رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإلهاء الرقمى.. تخلص من تشتيت وسائل التواصل الاجتماعى: لا تحسب أن 20 «لايك» ستغير حياتك

لايك
لايك

إذا كنت تخطط للعمل أو لبدء رحلة مع العائلة أو غير ذلك فإن وجود الإنترنت بين يديك أصبح مصدرًا للقلق المستمر والتوتر وإثارة الخوف، نتيجة ما يسميه الباحثون بـ«الإلهاء الرقمى»، وهو ما يمكن أن تكون له آثار مدمرة على الصحة العقلية والعاطفية للإنسان، بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى حولنا فى كل مكان.

التخلص من هذا الإلهاء والتشتيت والتعامل بفاعلية مع المؤثرات الرقمية وتحسين التركيز هى محاور كتاب «عدم التشتيت» أو «Indistractable»، لمؤلفه نير إيال، الذى يقدم نصائح مهمة حول كيفية التحكم فى الانتباه واختيار مسار الحياة اليومية، بعدما أصبح بالإمكان تقريبًا الوصول إلى أى شىء وكل شىء عن طريق الإنترنت. 

ويوضح «إيال» فى كتابه كيفية عمل شركات التواصل الاجتماعى على وضع تنبيهات لإغراء العقل بقضاء مزيد من الوقت على هذه المنصات، وبالتالى، خلق أوقات مشاهدة متزايدة، تؤدى إلى زيادة الإيرادات.

ويشير إلى أنه ومثل الكثير من الأماكن الترفيهية، فإن المنصات الإلكترونية تستخدم تكتيكات مختلفة لخلق حالة معينة داخل الدماغ، تتسبب فى أن يصبح المستخدم مدمنًا على هذه السعادة اللحظية، وذلك عبر استخدام الإعجابات والنقرات والتنبيهات لتغذية نظام ردود الأفعال الإيجابية التى تجعل المستخدمين يعودون للحصول على المزيد. 

ويقول: «هناك سؤال بسيط يجب أن تطرحه على نفسك.. ما مدى تأثير أنك حصلت على ٢٠ إعجابًا على منشورك منذ الأمس؟، وهل سيتغير مسار حياتك المهنية إذا نشر صديقك مقطع فيديو للقطط على منصة (TikTok) التى تتابعها؟»، ويجيب: «لنكن صادقين، التنبيهات ليست أكثر من وسائل إلهاء بسيطة لإبعادك عن المهمة التى تقوم بها، فلماذا لا تتخلص منها؟».

وينصح الكاتب بالتخطيط لاستخدام الوقت الضرورى لإنجاز المهام المختلفة، موضحًا أن ذلك يتيح أكبر قدر من الحرية، والمزيد من أوقات الفراغ، ويجعل من الممكن الوفاء بالالتزامات المختلفة فى مواعيدها.

ويضيف: «يمكن أن يكون تحديد مدة استخدام منصات التواصل الاجتماعى أحد أكثر الطرق كفاءة لاستخدام وقتك لأنه يخلق حدودًا لذلك، وتذكر أن المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعى ليس لديهم الوقت الكافى فى اليوم لاستمرار التمرير وإنشاء المحتوى، لكنهم يجعلونك تشعر بأنهم موجودون مثلك على هذه المنصات طوال الوقت».

ويشير «إيال» إلى أن ما تتابعه عبر وسائل التواصل الاجتماعى يؤثر على حياتك ومدى إنتاجيتك، لأن الأخبار والصفحات التى تؤثر بشكل كبير على العواطف والمشاعر وردود الأفعال، لدفع الإنسان إما نحو هدفه فى الحياة أو بعيدًا عنه.

ويتابع: «عندما تتفشى المشتتات الرقمية فإنها تأخذك بعيدًا عن المهام المطلوبة، ويمكن أن تجعلك تشعر بالذنب، فالبشر أشخاص اجتماعية ويمكن أن يتأثروا بسهولة بمحيطهم، لذا فإن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعى، والأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين، لديهم القدرة على تغيير سلوكياتنا».

وينصح الكاتب بالتركيز، قائلًا: «بمجرد أن يبدأ عقلك فى التركيز على تفاصيل معينة تبدأ فى رؤية المزيد منها، وهو ما يتجلى فى جميع أنحاء بيئتك، ويحدث هذا بغض النظر عما إذا كنت تبحث عن الخير أو الشر أو القبيح، فما تأمل أن تراه هو ما ستحصل عليه فى النهاية، لذا فعندما تركز وقتك وطاقتك على إنجاز مهمتك النهائية سيجد عقلك أشياء تعزز ذلك، مع إنشاء ردود أفعال إيجابية ستأخذك أنت وحياتك إلى المستوى التالى».

كما ينصح باستخدام التطبيقات المختلفة لصالحك، موضحًا أن أدوات حظر المواقع والتطبيقات تعد رائعة للحد من الإلهاء الرقمى، ويمكنها أن تساعد على قطع الاتصال بالإنترنت، والتركيز على مهام الحياة، لذا يعد استخدام وضع «الطيران» على الهاتف من الأدوات المساعدة على عدم تشتيت الانتباه عن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية غير المهمة.