رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية خبير

التعليم.. والجمهورية الجديدة

لا شك أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى العملية التعليمية اهتمامًا كبيرًا لقناعته أن الإنسان المتعلم لا بد أن يكون له دور فى قاطرة التنمية.. وجميعنا تابع اهتمام سيادته بتجربة الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم السابق فى محاولة تطوير الأداء التعليمى من خلال توزيع أجهزة التابلت على الطلبة وتغيير نمط إختبارات آخر العام.

  وعلى الرغم من الهجوم الشديد من أولياء الأمور والرأى العام إلا أن دعم وتشجيع الرئيس له جعله يستمر فى محاولاته حتى اليوم الأخير من ترؤسه للوزارة .. وعندما تولى نائبه الدكتور رضا حجازى قيادة عملية التربية والتعليم والتعليم الفنى أعلن منذ اليوم الأول لتوليه الوزارة أنه سوف يستمر على نفس النهج الرامى إلى تطوير المنظومة التعليمية فى مصر منذ مرحلة التعليم الأساسى وحتى الثانوية العامة.
وفى هذا الإطار.. فقد قام السيد الوزير منذ عدة أيام بعرض رؤيته المستقبلية لمنظومة التعليم الجديدة أمام السيد الرئيس والتى تعتمد فى الأساس على الاهتمام بنظام التعليم المطور وبناء مناهج تتماشى مع تطور العلم الحديث مثل مشروعات التحول الرقمى والمنصات الإلكترونية الموحدة.


كما أعلن عن اهتمامه بالمعلم من حيث كيفية اختياره وتأهيله وقياس أدائه وهنا وجه السيد الرئيس بالاهتمام بقطاع المعلمين بوصفهم الشريان الأساسى للعملية التعليمية مع انتقاء ألف معلم ومعلمة من المتميزين فى التدريس لتأهيلهم على أعلى مستوى ليصبحوا فى طليعة الجيل المستقبلى لمديرى المدارس من شباب المعلمين.


وقد جاءت توجيهات السيد الرئيس لتمثل شرارة البدء فى تنفيذ الوزارة لاستراتيجيتها الجديدة والتى تقوم على استكمال تطوير العملية التعليمية مع تصويب وتعديل بعض آليات التنفيذ.. وقد جاء هذا التصريح ليكون بردًا وسلامًا على قلوب أولياء أمور طلبة الشهادات العامة هذا العام، بالإضافة إلى تنمية مهارات الطالب فى المجالات البحثية والرياضية لاكتشاف المبدعين والنوابغ منهم لتقديم أوجه الرعاية اللازمة لهم لاستمرار تفوقهم ليكونوا نواة لأجيال قادمة تحمل مشاعل العلم والنور لوطنهم.


نشهد هذا الأسبوع بداية عام دراسي جديد سبقه إسناد وزارة التربية والتعليم للدكتور رضا حجازى والذى كان نائبًا للدكتور طارق شوقى وشارك معه فى تنفيذ رؤيته التطويرية لمنظومة التعليم ولكن يبدو أن هناك نهجًا آخر سوف ينتهجه فى تطبيق تلك الأفكار بحيث تتماشى مع ثقافة الشعب المصرى واهتمامه بالشهادات العامة التى تعتبر طريق الطالب للالتحاق بالكليات التى يتمنى أن يحقق أهدافه من خلالها ويخطط لمستقبله بعد التخرج منها.


أيضًا من الواضح إن هناك اهتمامًا إنسانيًا وتثقيفيًا للمعلم الذى يحمل على عاتقه مستقبل الأجيال وتهيئة مناخ صحي وآمن له والحفاظ على حقوقه ومكتسباته وتوفير بيئة عمل مناسبة له تتميز بالإحترام والتقدير وتليق بمكانته المتميزة وتضمن أداءً راقيًا لرسالة المعلمين على الوجه الأمثل.. ومن هنا فإنه أصدر تعليماته بوضع لافتة «قم للمعلم وفه التبجيلًا.. كاد المعلم أن يكون رسولًا» وذلك فى مكان ظاهر فى جميع مدارس الجمهورية.


