رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملياردير الأمريكى وارن بافيت: بدأت حياتى بائعًا للصحف واللبان والفحم

الملياردير الأمريكى
الملياردير الأمريكى وارن بافيت

بثروة تقدر بـ٧٢ مليار دولار أمريكى، يعد وارن بافيت واحدًا من أنجح رجال الأعمال والمستثمرين وأكثرهم ثراءً على الإطلاق، ليس هناك شك فى أنه يمكننا جميعًا أن نتعلم منه كيفية ممارسة الأعمال التجارية وكسب الثروة، من رجل يصفه المقربون منه بـ«الحكيم».

يمتلك «بافيت» شركة Berkshire Hathaway، ويدير بعضًا من أكبر الشركات فى العالم بما فى ذلك Helzberg Diamonds و FlightSafety International وetJets، ويشارك بسخاء الدروس التى تعلمها خلال رحلته من خلال كتاباته وأحاديثه الإعلامية، كاشفًا عن الطريقة التى يدير بها حياته.

فيما يلى دروس قوية يمكننا تعلمها جميعًا من وارن بافيت لتحقيق النجاح فى العمل والحياة وكسب الثروة.

وُلِد وارن بافيت عام ١٩٣٠ فى أوماها، بنبراسكا فى الولايات المتحدة، وكان نجل عضو فى الكونجرس الأمريكى ووالدته ربة منزل، فى حين أن عائلته كانت لديها الوسائل لتوفير حياة مريحة له، كان الشاب وارين حريصًا على كسب ماله من عمله الخاص منذ الصغر.

يعد وارن بافيت، المعروف لدى الكثيرين باسم «معجزة أوماها»، أحد أنجح رجال الأعمال فى العالم، إنه رمز مالى عصامى بقيمة صافية تقدر بمليارات الدولارات، وقصته تعبر عن قوة التصميم والعمل الجاد، أيضًا قوة التركيز والصبر والمخاطرة المحسوبة.

كان بافيت دائمًا موهوبًا وشغوفًا بعالم التمويل الشخصى، فجذب انتباهه كتاب بعنوان «ألف طريقة لكسب ١٠٠٠ دولار» فى المكتبة العامة فى سن السابعة، وعندما قرأه فتح عقله على احتمالات كسب المال.

لـ«بافيت» مقولة أو مبدأ شهير يقول فيه: «يجب أن تبدأ فى فعل ما تريد.. احصل على وظيفة تحبها.. سوف تقفز من السرير فى الصباح.. أعتقد أنك فقدت عقلك إذا واصلت تولى العمل فى وظائف لا تحبها لأنك تعتقد أنها ستبدو جيدة فى سيرتك الذاتية.. أليس هذا يشبه إلى حد ما ادخار الجنس من أجل شيخوختك؟».

حرص منذ الصغر على كسب المال بالتجارة فى أى شىء فى الحى الصغير الذى نشأ فيه، حيث باع اللبان والفحم والصحف والمجلات، وفى المرحلة الثانوية عمل فى مغسلة للسيارات، وكان شغوفًا ببيع المقتنيات مثل الطوابع.

زاد شغف وارين بسوق الأسهم خلال رحلته الأولى إلى مدينة نيويورك، فى سن العاشرة من عمره، أصر على زيارة بورصة نيويورك، بعد عام واحد، كان يستثمر فى أسهمه الأولى فى شركة CitiesService، وهى شركة تسمى الآن Citgo.

اشترى أيضًا ثلاثة أسهم لأخته دوريس بافيت، موضحًا فى وقت مبكر من حياته أن رؤيته كانت تكوين ثروة لمشاركتها مع الآخرين، وبينما كان الأطفال الآخرون فى سنه يلعبون فى الخارج، ظل وارن بافيت مشغولًا بتوليد المزيد من التدفق النقدى من خلال العديد من الشركات والاستثمارات.

بحلول الوقت الذى أنهى فيه دراسته الجامعية، كان لديه ما يعادل ١١٢٠٠٠ دولار مدخرات، كان هذا مبلغًا غير عادى من المال لشاب فى أوائل العشرينيات من عمره. بينما كان يدرس فى كلية كولومبيا للأعمال، علّمه أحد أساتذته، بنجامين جراهام، مبادئ استثمار القيمة، وهى الدروس التى استفاد منها جيدًا طوال حياته المهنية كمستثمر. بدأ بافيت حياته المهنية بالعمل محللًا للأوراق المالية فى شركة Buffett-Falk & Co فى أوماها، نبراسكا، وفى هذا الوقت تزوج أيضًا من زوجته سوزان طومسون، التى ظل معها حتى وفاتها فى عام ٢٠٠٤.

فى عام ١٩٥٦، أسس شركته الخاصة Buffett Partnership Ltd، كان هذا مشروعًا ناجحًا للغاية وقد جنى ما يكفى من المال للتقاعد إذا اختار ذلك.

على مدى العقود القليلة التالية، واصل وارن بافيت تنمية أعماله واستثماراته، وخلق ثروة هائلة من مجرد ١٠٠ دولار من الاستثمارات الأولية.

وواصل الاستثمار فى مجموعة متنوعة من الشركات، بما فى ذلك Coca-Cola وGillette وAmerican Express. كما ساعد فى تمويل إطلاق العديد من الشركات، مثل Washington Post وGeico Insurance.

طوال حياته المهنية، كان وارين بافيت مدافعًا صريحًا عن الاستثمار فى الشركات عالية الجودة على المدى الطويل، ودرَّس مبادئ الاستثمار منذ أن كان سمسارًا صغيرًا فى البورصة فى الخمسينيات من القرن الماضى بعد أن التحق ببرنامج ديل كارنيجى للخطابة العامة.

مع انتشار أكبر فى وسائل الإعلام، أكمل مهمته بتدريس هذه الدروس لملايين الأشخاص على مدى العقود العديدة الماضية من خلال خطابات المساهمين السنوية والمقابلات والكتب.

وقد ألهم هذا جيلًا جديدًا من المستثمرين للنظر إلى ما هو أبعد من الأساليب التقليدية لاختيار الأسهم والتركيز على بناء محفظة متنوعة من الشركات عالية الجودة التى يمكن أن توفر لهم عوائد ثابتة بمرور الوقت.

يشتهر بافيت بأسلوب حياته البسيط، على الرغم من أنه من أغنى أغنياء العالم، إلا أنه لا يزال يقيم فى نفس المنزل الذى اشتراه بمبلغ ٣١٥٠٠ دولار فى عام ١٩٥٨ وعاش سنوات عديدة براتب قدره ٥٠ ألف دولار فقط على الرغم من ثروته، ومن المعروف أيضًا أنه يقود سيارته الخاصة بدلًا من استخدام سائق، وكثيرًا ما يسافر على الدرجة الاقتصادية عند السفر. التفاصيل شىء مهم فى حياة وارن بافيت، فيقول فى أحد خطاباته للمستثمرين الشباب: «حتى إذا كنت تتعامل مع الأصدقاء والأقارب، فاحرص على توضيح جميع تفاصيل الصفقة مسبقًا، بما فى ذلك المزايا المالية الخاصة بك، دائمًا ما تكون الرافعة التفاوضية الخاصة بك هى الأفضل قبل أن تبدأ العمل، وهذا عندما يكون لديك ما تقدمه ويريده الطرف الآخر».