رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مروة نبيل: لا نشعر بالخطر الذي يهدد هويتنا ولا نكترث بتراثنا العلمي (حوار)

الشاعرة مروة نبيل
الشاعرة مروة نبيل

مروة نبيل، شاعرة ومترجمة نشر ت في مجالي الفلسفة والأدب (شعر). صدر لها؛ في الفلسفة: "لاهوت غياب الرب"- دار النسيم لنشر والتوزيع. 2014."مفهوم الزمان/ جدل برجسون آينشتاين"- روافد للنشر والتوزيع. 2021.

10665704_829131633786920_4908014794220754637_n

وفي الشعر دواوين"وديعـة كبقرة"- دار الأدهم للنشر والتوزيع. 2014. "ضـد اليومية"- روافـد للنـشر والتوزيـع. 2018. "عمائي"- دار الأدهم للنشر والتوزيع. 2020.

ولها قيد النشر دراسات: منطق أرسطو بين الآلية والعلمية.ملامح المنطق المعرفي عند هينتيكا.مفهوم الاستدلال/ طبيعته وخصائصه. المنهج العلمي عند باتريك سوبيس.

وفي الترجمة: "المعنى والإيقاع في الشعر. كيف نتحدث عن الطوبولوجيا."الرؤية" لفلسفة العلم في العلوم. فلسفة العلم في العلوم.

وفي حديثها لــ “الدستور” كشفت مروة نبيل عن العديد من القضايا المتعلقة بوضع المرأة والعنف ضدها. الترجمة وهمومها. الشعر وشجونه، وغياب الثقافة العلمية عن المشهد الثقافي. 

158487620_4099236546776396_4266161390694111942_n
  •  بداية بما تفسر الفلسفة موجات العنف ضد المرأة خاصة خلال العقود الأخيرة ؟

العنف ضد المرأة إرث عالمي قديم، ليس مصريا أو عربيا فقط. أما الفلسفة فتُعلِّق على التاريخ وعلى نفسها في هذا الأمر، وترصد أزمنة سحيقة ومتسلسلة ضُربت فيها المرأة وحُرمت من حقوقها السياسية والاجتماعية والقانونية والجنسية، بل وحُرمت من الفلسفة نفسها، وهذا يفسر الصحوة والتعدد في المواقف النسوية في الفلسفة الراهنة.

 أما العنف فيفَسر بغياب المساواة بين الجنسين؛ الغياب المُعضَّد بالإرث العتيق، وكلما انخفض معدل التعليم وانخفضت جودته؛ ظهرت مشكلة عدم المساواة على السطح أكثر وأكثر؛ واتخذ العنف أشكالا أكثر ضراوة وبربرية. ولكن يمكننا جلب بعض النظام إلى الفوضى إذا حاولنا بحث المشكلة من خلال مشاكل أخرى ترتبط بها.

44110706_2110612148972189_2528230368486621184_n

 إنني أتساءل لماذا لا يُقدم باحثو العلوم النفسية والاجتماعية بحوثا ترصد حالات العنف التي تغيرت نوعيا في الفترة الأخيرة؟ فلم أسمع مثلا عن دراسة تبحث عن علاقة الأنواع المُستحدثة من المخدرات كالشابو والاستروكس بنحر الفتيات والسيدات في الشوارع. أو عن البُعد الديني السياسي لفرض الحجاب. أو عن العنف كمصطلح.. وإن وجدت مثل هذه الدراسات؛ فلماذا لا نتداولها بنفس القدر الذي نتداول به مشاهد العنف ضد النساء.

  •  بما تفسرين غياب الشعر عن المشهد الثقافي خلال العقد الأخير من الألفية الثانية؟

ربما يثير "غياب الشعر" الشجون في نفسي بالقدر ذاته الذي يثيره "العنف ضد المرأة". أنا منحازة للشعر وأشعر بمسؤولية تجاهه، وسأنتهز الفرصة لأوضح كيف أرى الشعر بين سائر الأجناس الأدبية الأخرى. أولا: أفصل فصلا واضحا بين ثلاثة عناصر وهي : "الشعر" و"تاريخ الشعر" و"الشاعر"، وأجادل بوجود اضطراب في فهمنا للعناصر الثلاثة، وهناك اضطراب شديد في العلاقة بين هذه العناصر أيضا. 

