رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب «الثروة الإبداعية للأمم».. هل تستطيع الفنون أن تدفع التنمية إلى الأمام؟

الثروة الإبداعية
الثروة الإبداعية للأمم

يأتي كتاب “الثروة الإبداعية” تأليف باتريك كاباندا، ومن ترجمة الراحل  الدكتور شاكر عبد الحميد والصادر عن "عالم المعرفة".

وأشار الدكتور شاكر عبد الحميد، عبر مقدمته، إلى أن المؤلف باتريك كاباندا أضاف وجهات نظر جديدة ومتفردة إلى أفكار آدم سمث صاحب كتاب “ثروة الأمم: بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها”، "الكلاسكيية بما يتناسب بالمرحلة الحالية، التي تعيش فيها البشرية في هذه الألفية الجديدة.

ويشير عالم الاقتصاد والفيلسوف الهندي أمارتيا سن إلى أن "المسرح والموسيقى والابتسام ليست مجرد ضرورية لاستمرار الحياة على نحو جيد فقط، لكنها تمثل أيضا جوانب مهمة من عملية الإبداع، تلك العملية التي بدورها دلالات اجتماعيات واقتصادية وتربوية عظيمة، فالمسرح والموسيقى من الأنشطة الإبداعية المهمة، وكذلك التبسم كثيرا ما يكون دليلا على التفاؤل والشعور بطيب الحال والإقبال على الحياة على نحو عام، كما أنه قد يرتبط بفنون الضحك والكوميديا والمسرح الضاحك والكاريكاتير وغيرها، ومن هنا كانت أيضا صلته بالموسيقى والمسرح.

يجيب أمارتيا سن عن سؤال كيف يمكن أن تعزز الفنون عمليات التنمية؟ بقوله: “عند أحد المستويات، الإجابة واضحة تماما، إذ ينبغي النظر إلى التنمية من خلال منظور إنساني، بدلا من النظر إليها بدرجة كبيرة في ضوء التوسع في الوسائل المادية، أي أنها ينبغي أن تراعي عملية إثراء حياة البشر، ولعل الدور الأكبر للفنون الذي يتفوق على ما عداه من أدوار هو أنها تجعل حياتنا أكثر ثراءً وأكثر جمالا، وبهذا المعني تكون الثروة الإبداعية للأمم التي تتمثل في التراث، وكذلك الممارسات الخاصة بالفنون، جانبا مهما من جوانب عمليات التنمية”.

ويلفت أمارتيا سن إلى أن "كاباندا  يضع أمامنا ويوضح كيف يمكن للفنون أن تعمل على إثراء اقتصادات العالم، حتى تلك المناطق المنكوبة أو المبتلاه بالفقر المادي، وذلك من خلال إيجاد أو إنتاج سلع قابله للبيع والرواج، إذ يمكن أن يستفيد  العالم منها، وبالنسبة إليها، ومن خلالها، قد تكون بقية الإنسانية جاهزة لتقديم مساهمة مادية معينة، أيضا: وذلك عن طريق إثراء الحياة الاقتصادية للناس في الأمم الأكثر فقرا، إن تحقيق التكامل بين ما هو اقتصادي، وما هو ثقافي، هو الموضوع الأساسي المتكرر في هذا الكتاب.

 تضمن الكتاب 4 أقسام وجاء القسم الأول تحت عنوان  الفنون والاقتصاد والتنمية، والقسم الثاني تناول التجارة في الخدمات: متتالية من 3 أجزاء، والقسم الثالث جاء بعنوان تيمة تنويعات على تيمة واحدة، والقسم الرابع بعنوان "روندو" جمع شمل البيانات يذكر أن الكتاب جاء في 423 صفحة من القطع المتوسط. 

يذكر أن كَاباندا يعمل مستشارًا للبنك الدولي فى الموضوعات التى تتعلق باستخدام الثقافة فى التنمية وهو، أيضًا، عازف ومؤلف موسيقى وله عدد من الدراسات المهمة حول الاقتصاد الإبداعي وحول الموسيقى والغناء وفنون الأداء عمومًا في العصر الرقمي.