رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابتزاز نووي أم تهديد استراتيجي.. اللعبة القاتلة!

عديد مراكز الأبحاث في العالم، بما فيها الجامعات الكبرى، ومنظمات الأمم المتحدة، على قلق، كأن رياح السموم النووية انفلتت من عقالها. 
يتزامن ذلك مع  جدل عسكري أمني، جيوسياسية واسع الطيف، يرصد التطوير في التداعيات التي  الذ يمكن أن تتحرك بها خرائط  الحرب الروسية الأوكرانية.
.. والسؤال المحوري:
هل هناك فرق بين تهديد نووي، ام ابتزاز نووي، وقد أنهت الحرب شهرها السابع؟ 
قد يصح القول أن الولايات المتحدة، وحلف الناتو،، ضمن خيارات قاتمة، بينما يتحول الرئيس الروسي  بوتين إلى اللعبة القاتلة، الحرب النووية، سواء بالتهديد او الابتزاز، أو خيار ثالث لا يمكن التكهن به.

في شبكة الإعلام الأميركية The Hill، كتب: إلين ميتشل وبريت صامويلز، وجهات نظر ركزت على افتراض منطقي، حول إلى أين يسير المسؤولون الأمريكيون في موقف، مثل الحرب النووية؟ 
واضح في المؤشرات العسكرية والسياسية لغة الحذر ردًا على  قول  بوتين، المتكرر، بأنه قد يكون على استعداد اللجوء إلى الأسلحة النووية.

*إشارات خفية..

إشارات بوتين  الأمنية الخفية عن- إلى الخيار النووي في تصريحاته كافة  ، جعلت   الإدارة  الأميركية، يأخذون  على محمل الجد ، هذا النوع من الخرائط النفسية الأمنية، بينما يحاولون-أمام الحلفاء ومنظمات العالم المعنية، تجنب تصعيد الموقف السياسي والعسكري  بمزيد من الخطاب العدواني.

إشارات  الكرملين  الخفية، عرضت تفاصيل خطوات، قد تكون متوقعة، جديدة، جريئة  في آن واحد (....) لمحاولة قلب مجرى الحرب في أوكرانيا، وبحسب الدراسة، ربما تكون هذه المرة، لصالح الجيش الروسي. 
إلى الآن، حوصرت  الولايات المتحدة، والطبع حلف الناتو بين مجموعة قاتمة من الخيارات مع صراع بوتين النووي.
*ماذا قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض؟
على شبكة ABC.قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ما يشبه المناورة:"لقد أبلغنا الروس بما ستكون عليه العواقب ، لكننا كنا حريصين على كيفية التحدث عن هذا علنًا لأننا ، من وجهة نظرنا ، نريد أن نرسي مبدأ أنه ستكون هناك عواقب كارثية ، ولكن لا ننخرط في التفاصيل. 
لكن، بوتين قالها بشدة أن بلاده :مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن أي من أراضيها ، واتهم الولايات المتحدة وحلفائها بـ "الابتزاز النووي" والتحرك من أجل "تدمير" بلاده.؛ "أريد أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضًا وسائل تدمير مختلفة ، وأن بعض المكونات أكثر حداثة من تلك الموجودة في دول الناتو".

نظرة البيت الأبيض الاستراتيجية، فيها تلاعب دبلوماسي، إنه لم ير سببا لتعديل وضعه النووي ردا على تصريحات بوتين، وبدلاً من ذلك ،  تقول مصادر دراسة الشبكة الأميركية المقربة من الكونجرس والبنتاغون :حاول المسؤولون الأمريكيون موازنة الدعوات القوية لروسيا بعدم تصعيد الصراع مع الرغبة في إبقاء المحادثات مع موسكو سرية.
من موقعة المتقدم في سلم الإدارة الأميركية، يرى وزير الخارجية أنطوني بلينكين لبرنامج "60 دقيقة"  واسع الاطلاع: أن بوتين كان يستخدم "خطابا غير مسؤول". كما أكد مجددا أن البيت الأبيض حذر موسكو علنا ​​وسرا من اللجوء إلى الأسلحة النووية، و إن الإدارة لديها خطة في حال قيام روسيا بنشر أسلحة نووية.
في حلف الناتو، لا مجال-كما في الولايات المتحدة - الخوض في الرد المحتمل، إذا استخدمت روسيا الأسلحة النووية، بينما تسري عمليات التهديد والابتزاز، وفق هنجهية لعب الأطفال، التي قد تنكسر في أي وقت.

*السلاح النووي قذر، تحت أي ظرف. 
طبيعة مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، فرضت طبيعة الرد الأميري، وحلف الناتو على غزو روسيا غير المبرر لأوكرانيا، منذ 7 أشهر، ما زالت التكهنات حول، النوع الدقيق للسلاح الذي يلوح به الجيش الروسي. 
هناك مخاوف من أن يلجأ الزعيم الروسي إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ، والمعروفة أيضًا باسم الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ، والتي تهدف إلى الفوز بالمعركة، وفي الوقت نفسه ، يرى إلين ميتشل وبريت صامويلز،إن :الأسلحة النووية الإستراتيجية أو بعيدة المدى مصممة لإنهاء الحرب ، مثلما حدث عندما ألقى الحلفاء قنبلة ذرية على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.
.. التهديد، هو ابتزاز نووي في ذات الوقت، القضية الرئيسية هي أن التكنولوجيا النووية قد تقدمت بشكل كبير ، حيث تمتلك كل من روسيا والولايات المتحدة أسلحة تكتيكية في ترساناتهما من شأنها أن تلحق أضرارًا أكبر بكثير من القنابل التي استخدمتها منذ ما يقرب من 80 عامًا.