"الشعر"- من وجهة نظري- رد ماهوي وتكثيف متعالي لخبرة شاعر ما في وقت ما. وهي تجربة لا تتطلب من من الشاعر سوي صدقه وحساسيته الجمالية، وقدرته على التعامل مع اللغة. أما "تاريخ الشعر" فهو رصد زمني لتطور الإنتاج الشعري على مر العصور؛ وإذا فهمنا "التطور" جيدا لن نكون مكلفين بعناء البحث عن فكرة "القالب" أو الشكل الشعري. ينمو "تاريخ الشعر" بشكل أفقي؛ ويتراكم بقدر اختلاف الشعوب والأعراف. بينما يتوهج "الشعر" بشكل عمودي لا زمني، وبمركزية يتعذر وصفها. انخفاض مستوى الوعي بالتباين بين العناصر المذكورة آنفا – حتى بين الشعراء أنفسهم- يسبب الغياب الملحوظ للشعر، ويربك ساحته. وانخفاض مستوى الوعي العام وتراجع مستويات التعليم يضعنا أمام سؤال مهم : أين متذوق الشعر؟... إنني لا أفصل بين محبة العلم ومحبة الشعر؛ ونحن لا ننكر على "آينشتاين" محبته، بل وتأثره ببعض الشعراء، وأتوقع أن الراحل "أحمد زويل" كان يولي اهتمامه بعض الفنون والآداب.

81890164_2950515664981829_3652193391107637248_n
  • في كتابك “مفهوم الزمان ــ جدل برجسون أينشتاين”، استعرضت الجذور التاريخية لمفهوم الزمان الطبيعي ومفهوم الزمان النسبي. بعد ما نشره مرصد جيمس ويب. ماذا تبقي من مركزية الإنسان في الكون ؟

تفسير حقيقة كيان لا تؤثر كثيرا على حقيقة وجود هذا الكيان، فأن يُفسَّر الكون المادي والزمان الطبيعي تفسيرات تجريبية أمر لا يُهدد، ولا يؤثر على مركزية الإنسان؛ على العكس؛ أظن ذلك؛ تزداد مركزية الإنسان في وصف كهذا. الهزيمة هنا للإطلاق المادي سواء في الزمان أو المكان لصالح نسبيتيهما. وتنمو مركزية الإنسان عندما يصير كل حدث يعيشه تاريخا خاصا، وتأتي الإرادة- فردية كانت أو جماعية- لتحدد نوعية هذا التاريخ؛ إما أن يكون تاريخا من الجهل والشيئية، أو من الحرية والإبداع. إن العالم أكبر من أن يُفهم أو يُسبر غوره. وبقدر ما يكون العلم نزيها؛ فإنه غير بعيد عن الظن والشكوك، لكنه يتطور بطريقة محددة وذات موثوقية تلزمنا بتغير تصوراتنا ونماذجنا عن العالم؛ وتلهمنا هذه النماذج بتغيير أنفسنا وتعديل ما نتبناه من قناعات.

  •  عرضت في كتابك “لاهوت غياب الرب” لفلسفة الدين عند نجيب محفوظ ونيتشه. ما الذي توصلت إليه دراستك بمقارنة فلسفة الدين لديهما؟

نتيجة هذه المقارنة أدهشتني وأظهرت لي عالمية الإبداع وفردانيته؛ فها هو "نيتشه" الفيلسوف الألماني المشهور- ربيب عصري العقل والتنوير يأتي بفلسفة دين جامحة، غير قابلة للتحقيق، وعلى الرغم من شكوكيتها لا تخلو من مثالية متعجرفة، وواحدية منقلبة على نفسها، ورؤية لاهوتية وإن كانت مضادة. بينما قدم نجيب محفوظ في رواياته التي تتعلق بمسألة الدين والإله رؤية أكثر واقعية، مفعمة بالسحر، أو ما يشبه التجريبية متعددة الأبعاد. 

