هل سيؤثر انفجار «نورد ستريم» على أسعار الغاز في العالم؟

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وسط تحذيرات من احتمال حدوث تخريب على خطوط أنابيب نورد ستريم، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين بشأن أمن الطاقة في القارة وسط مخاوف متزايدة من نفاد الوقود خلال الشتاء.

وحسب موقع سبلاش 247، قفز مؤشر الغاز الأوروبي، TTF الهولندي، بأكثر من 10% اليوم الأربعاء ليقترب من 210 يورو / ميجاوات ساعة بعد ارتفاع بنسبة 7% في اليوم السابق، عاكساً الاتجاه الهبوطي الأخير. 

وحسب الموقع المعني بالأخبار البحرية والشحن البحري العالمي، بأنه لا تزال الأسعار أقل من أعلى مستوياتها لهذا العام ولكنها لا تزال أعلى بنسبة 200٪ عما كانت عليه في أوائل سبتمبر 2021.

استهداف البنية التحتية للطاقة يرفع أسعار الغاز

وحسب وكالة بلومبرج الامريكية، ارتفعت أسعار الغاز في هولندا وبريطانيا، اثر تداعيات عن تضرر خط أنابيب الغاز نورد ستريم الممتد من روسيا إلى أوروبا، مما أثار مخاوف بشأن أمن البنية التحتية للطاقة في الاتحاد واستئناف التدفقات بشكل سريع عبر خط الأنابيب. 

وقالت شركة Nord Stream AG، مشغل الشبكة، إن نظام خط أنابيب الغاز Nord Stream على قاع بحر البلطيق تعرض لأضرار "غير مسبوقة" وكان من المستحيل تقدير موعد استعادة النظام.

وقد جاء تأكيد الضرر أيضًا بعد اكتشاف تسرب في خط أنابيب نورد ستريم 2 القريب مما دفع الدنمارك إلى تقييد الشحن في دائرة نصف قطرها خمسة أميال بحرية.

وأشار التقرير الى أنه على الرغم من أن أيا من خطي الأنابيب لا يزود أوروبا بالغاز في الوقت الحالي، إلا أن الحوادث أثارت مخاوف بشأن سلامة البنية التحتية للغاز في الكتلة الأوروبية.

أزمة الطاقة في الشتاء 

وأشار التقرير الى أن "توقيت هذا الانفجار جاء بالتزامن مع بدء الشتاء، بالإضافة إلى تشغيل أنبوب البلطيق الجديد تمامًا والذي سيوفر الغاز النرويجي لبولندا. 

وجاءت الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب الروسية فيما من المقرر افتتاح أنبوب البلطيق، الذي تبلغ طاقته السنوية 10 مليارات متر مكعب. 

وفي سوق الكربون الأوروبية، انخفض العقد القياسي بمقدار 2.31 يورو إلى 68.02 يورو للطن.

وأشار تقرير بلومبرج الى أن العقود الآجلة المعيارية ارتفعت بما يصل إلى 22%، وهي أكبر نسبة في ثلاثة أسابيع، بعد أن حذرت شركة غازبروم PJSC نظيرتها الأوكرانية من أن التحكيم الجديد بشأن المدفوعات قد يؤدي إلى عقوبات روسية ضد شركة نافتوجاز. 

وهذا يعني أن الغاز الضئيل الذي لا يزال يتدفق إلى شمال غرب أوروبا من موسكو عبر أوكرانيا معرض للخطر الآن، بعد يومين من ورود أنباء عن الأضرار التي لحقت بخط أنابيب نورد ستريم المغلق إلى ألمانيا.

قصة استهداف نورد ستريم

وقد اندلعت ثلاث تسريبات منفصلة من خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 بعد أن أبلغ علماء الزلازل عن انفجارات تحت بحر البلطيق، وصفها المسؤولون في جميع أنحاء أوروبا بأنها هجوم متعمد.

وقال مركز الأبحاث الجيولوجية الألماني GFZ إن جهاز قياس الزلازل في جزيرة بورنهولم الدنماركية ، بالقرب من مكان حدوث التسريبات، سجل مرتين ارتفاعات يوم الإثنين، وهو اليوم الذي تعرض فيه خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 لانخفاض كبير في الضغط.

سجلت الشبكة السيزمية الوطنية السويدية (SNSN) انفجارين متميزين بالقرب من بورنهولم، وهو ما يعادل زلزالًا بقوة 1.8 درجة، مع انفجار ثانٍ أكبر، مسجلاً زلزالًا مكافئًا بقوة 2.3.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي للدنمارك وجرينلاند (GEUS) إنها تشبه الإشارات التي يتم تسجيلها عادةً من الانفجارات.

وأظهرت لقطات نشرتها قيادة الدفاع الدنماركية دوامة من الغاز الفقاعي قطرها حوالي نصف ميل على سطح بحر البلطيق، الميثان، المكون الأساسي للغاز الطبيعي، يذوب جزئيًا في الماء، وهو غير سام، ولا يسبب أي خطر عند استنشاقه بكميات محدودة.