة

ومما جاء في رواية “ميلاد هادئ”، للكاتبة مي حمزة، والصادرة عن دار العين نقرأ: "في لحظة من الزمن تحول حالي، وانتقلت إلي بيت آخر لا كان يشبه القصر الذي عشت فيه في بداية حياتي، ولا كان صغيرا مثل بيت عبد الحميد وكريمة.

 

بيت متوسط الحجم، متوسط الرفاهية، ومتوسط السعادة، تسكنه ثلاث فتيات من أعمار مختلفة، وطفل رضيع، وأب، وقطة ناصعة البياض.

 

كنت قد قابلت حتي الآن الأبنة الكبرى واسمها نادين، والأب الذي أطلق عليه اسم عزيز، واللذين كانا شديدي الشبه ببعضهما، وإن كان شعر الفتاة أفتح قليلا وأكثر نعومة من أبيها. وكان يعلو وجهها الأبيض نمش مختلط بحب الشباب، نحيلة جدا، وطويلة، إحدي عينيها معلقة بها دمعة لا تزول، والثانية شديدة اللمعان، تتراقص أهدابها في محاولة لتلطيف الجو من حولها.

 

أما عزيز، فكان يكسو جسده عضلات يبدو أنها كانت في وقت مضي قوية، شعره مهذب لكن لحيته ليست كذلك، وكأنه نسي أمرها هي وحدها بعيدا عن كل ما في مظهره الرائع. وكانت كتفاه مرتفعتين أكثر من اللازم، متأهبتين لشئ أو متوترتين من شئ، وكثيرا ما كان يطقطق أصابعه، فتطاوعه دائما وتصدر زئيرها دون كلل أو ملل.

 

كان شئ في عزيز يجعلني أهتم بالنظر إليه، وشئ آخر يدعوني لعدم فعل ذلك، احتراما لشئ دفين تحت جلده يحاول أن يختفي عن عيون الجميع.

 

في اللحظة التي دلفنا فيها إلي المنزل احتشد من حولنا لفيف من البشر: طفلتان من الإناث، ورضيع تحمله امرأة بدينة ترتدي جلبابا أسود، وتلف شعرها بإحكام تحت قطعة من القماش منقوش عليها أزهار حمراء وصفراء علي خلفية خضراء اللون، ويفوح من هذه المرأة مزيج من روائح المنظفات والأطعمة، بمجرد شم رائحتها ستتخبط بين ثلاثة مشاعر شديدة التباين: الاضطراب، والجوع، والرغبة في التقيؤ.