44110706_2110612148972189_2528230368486621184_n
  • لماذا تغيب العقلية النقدية في العالم العربي مقابل الإغراق في الغيبيات ؟

النقد لا يأتي من الفراغ، وللتفكير الإنساني مراحل متسلسلة. قد يبدأ التفكير من مقدمات أسطورية وغيبية تختلط بالخرافة والشعوذة، ثم ينتقل بفعل دفقة تنويرية إلى مرحلة مادية تجريبية تشوبها الفلسفة؛ من ثم يأتي التفكير العقلاني كنشاط نقدي ضد التفكير المادي المحض ونتائجه. ما ذكرته من مراحل ظهر في تاريخ الفلسفة اليونانية حيث نلاحظ الانتقال من إلياذة هوميروس وقصائد هزيود إلى "المدرسة الأيونية" التي فسرت الكون تفسيرات مادية صرفة تغيب عنها فكرة الآلهة الأسطورية؛ وعندما توحشت هذه الأفكار المادية وصارت تمثل خطرا على القيم الإنسانية مع ظهور "السوفسطائين"؛ ظهرت عقلانية "سقراط" كرد فعل ونشاط نقدي واجه الفكر السوفسطائي الهدام. اختلف الأمر كثيرا في فلسفة العصر الحديث؛ فبعد فترة العصور الوسطى التي اختلطت فيها الفلسفة بالنزعات الدينية المختلفة، ظهر "المذهب العقلي" مع "ديكارت" في القرن السادس عشر، وصار له مُنظرين وأتباع، ثم انتفض "جون لوك" ضد عقلانية "ديكارت" المفرطة وأرسى مبادئ "المذهب التجريبي"، وأيضا صار له مُنظرين وأتباع. ليأتي "كانط" ممثلا لذروة التنوير، ويجمع- إلى حد ما- بين عناصر من المذهبين ويؤسس "الفلسفة النقدية" ذائعة الصيت، والتي اُنتقدت بدورها وسقطت بظهور الهيجلية والبرجسونية والوجودية وتيارات الحداثة وما بعدها. إذن لا يمكن تكوين عقلية نقدية دون المرور بعدة مراحل مُسلًّطة كليًّا على اختبار التفكير، وتشكيل الحاسة النقدية وتطويرها. وسأضطر لدواعي الاختصار ودواع أخرى لأن أختتم إجابتي بهذا السؤال: أين تقع الفلسفة (دراسة مراحل التفكير الفلسفي) من خريطة التعليم والتدريس في عالمنا العربي؟.

  • بما تفسر الفلسفة توغل التدين الشكلاني داخل المجتمعات العربية؟

"الشكل" أسهل ما يمكن فَهمه، بينما الدلالة والمضمون يُشقيان. مع الأسف نحن شعوب تتكأ على أمجاد ضاربة في القدم، ولا تشعر بالخطر الحقيقي الذي هدد هويتها، ولا تكترث أصلا بتراثها العلمي؛ وبدلا من أن تفهمه وتجدده أو تكمله؛ ترفضه وتتربص به. في دواخلنا عشق للسلطة. و"إبراز التدين شكليا" ربما يكون عقدة لا شعورية تجعلنا نمارس سلطة وحكما على من نراهم أقل منا تدينا.