إلى هنا نأتى إلى دور الأسرة فى تهيئة أبنائها وزرع الثقة فى نفوسهم وتشجيعهم على الدراسة والتفوق فيها ليكونوا نواة لمستقبل مشرق.. لا بد أن يعود للأسرة دورها الريادى فى استكمال منظومة تعليم أبنائها فلا يمكن أن تستقيم العملية التعليمية من خلال المدارس فقط حيث إنه لا بد أن تستكمل الأسرة الدور الذى يقوم به المعلم لتأهيل الطالب وجعله على استعداد لتلقى العلم واحترام المعلم وتقديره.


لقد شهدت الأعوام السابقة أحداثًا مؤسفة فى العديد من المدارس الحكومية والخاصة سواء بين الطلبة وبعضهم أو بين بعض الطلبة وتعديهم على أساتذتهم وبالطبع فإنه نظرًا لكون الطالب فى سن الحدث فلن يخضع لعقوبات القانون الجنائى.. ومن هنا فإنه لابد أن يقابل هذا السلوك المعيب بعقوبات رادعة مثل الفصل أو الحرمان من عام دراسى أو نصف العام لكى يعود الانضباط والاحترام والهيبة للمدرسة كونها منبرًا للعلم والتنوير.

 أيضًا أرى ضرورة النظر فى موضوع المصروفات المدرسية بحيث تكون هناك فرصة لأولياء الأمور على سداد تلك المصروفات على مدار النصف الأول من العام الدراسى، وفى حالة عدم السداد من الممكن أن يتم حرمان الطالب من دخول امتحانات نصف العام أو آخر العام نظرًا لارتفاع تكاليف وأسعار الكتب والأدوات المدرسية والتى بلغت نسبة زيادتها 40% على العام الماضى.

 كذلك هناك ضرورة بالاهتمام بالرياضة خاصة الألعاب الفردية التى من الممكن أن تخرج لنا أبطالًا فيها مثل الجرى والخماسى الحديث والألعاب الاخرى التى لا تستلزم استعدادات كبيرة فى مدارس المرحلة الأساسية والإعدادية تحديدًا.. ولا يجب أن ننسى ضرورة مخاطبة الطلبة بأسلوب واحد وأرى أنه لا مانع أن يشارك الطلبة المسيحيون زملاءهم المسلمين فى حصص التربية الدينية والعكس أيضًا بينهما.. ناهيك عن ضرورة أن تكون هناك محاضرات أسبوعية خارج المناهج الدراسية تتحدث عن الولاء والانتماء والتوعية ضد مخاطر الشائعات والفتن ومفهوم المواطنة والارتباط بالوطن وغيرها من المفاهيم التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة التى يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسى لإرساء قواعدها ودعائمها بدءًا من طالب المرحلة الاولية وصولًا إلى كبار العلماء والمثقفين والرياضيين والموهوبيين والمبدعين.


أتمنى أن يكون هذا العام الدراسى مرحلة جديدة من مراحل تطور العملية التعليمية وان يشهد الاهتمام ببناء عنصرًا صالحًا من أبناء الوطن.. كما أتمنى الخروج بالطالب من الحيز الضيق للمدرسة إلى الحيز الأوسع ليشهد من خلال رحلات وزيارات ميدانية ذلك التطور الذى تشهده البلاد حاليًا وأن يعى أن كل هذا سوف يكون فى صالحه الآن ومستقبلًا.


الجمهورية الجديدة ليست مجرد مدن وطرق ومصانع ومزارع فقط بل فوق كل هذا هى الإنسان المصرى الأصيل المثقف الواعى المرتبط بوطنه البعيد عن التعصب والتطرف.


هناك إذن ارتباط عضوى بين التعليم الحديث وبين الجمهورية الجديدة يجب أن نحافظ عليه ونطوره.
إنه بالعلم تبنى الدول... وبالمصريين الشرفاء والمتعلمين فى مدارسها ومعاهدها سوف تقوم الجمهورية الجديدة بإذن الله.. تحيا مصر.