رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات الرد الأوروبى والأمريكى على ضم روسيا مناطق أوكرانية (خاص)

حرب روسيا وأوكرانيا
حرب روسيا وأوكرانيا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أن الاستفتاءات التي تنظمها بلاده في 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها قوات روسيا تهدف إلى "إنقاذ سكان" هذه المناطق، وهو الأمر الذي حذرت الولايات المتحدة وأوروبا من تداعياته أو المضي فيه وسط توقعات برد أوروبي أمريكي على خطوة موسكو.

فيما نشرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تصريحات عن مصدر برلماني روسي يشير إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك حدث بروتوكولي برلماني تشهده روسيا يوم الجمعة، وقد يشهد إعلان بوتين ضم هذه المناطق إلى روسيا رسميًا.

وفي هذا الإطار كان لـ"الدستور" لقاء مع مجموعة من الخبراء والباحثين حول عملية ضم روسيا للمناطق الأوكرانية، وتأثير ذلك على المنطقة، وردود الفعل الغربية والأمريكية على تلك الخطوة.

بداية، قالت داليا يسرى، باحث أول بالمركز المصرى للفكر والدراسات، إن الرئيس الروسي عادة ما يخاطب الجمعية الاتحادية مرة كل عام، موجهًا لهم رسالة حول الأوضاع العامة في البلاد، والتوجهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية، وعادة ما تعبر رسالة الرئيس على التوجهات الاستراتيجية للتنمية الروسية في المستقبل القريب، وتشتمل على توجهات سياسية واقتصادية وأيديولوجية.

وأضافت "يسرى"، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن سرعان ما ذهب الإعلام الغربي سريعًا بالتحليل المسبق وسرد التوقعات حول ما الذي من الممكن أن يخرج الرئيس الروسي ليلقي به على العالم في ذلك الخطاب، الذي لا تفصله سوى أيام معدودات عن خطاب هام ومحوري ظهر فيه الرئيس ليعلن قراره بالتعبئة العسكرية، بالإضافة إلى قرارات أخرى، وهناك من ذهب بالتوقعات إلى حد إعلانه الحرب الشاملة على أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، تجري الاستفتاءات في المناطق المنضمة حديثًا لسلطة الاتحاد الروسي على الانضمام لروسيا عبر مساحة تمتد إلى نحو 15% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك "لوجانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون".

ومن المقرر أن تظهر نتائج هذه الاستفتاءات يوم الجمعة المقبل، وهو نفس اليوم الذي من المتوقع أن يدلي به الرئيس بوتين بخطاب، ومما لا شك فيه أن نتائج هذه الاستفتاءات بالكامل ستكون إيجابية لصالح روسيا، ووفقًا للدستور الروسي، فإنه يجرم التخلي عن أي جزء من الأراضي الروسية، ويحظر التفاوض عليها بأي شكل من الأشكال، مما يعني عمليًا خروج كل هذه المناطق من نطاق أي مفاوضات مرتقبة مع روسيا لحل الحرب بشكل سلمي. 

داليا يسرى

وتابعت يسرى: "من المبكر تأكيد أو نفي التكهنات الغربية حول ما ينوي الرئيس الروسسي الخروج في خطاب، لم يتم تأكيده بشكل رسمي بعد، للحديث عنه والأرجح، أن بوتين سيكون أكثر اهتمامًا بتوجيه خطاب يستفيض فيه بتفكيك الوضع الداخلي المرتبك في بلاده حاليًا على خلفية المشهد الضبابي، الذي اعترى الجماهير الروسية منذ لحظة الإعلان عن قرار التعبئة العسكرية الجزئية في 21 سبتمبر، بشكل أسفر عنه هروب الآلاف من المواطنين الروس إلى دول الجوار خوفًا من الانضمام للحرب، وهو القرار الذي أقر الكرملين، أمس 26 سبتمبر، بالفعل بأنه ثمة أخطاء وقعت أثناء تنفيذه وعبر عن رغبته في القضاء عليها، بشكل يعكس إدراك ونية مبيتة لدى القيادة الروسية بأنه يوجد هناك غضب شعبي يجب احتواؤه، مما يرجح بطبيعة الحال أن تكون هذه هي المحاور التي سيقوم عليها أي خطاب مرتقب لبوتين، كما أنه من المرجح أن يعلن كذلك عن ترحيبه بانضمام المناطق المحررة حديثًا في أوكرانيا، ويقوم بصياغة هذا النجاح لشعبه باعتباره الجائزة التي يحصل عليها الروس بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب التي يمقتها الكثيرون، ويبرر رغبته باستكمال الحرب بأنها مقتضيات الضرورة التي ينبغي دفعها لأجل استرداد بقية أراضيهم التاريخية.