  • ما تفسيرين قلة ترجمات الكتب العلمية مقارنة بالأدب مثلا؟

الكتاب العلمي الأجنبي- في وقتنا الراهن- يحتوي طبقات معقدة من التخصصات، وللأسف أغلب هذه التخصصات صارت مهجورة في جامعاتنا لصالح الدراسات الأدبية والدينية، بالطبع أتحدث على مستوى العلوم الإنسانية وخصوصا الفلسفة، ودارس الفلسفة غالبا ما يكون من بين المتخصصين المنوط إليهم ترجمة الكتب العلمية وتبسيطها، وتقديمها إلى المجتمع؛ ليس إلى الأوساط العلمية والثقافية فحسب. مثالا على ذلك: في مجال "فلسفة العلم" يتجه أغلب الباحثين إلى دراسة تاريخ العلم وتفنيد ثوراته، بينما يتجنبوا دراسة المناهج الصورية التي تأسست في رحاب الفلسفة والمنطق، وارتبطت حاليا بمجالات الفيزياء والطب والحوسبة والذكاء الاصطناعي. هناك تجاهل للتخصصات الجديدة التي تتماهي فيها وظيفة العالم مع وظيفة الفيلسوف. والموضوعات آنفة الذكر هي التي يتعين على الباحثين والمترجمين نقلها إلى مجتمعاتنا نظرا لأهميتها. هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ إن التفضيل في الترجمة بين العلوم والآداب يخضع حاليا لمعيار الفائدة أو المنفعة، والمنفعة تتحدد بنموذج السوق، أي أن مسألة الترجمة كما تخضع للعرض، تخضع أيضا إلى الطلب.

  • خضت مجال الترجمة. ما الفرق بين التعريب والترجمة ؟ وأيهما أشد صعوبة أمام المترجم ؟

تتركز تجربتي في ترجمة النصوص الفلسفية، وهو أمر يختلف عن ترجمة الشعر أو الروايات بطبيعة الحال. كما أنه اتجاه قد يشمل الترجمة والتعريب معا ثم يتجاوزهما؛ فأنا أنقل المعنى والمضمون الكلي، وأيضا قد أعرِّب أشكالا وأرسمها. على سبيل المثال: اقترح مؤرخ العلم "توماس كون" مُفردة تصف مجموعة النظريات والاكتشافات العلمية المستخدمة في حقبة زمنية معينة، وأطلق عليها اسم "Paradigm". تترجم هذه الكلمة إلى "النموذج الإرشادي"، وتعرَّب إلى "بردايم" .. وهكذا، وغيرها الكثير من الكلمات. بالإضافة إلى ذلك تتطلب ترجمة النصوص الفلسفية إلى الإلمام بشتى المذاهب الفلسفية ذات الصلة، والإلمام بعلم المصطلحات، والمصطلحات نفسها، أو على الأقل القدرة على البحث الدؤوب عن حقيقة معنى مصطلح ما، وعمل هامش لذكر تطور المصطلح وسيرته؛ هذا مهم، ويرتبط بالأمانة العلمية، والرغبة الصادقة في إفادة القارئ بما يقرأ.

  • متى يخون المترجم؟

فضيلة المترجم الصبر، وآفته الاستسهال؛ ذلك الاستسهال الذي يُنتج خللا في المعنى العام، ويخلق الالتباس؛ ولهذا عواقب سيئة، وهو أمر مرفوض سواء في ترجمة العلوم، أو في ترجمة الآداب.

268397121_4976439302389445_9184955722523378669_n
  • ما الكتاب الذي تتمني ترجمته  أو ترشحه للترجمة ولماذا ؟

أُكرِّس جزءا كبيرا من الوقت لترجمة كتاب ابتدائي مدرسي في المنطق بعنوان "مقدمة في المنطق"، للفيلسوف نفسه الذي أتناول أعماله في رسالتي للدكتوراه. أهتم بترجمة هذا الكتاب بشكل منفصل، ونشره بأقصى سرعة ممكنة وعلى أوسع نطاق؛ لقد وُضع هذا الكتاب بغرض إزالة الحاجز النفسي بيننا وبين المنطق، متخذا طريقة بسيطة ومتسلسلة في العرض تختلف كثيرا عن تعقيدات كتب المنطق التي نعرفها، سواء المترجمة أو غير المترجمة، ولا يعبأ كثيرا بتاريخ المنطق- القديم أو المعاصر- بقدر ما يعلمنا فن المنطق، وقراءة مختلف العلوم، وفك رموزها وشفراتها الخاصة.

