رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سوزان سونتاج».. ناهضت حرب فيتنام وأخرجت أول فيلم إسرائيلى عن نصر أكتوبر

المخرجة  سوزان سونتاج
المخرجة سوزان سونتاج

جاء أول فيلم  إسرائيلي عن حرب أكتوبر، للمخرجة الأمريكية سوزان سونتاج، بعنوان "الأراضي الموعودة " وقد بدأ في نيويورك يوم 6 يونيو 1974 العرض العالمي للفيلم الإسرائيلي الطويل، وعرض في سوق الفيلم الدولي بمهرجان كان، ويعد  ثالث أفلام سوزان سونتاج، وأول فيلم طويل في العالم عن حرب أكتوبر. 

قدم الفيلم ورحب به المخرج الايطالي روسلليني بتصوير المعابد والكنائس والمساجد في القدس، قائلًا إنها ملتقى الأديان، ولكنه لا يقول لمن القدس.

يصور سفراء العالم وهم يتوافدون على مقابر ضحايا النازية، ولكنه لا يقول من قتل هؤلاء اليهود، وما علاقة ذلك بالعرب، ثم يصور البدو الرحل من رعاة الغنم في الصحراء على أغنية حزينة لفريد الأطرش، ولكنه لا يقول هل أولئك العرب هم كل العرب أم أن هناك عربًا لا يرعون الأغنام؟.

 في مقال نشر بمجلة الهلال عدد أكتوبر 1976 يشير إلى أن "الفيلم قدم لقطات وثائقية عن حرب أكتوبر"، يقول الفيلم "لقد وعد الله اليهود بهذه الأرض، ولكنه لا يقول أين إرادة الله من طرد الناس من بلادهم، واستنزاف الشعوب الفقيرة في حرب لا يستفيد منها إلا حفنة من الإمبرياليين".

وفي حديث مع جندي إسرائيلي في الجبهة يقول الجندي: من الرائع أن أكون هنا.. نحن عائلة واحدة.. أشعر بالأمان تمامًا.. أنا لا أقاتل لأن هناك من يأمرني بالقتال، وإنما لأننا لا يجب أن نهزم . ولا يقول الفيلم ما هو الفرق بين هذا الجندي الذي يتغزل في القتل، وبين أي جندي نازي أو فاشي.

يتحدث في الفيلم أحد الكتاب الصهاينة ويقول إن الصهيونية هي الإجابة على ألفي سنة من عذاب اليهود في العالم، وأن العرب يملكون صحاري واسعة في بلادهم، ومع ذلك يقاتلون لطردنا من أراضينا الموعودة، بدلًا من أن يعمروا هذه الصحاري، ويقول إن حرب أكتوبر ليست الحرب الرابحة بين العرب وإسرائيل، فقد بدأت هذه الحرب من 50 سنة.

ولا ينكر أن مصر قد انتصرت في معركة عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، ولكنه يدعى أن النصر كان لهم في النهاية لأنهم لا بد أن ينتصروا.

يستعرض الفيلم تاريخ إسرائيل منذ عام 1948 يعود إلى البدو الرحل رعاة الغنم في الصحراء، ويركز على إعلان معلق على أحد الجدران للفيلم المصري "نساء الليل"، ثم يعود مرة أخرى إلى الكاتب الصهيوني الذي يقول إن فلسطين سوف تكون مثل الأندلس بالنسبة للعرب، وإن العرب امتداد للنزعة اللاسامية في أوروبا، وإن عداء المسلمين لليهود قديم  منذ أن رفضوا الاعتراف بالنبي محمد، وأكاذيب الصهيونية التي يرددها هذا الكاتب هي الأسس التي تقوم عليها الدعاية الإسرائيلية في العالم، وهي بالتالي التي يجب أن تقوم عليها الدعاية العربية المضادة.

عرفت سوزان  بنشاطها السياسي إلى جانب نشاطها الأدبي، فناهضت حرب فيتنام، وسافرت إلى مدينة سراييفو للتضامن مع سكان المدينة أثناء حصارها 1989، وعلى إثره منحت لقب مواطنة شرفية، ولكن كل هذا لم يمنعها من  قبولها جائزة القدس التي تمنحها إسرائيل إلى جانب أنها مخرجة أول فيلم عن حرب أكتوبر تحت عنوان "الأراضي الموعودة".