من جانبه، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلان التعبئة الجزئية: أعلنت سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، وإدارة مقاطعتي زابوروجيا وخيرسون، عن إجراء استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، وجرى الاستفتاء بتلك المناطق خلال الفترة من 23 وحتى اليوم الثلاثاء.

ووفقًا لاستطلاعات رأي سابقة، فإن نسبة السكان الذين يرغبون بالانضمام إلى روسيا، 91% في دونيتسك، و90% في لوجانسك، و80% في خيرسون، و80% في زابوروجيا.

انعكاسات "استفتاءات الضم" على مسار الحرب في أوكرانيا؟

وأشار السيد إلى أن الاتحاد الأوروبي رفض التصويت، معتبرًا أنه لا يُعبر عن إرادة الشعب، ودعا "جوزيف بوريل"، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، إلى فرض المزيد من العقوبات ضد روسيا بسبب الاستفتاء. 

كما تعهد الاتحاد الأوروبي باستمرار دعمه الكامل والثابت لاستقلال أوكرانيا وسيادتها، مع مطالبة روسيا بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشرط من أوكرانيا. 

ولفت السيد إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض حزمة عقوبات أخرى تستهدف قطاعات أكثر صلة بالاقتصاد الروسي، ومواصلة استهداف الأشخاص المسئولين عن الحرب الروسية.

وقد يستمر الاتحاد الأوروبي في زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا. 

وحول الرد الأمريكي على تلك الخطوة، قال السيد إنه من خلال تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، فإن رد الغرب على الاستفتاء للانضمام إلى روسيا في المناطق المحررة سيكون من خلال فرض عقوبات على شركات خارج الأراضي الروسية.

وبالنسبة للأوضاع فى روسيا عقب ضم تلك المناطق، أشار السيد إلى أن الاستفتاءات هي "إنذار روسي لأوكرانيا والغرب" ودعوة لهما إلى التراجع لتجنب اندلاع حرب نووية، كما أن عملية الضم ستضفي الشرعية على حق روسيا في اللجوء إلى الأسلحة النووية لحماية أراضيها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، في خطابه الأخير، إن بلاده "ستستخدم كل الوسائل المتاحة" لحماية نفسها. وهي التصريحات التي اعتبرت تهديدًا بالاستخدام المحتمل للأسلحة النووية.

وتابع السيد: "في حال إذا صوتت المناطق على ضمها إلى روسيا وهو أمر مفروغ منه فإن البرلمان الروسي، مجلس الدوما، سيوافق على معاهدة تدمج المناطق الأربع رسميًا في الأراضي الروسية".

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة في مجلسي البرلمان الروسي يوم الجمعة، للإعلان عن انضمام تلك المناطق لروسيا.

وأوضح السيد أنه سوف يُنظر للاستفتاءات وإعلان الانضمام في روسيا على أنهما تبرير لـ"العملية العسكرية الخاصة وسيعززان الدعم الوطني للصراع".

وحول رد فعل أوكرانيا، قال السيد إن الرئيس الأوكرانى أكد أنه إذا ضمت روسيا الأراضي، فسوف يجعل من المستحيل على أوكرانيا مواصلة أي مفاوضات دبلوماسية.