  •  في قضايا العنف المجتمعي ضد النساء، كيف تفسرين انحياز النساء إلي الخطاب المناهض لهن؟ خاصة الخطاب الديني؟

منذ عدة أيام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ شُنّت حملة من السخرية والتنديد بأحد الأحكام الشرعية؛ الذي يقتضي أن تؤجر المرأة لإرضاع مولودها. مِثلي تنظر إلى هذا الحكم الجزئي لصالح حالات وقع فيها الطلاق بالفعل، أو الحالات التي تكون فيها الزوجة مستضعفة إلى حد الهوان، أو أنها أنجبت لزوج بخيل لا يطعمها؛ وقد يصل بها الحال مع الإرضاع إلى الهزال والانهيار الصحي.

 أما على أحد البرامج التلفزيونية تمت استضافة ثلاث شخصيات بارزة لمناقشة هذا الحكم. الشخصية الأولى أستاذة أكاديمية في الفقه المقارن، والثانية شاعرة تنعت بالكاتبة وتعد الأديبة الأشهر في مصر، والثالثة محامي معروف في مجال الأحوال الشخصية. لم أتعجب من آراء المحامي الذي تكلم كالأسد المحموم واصفا المرأة بالاستغلال والتربُّح من مؤسسة الزواج، وتشكك في وجود مثل هذا الحكم في كتب الشرع أصلا.

 أما الكاتبة – المحسوبة على النخبة المثقفة- لم تتردد في استخدام أسخف الأمثلة لتعزيز وجهة نظرها المُهينة للثقافة قبل أن تكون مناهضة لكرامة المرأة. قالت الكاتبة أن الرضاعة عطاء تلقائي من الإناث، واستشهدت بالكلبة والبغلة والبقرة أو أي حيوانة من فصيلة الثدييات ترضع من دون مقابل. وتجاهلت أن أنثى الحيوان ترضع بالغريزة Instinct فقط؛ تلك الغريزة التي تدفعها لترضع وليدها؛ ثم تنشأ معه علاقة للتكاثر، ولا يكون زوج البهيمة مسؤولا من الأصل عن إطعامها. أما المرأة فكائن عاقل Intelligence تختلف دوافعه وأهدافه، ولا يمكن أبدا عقد مقارنة بينها وبين سائر الثدييات. وقعت الكاتبة في خطأ فكري منهجي لم تسمح أستاذة الفقه لنفسها بالوقوع فيه، واكتفت بذكر الآيات التي تم استنباط الحكم منها، وإمكانيات تفسيرها المختلفة، وأظهرت اختلاف الحكم وفقا لاختلاف المذاهب. إذن فدرجة الثقافة والوعي وتقدير العلم هي الفيصل في تفسير موقف المرأة المنحازة أو غير المنحازة للخطاب المناهض للمرأة. 

  •  متي بدأت حكايتك مع الشعر وكيف، ومن من الشعراء لا تفوتين له عملا، ومن شاعرك المفضل ؟

لا أعرف لحسن الحظ أم لسوئه بدأتُ كتابة الشعر بعد دراسة الفلسفة، لكن المؤكد أنني لم أكتب بفطرتي بقدر ما كتبت بالحدس والتجريب في هذه الحياة؛ وبحكم هذه التجربة أكون أحد المدافعين عن الشعر الأكثر حداثة متمثلا في قصيدة النثر؛ مع احترام وتقدير لكافة أشكال القصائد. أما الشعراء الذين أهتم- ليس فقط بأعمالهم- بل بتطور تجاربهم في الشعر والحياة هما: الشاعر "زين العابدين فؤاد" في شعر العامية والعمل الثقافي بشكل عام، والشاعر "أحمد الشهاوي" لما استشعره من جهد وإخلاص للشعر والكتابة في مختلف أعماله. والشعراء المفضلون كُثر؛ أذكر منهم على سبيل المثال "آرثر رامبو" كشاعر غربي، و"حلمي سالم" كشاعر مصري قدير.