خبير طرق عن أهمية إنشاء محاور النيل: تعزز التنمية وتخلق مدنًا جديدة

تقوم الدولة بمجهودات كبيرة من أجل تنفيذ محاور النيل الجديدة لربط جانبي النهر بعضهما ببعض وخاصة في مناطق الصعيد. وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل حول أهمية تنفيذ هذه المحاور في الوقت الحالي وما الذي سيعود على المواطن جراء ذلك. 

في هذا السياق، تواصلت “الدستور” مع الدكتور حسن المهدي – أستاذ الطرق والنقل بكلية الهندسة جامعة عين شمس – الذي أكد أن "مشروع المحاور الجديدة التي يتم تنفيذها على نهر النيل حاليًا هي واحدة من ضمن المشروع القومي للطرق الذي بدأ عام 2014. ويهدف هذا المشروع إلى دعم مشروعات التنمية المستدامة بكافة صورها."

وأضاف: "فعندما نتحدث عن أهمية ربط شرق وغرب النيل ببعضهما البعض في محافظات الصعيد بشكل خاص، سنجد أن هذه المحافظات كانت محرومة من التنمية المستدامة في العصور الماضية. كما أنها كانت محافظات طاردة للسكان لعدم وجود تنمية حقيقية أو فرص عمل أو تعليم وهو ما كان يدفع أهالي الصعيد للنزوح نحو المحافظات الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية والجيزة بحثًا عن التعليم والعلاج وفرص العمل وخلافه."

واستكمل حديثه قائلًا: "أما اليوم ومع وجود محاور النيل الجديدة في محافظات صعيد مصر، قد ساهم هذا الأمر في ربط شبكة الطرق شرق وغرب النيل ببعضها البعض وهو ما أعطى ظهير تنموي في هذه المناطق وبالتالي بدأ يتواجد مشروعات وتوطين للصناعات في هذه المحافظات."

وأشار إلى "أن محاور النيل الجديدة هذه ساهمت في أن يكون لمحافظات الصعيد فرص للتنمية مثلها مثل المحافظات الكبرى بالإضافة إلى توفير الخدمات بشكل أفضل. فالمواطن في هذه المحافظات كان يضطر إلى المشي 100 كيلو متر لكي يعبر من الغرب إلى الشرق أو العكس نظرًا لعدم وجود عدد كافي من الكباري على النيل . أما المحاور الحالية ساهمت في تقليل هذه المسافة إلى 25 كيلو متر فقط. وهو الأمر الذي كان ينبغي أن يتم منذ زمن بعيد."

وأوضح "أنه لسوء الحظ، قد كانت الدولة قبل 2014 تقدم لهيئة النقل بشكل عام حلول مسكنة لمشكلاتها وليست حلول جذرية وبالتالي كنا نضطر لترحيل مشاكلنا. أما هذه المحاور تعتبر حلًا جذريًا للعديد من المشكلات الحالية. فهذه المحاور ستساهم في إنشاء مدن ومصانع جديدة حولها وهو ما تصبو له الدولة."

يذكر أن الدولة تعمل حاليًا على تنفيذ 14 محور جديد على ضفاف نهر النيل وهم " بديل خزان أسوان، دراو، أبو تيج، تلا / طنوب، الفشن، شبراخيت، شمال الأقصر، منفلوط، دار السلام، سمنود، دشنا، أبو غالب، القطا، المراغة" بتكلفة 20 مليار جنيه.