رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الآداب الكبرى.. أكبر قضية دعارة في الوسط الفني تنتهي بجريمة قتل غامضة

ميمي شكيب
ميمي شكيب

تمتعت خلال فترة كبيرة من حياتها بشهرة واسعة حيث لعب جمالها دورا كبيرا في تهافت المنتجين والمخرجين عليها فملامحها الأجنبية كانت جديدة على السينما المصرية، علاوة على طريقة حديثها "الدلوعة".. إنها الفنانة ميمي شكيب صاحبة أشهر "لدغة" في تاريخ السينما المصرية. 

حياتها تحولت لجحيم

تحولت حياة ميمي شكيب من الشهرة والثراء لجحيم مفاجئ تحديدا عام 1974 أي قبل 48 عاما من، الآن، عندما كانت تستعد لعرض فيلم جديد لها إلا أنها فوجئت بقوات الأمن تلقي القبض عليها وبرفقتها 8 فنانات أخريات اعتدن المكوث بشقتها بتهمة "الدعارة". 

قضية الآداب الكبرى أو ما اشتهرت به حينها "الرقيق الأبيض" كانت أقوى مفاجأة للوسط الفني والجماهير في تلك الفترة حيث كانت تضم عددا كبيرا من الفنانات متهمات بممارسة الدعارة مع راغبي المتعة الحرام خاصة الأثرياء والخليجيين بزعامة "ميمي شكيب". 

 

 

 

شكيب و8 فنانات متهمات بالدعارة 

في 24 يناير اقتحمت قوات الأمن شقة ميمي شكيب وألقت القبض عليها برفقة 8 فنانات ورجل عربي الجنسية، محضر الضبط الذي تحرر حينها ذكر أن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود شبكة دعارة تقودها الفنانة ميمي شكيب. 

ميمي شكيب مع شكري سرحان

فور إلقاء القبض عليها انتشرت الصحف بعناوين "اقرأ الفضيحة.. ضبط الفنانة ميمي شكيب وأشهر الفنانات في شبكة دعارة"، وصدح صوت بائعي الصحف في شوارع وضواحي القاهرة، بهذا العنوان ما جعل الناس يتسابقون على شراء الجرائد ومطالعة تفاصيل القضية المثيرة والتحقيقات فيها بفضول شديد، حيث كانت تلك القضية هي الأولى من نوعها.

أصدرت جريدة "المساء" في العدد رقم 6271، في الثالث والعشرين من يناير 1974، تفاصيل القضية حيث انفردت الجريدة بمتابعة أحداثها.

شبكة الرقيق الأبيض 

وذكرت الصحيفة أنه:"في  صباح اليوم محاكمة أفراد شبكة "الرقيق الأبيض" التي تتزعمها الفنانة الشهيرة أمينة شكيب الشهيرة بميمي شكيب وتضم ثماني فنانات بينهن آمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني، وكانت زعيمة الشبكة تدير نشاطها داخل وخارج مسكنها بدائرة قصر النيل، فتقدم لراغبي المتعة الحرام عضوات الشبكة، وتبين أن أغلب المتعاملين معها من الأقطار العربية".

ميمي شكيب مع الفنان حسن فايق - أرشيف مكرم سلامة

ظلت مجريات وتفاصيل القضية تتصاعد وتيرتها، لمدة ستة أشهر حتى قررت المحكمة في 16 يوليو 1974 تبرئة ميمي شكيب وكل عضوات الشبكة، مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة.

صم وبكم ومصحة نفسية 

وخلال المدة التي قضتها في السجن أصيبت بالصمم والبكم، لبكائها المستمر.. وبعد خروجها من القضية لعدم كفاية الأدلة وعقب انتهاء القضية أودعت "شكيب" بإحدى المصحات النفسية بضعة شهور، بعد معاناة نفسية كبيرة نتيجة تلك القضية.

ميمي شكيب مع محمد كمال المصري (شرفنطح)

أثرت تلك القضية بشكل سلبي للغاية على مشوار "شكيب" الفني، فلم يحاول المخرجون والمنتجون الاستعانة بها إلا نادرًا وفي أدوار صغيرة جدا، ولم تعترض أو تبدي الغضب كما كان الحال من قبل، فقد وجدت نفسها مضطرة لدفع ضريبة حياة البذخ والسهر التي عاشتها أكثر من نصف قرن من دون أن تتوقع اليوم الذي يأتي فيه ويحدث مثل هذه الوقائع، ما دفعها للتقدم بطلب لصندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة عام 1975 تطلب فيه إعانتها ماديًا، وقد تم تخصيص معاش استثنائي لها وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982. 

نهاية مأساوية 

وفي نهاية مأساوية فوجئ جمهورها في 20 مايو 1983 بخبر وفاتها، وقيل مقتلها، حيث وقعت من "شرفة" منزلها، ويموت سر وفاتها معها وتقيد القضية ضد مجهول.