رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كابوس الاحتجاجات.. تظاهرات إيران تثير الخلافات بين المؤيدين والمعارضين

احتجاجات إيران
احتجاجات إيران

أكدت مجلة "التايم" الأمريكية، أن الاحتجاجات هذا الأسبوع اشتدت في إيران بسبب وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في حجز الشرطة بعد اعتقالها بزعم ارتدائها الحجاب بشكل فضفاض للغاية.

وتوفيت أميني في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في طهران، ويزعم العديد من الإيرانيين أنها قُتلت على يد سلطات إنفاذ القانون، بينما واجه المتظاهرون حملة قمع من قبل الحكومة التي نشرت شرطة مكافحة الشغب، مما أسفر عن اعتقالات وإصابات وما لا يقل عن 17 حالة وفاة.

قصة مقتل مهسا أمينى

وتابعت المجلة الأمريكية أن السلطات الإيرانية تزعم أن «أميني» ماتت بسبب أزمة قلبية، لكن عائلتها والمتظاهرين في جميع أنحاء إيران يتهمون الحكومة بالتستر على مقتلها، وتوسعت الاحتجاجات الدولية للتعبير عن الغضب من مجموعة من القضايا، ليس فقط القيود التي تواجهها النساء على الحجاب وبشكل عام في إيران ولكن أيضًا ضد النظام الحالي، وفي إحدى الاحتجاجات الإيرانية، هتف شارع مليء بالإيرانيين: "الموت للظالم، سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى!".

اعتقلت مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، في 13 سبتمبر أثناء زيارتها طهران من قبل شرطة الأخلاق التي تفرض السلوك المحافظ، فالحجاب إلزامي في الأماكن العامة لجميع النساء في إيران، بغض النظر عن الدين أو الجنسية، واتُهمت «أميني» بانتهاك قانون الحجاب في البلاد.

وقالت قوات الأمن الإيرانية إنه عند اعتقالها نُقلت «أميني» إلى مركز احتجاز حيث تلقت تدريباً على قواعد الحجاب، وهناك أصيبت بأزمة قلبية، وتوفيت يوم 16 سبتمبر في مستشفى بطهران.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن عائلة «أميني» شككت في هذه الرواية، وقالت إن الشرطة ضربت «أميني» في سيارة الدورية الخاصة بهم في طريقهم إلى مركز الاحتجاز، وشاهد الشهود ذلك، حيث قال والد «أميني»، لإحدى وسائل الإعلام الإيرانية، إنه لم يُسمح له برؤية جسدها في المستشفى، لكنه لمح قدمها وقد أصيبت بكدمات، وتشير التقارير إلى أن وفاتها نجمت عن كسر في الجمجمة نتيجة ضربات شديدة في الرأس، حسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وتابعت أن الأمم المتحدة أصدرت بيانًا حول صعود شرطة الأخلاق الإيرانية مؤخرا في مهاجمة النساء بسبب الحجاب الفضفاض، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاة «أميني».

وقالت لجنة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يوم الخميس: "ندين بشدة استخدام العنف الجسدي ضد المرأة، وإنكار الكرامة الإنسانية الأساسية عند تطبيق سياسات الحجاب الإلزامي التي تفرضها سلطات الدولة". 

وتقول يجانه مفاهر، الناشطة البالغة من العمر 24 عامًا والمولودة في إيران والتي تعيش في الولايات المتحدة الآن، إنه على الرغم من تطبيق قوانين اللباس والحجاب المحافظ بصرامة شديدة بعد الثورة في عام 1979، إلا أن بعض الإيرانيين في هذه الأيام لا يأخذون الأمر على هذا النحو بشكل جاد، وعلى مر السنين يمكنك حتى رؤيتها في صور إيران، حيث بدأت النساء في جعل الحجاب أكثر مرونة.
 

كابوس الاحتجاجات يضرب إيران

ووفقًا للمجلة، فقد بدأت الاحتجاجات بعد جنازة «أميني» في 17 سبتمبر في منطقتها، محافظة كردستان في شمال غرب البلاد، لكنها سرعان ما انتشرت عبر إيران إلى ما يصل إلى 80 مدينة وتضخمت في العاصمة طهران، واتجهت النساء الإيرانيات إلى حرق الحجاب وقص شعرهن في الأماكن العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتضامن مع «أميني»، حيث تجمعت الحشود في الساحات العامة بطهران وانتشرت مقاطع فيديو مروعة للشرطة وهي تهاجم المتظاهرين السلميين، كما انتشرت الاحتجاجات على المستوى الدولي.

ويقول محمود عامري مقدم، مدير المنظمة غير الحكومية- إيران لحقوق الإنسان: "ما تراه هو أناس سئموا النظام، ولا يقتصر الأمر على حرمان الأشخاص من الحقوق المدنية والسياسية فحسب، بل يتدخلون أيضًا في جوانب الحياة الأكثر خصوصية، مثل الملابس التي يرتدونها".

وتابع: "من الصعب تقدير عدد الإيرانيين الذين يتظاهرون، لكن يمكن أن يصل عددهم إلى مئات الآلاف، حيث يطالب جميع المواطنين، ومن خلفيات مختلفة، بالحقوق الأساسية"، وأنه "لم يسبق له مثيل هذا القدر من الغضب".

وأكد النشطاء أن الاحتجاجات لا تتعلق فقط بحقوق المرأة أو إلغاء قوانين الحجاب، بل تتعلق بالواقع القاسي للعيش في ظل نظام استبدادي.