.. وعودة تاريخية إلى ما قال وزير الدفاع الأميركي،  جيمس ماتيس، الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2016 ليشغل منصب وزير الدفاع الأمريكي في إدارته، قال عام 2018 إنه لا يعتقد: "هناك شيء مثل" سلاح نووي تكتيكي". أي سلاح نووي يستخدم في أي وقت هو عامل تغيير استراتيجي للعبة".
قال مارك كانسيان ، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في الولايات المتحدة: أعتقد أن بوتين كان ذكيًا للغاية في إبقاء الغرب على حافة الهاوية فيما يتعلق بتهديداته النووية. يتفاعل الغرب بحماسة شديدة مع هذه التهديدات ، وأعتقد أنه يقرأ فيها أكثر مما ينبغي. ، "لكنني أعتقد أن هذا عمل لصالحه".
.. وإن المسؤولين الأمريكيين اتخذوا حتى الآن المسار الصحيح في استخدام الغموض الاستراتيجي للرد ، ووضعوا روسيا على علم دون إثارة الذعر على نطاق أوسع من خلال التعهد برد عسكري على أي استخدام للأسلحة النووية.

*ماذا تقول أوكرانيا؟

يلجأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، إلى لغة مشبعة بعديد التصورات والسيناريوهات، وكان قال في مقابلة مع برنامج "Face The Nation" ، إلى احتلال روسيا للمنشآت النووية في أوكرانيا وخطاب بوتين السابق كسبب لأخذه على محمل الجد عندما يتحدث عن خطر الحرب النووية.

زيلينسكي، يعتقد من واقع التجربة في قيادة الحرب على الأرض الأوكرانية : "لا أعتقد أنه يخادع". أعتقد أن العالم يردعها ويحتوي هذا التهديد. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار ".

*طبيعة قوى الأطراف النووية.

بحسب معلومات متوفرة، يمكن القول انه بين عامي 1940 و 1996، أنفقت الولايات المتحدة 8.75 تريليون دولار على الأقل من حسابات الوقت الحاضر، على تطوير الأسلحة النووية، بما في ذلك تطوير منصات (الطائرات والصواريخ والمرافق) والقيادة والسيطرة، والصيانة، وإدارة النفايات والتكاليف الإدارية.
ويقدر أنه منذ عام 1945 أنتجت الولايات المتحدة أكثر من 70,000 رأس نووي، وهو ما يزيد عن الدول الحائزة للأسلحة النووية الأخرى مجتمعة. وقد بنت الاتحاد السوفياتي / روسيا حوالي 55,000 رأس حربي نووي منذ عام 1949، وبنت فرنسا 1110 رأس حربي نووي منذ عام 1960، والذي بني في المملكة المتحدة هو 835 رأس حربي منذ عام 1952، وبنت الصين نحو 600 رأس حربي منذ عام 1964، والقوى النووية الأخرى مجتمعة بنت أقل من 500 رأس حربي منذ أن بدأت بتطوير أول رأس حربي نووي لهم.
حتى نوفمبر تشرين الثاني عام 1962، كانت الغالبية العظمى من التجارب النووية للولايات المتحدة تجرى فوق سطح الأرض. بعد قبول معاهدة الحظر الجزئي، تم انزال جميع التجارب تحت الأرض، وذلك لمنع تشتت الغبار النووي.

بحلول عام 1998، دُفع 759 مليون دولار على الأقل لسكان جزر مارشال تعويضًا عن تعرضهم للتجارب النووية الأمريكية. بحلول فبراير 2006، دُفع أكثر من 1.2 مليار دولار تعويضًا للمواطنين الأمريكيين المعرضين للمخاطر النووية نتيجةً لبرنامج الأسلحة النووية الأمريكي.

تمتلك الولايات المتحدة وروسيا أعدادًا متقاربة من الرؤوس الحربية النووية. تمتلك هاتان الدولتان معًا أكثر من 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
اعتبارًا من عام 2019، امتلكت الولايات المتحدة مخزونًا من 6,185 من الرؤوس الحربية النووية، من بينها، 2,385 مسحوبة بانتظار التفكيك و3,800 جزء من مخزون الولايات المتحدة.
ذكرت الولايات المتحدة في معاهدة ستارت الجديدة الصادرة في مارس 2019 أنها نشرت 1,365 من الرؤوس الحربية المخزنة على 656 صاروخ باليستي عابر للقارات صاروخ باليستي يطلق من الغواصة وقاذفات استراتيجية.
.. لعبة قاتلة، قد تبدأ عبر الإعلام المحموم بين الشرق والغرب، لكن الواقع مخيف، فالعناد العسكري، الأمني، أطاح بكل الرؤوس التي تتلاعب في الجبهات.. ولكن إلى متى؟