رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روسيا وأوكرانيا.. ما القادم؟

يقف العالم في الوقت الحالي منتظرًا ماذا يحدث خلال الأيام المقبلة، فبين تبني دول حلف شمال الأطلسي"الناتو" والولايات المتحدة الموقف الأوكراني، ودعمها ماديًا، عسكريًا، واقتصاديًا، وبين قوة الاستراتيجية الروسية ودعائمها العسكرية ونشر موسكو لفكرة الدفاع عن أمنها وتاريخها وتهديدات الناتو لقوتها ونفوذها.

بين حدي هذه المعادلة، ظهرت قضايا وتوسعت أهداف، العالم ينظر للموقف ويتساءل أي طريق سيتخذه أطراف النزاع الأيام المقبلة؟

إعلان بوتين ضم المناطق الأوكرانية الأربع يعد أحد أهم التغييرات في الحدود الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، بجانب أن خيارات القيصر العسكرية تسبق خياراته السياسية، ورغم الحديث الأوروبي عن الاخفاقات الروسية في أوكرانيا، إلا أن موسكو ماضية في مخططها. 

الأيام المقبلة، ستشهد ترتيبات أمنية واستراتيجية ستفرضها روسيا كمقدمة لما سيحدث، العالم يتشكل من جديد، وسيناريوهات ضم المناطق الأربع ستكون أقرب لسيناريو ضم القرم، رغم اعتراض "الحلفاء".

المثير فى الأمر، ضعف الناتو و انقسامة وعدم قدرته على فعل أي شيء سوى فرض المزيد من العقوبات، أما واشنطن فمرتبكة وعاجزة عن اتخاذ أي قرار منفرد، وليس أمام رئيسها جو بايدن سوى انتظار التجديد النصفي للكونجرس لدعم دونباس بـ 12 مليار دولار.

نبرة النووي تصاعدت في الأيام الماضية، استخدامه محتمل وموسكو قادرة على التنفيذ، لكن سيناريو نسف الأراضي الأوكرانية مستبعد تمامًا رغم أن شعار المرحلة" لاصوت يعلو فوق صوت الرصاص"، فالأكثر إثارة في المشهد الحالي، العلاقات بين المناطق الأربع، مكوناتها الاجتماعية، واحتمالات انفجار خلافات بينها.

في القادم، روسيا ستتخذ خطوات فردية، وليس من المستبعد أبدًا أن تستكمل خططها، والولايات المتحدة لا تملك خيارات كثيرة في التعامل وستتنوع في فرض العقوبات، وإدارة بايدن لن تقبل بدخول دول جديدة بالناتو، وسترفض ضم أوكرانيا خوفًا من الخطوة الروسية.

الداخل الروسي سيكون متوترًا، وستكون هناك مطالبات بتأمين الحدود، بل ورسم الحدود بين موسكو و أوروبا.

العالم سيكون على جمرة نار، وسندخل مرحلة جديدة من استهداف خطوط الطاقة، والكابلات الإلكترونية.