رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة فك الهيروغليفية.. جابر بن حيان توصل لسر مصر القديمة قبل شامبليون

حجر رشيد
حجر رشيد

سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية، الضوء على محاولات العلماء فك رموز اللغة الهيروغليفية على مدار 1500 عام، قبل نجاح العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون في فك رموز حجر رشيد والتعرف على حروف اللغة الهيروغليفية والتي صدمت العلماء بعد التعرف على حقيقتها، واكتشاف العلماء العرب لها في القرون الأولى للتاريخ.

وقالت الصحيفة إن عدم فهم الهيروغليفية دفع الفنانين والكتاب حول العالم لتخيل أساطيرهم حول مصر القديمة وتاريخها الحافل والتي انتشرت في القرن الثامن عشر، ولكن في القرن التاسع عشر بعد فك رموز حجر رشيد والتعرف على حروف الهيروغليفية وتحديدًا عام 1822، كان الأمر بمثابة تدمير لعشرات الأساطير حول الفراعنة.

وتابعت أنه لأكثر من 3 آلاف عام، تم تعريف الثقافة المميزة لمصر من خلال نظام كتابتها المختلف وهو الهيروغليفية، والتي اعتبرت وسيلة التواصل بين المصريين لسنوات طويلة، ولكنها كانت سريعة الزوال نظرًا لصعوبتها في التعلم، حيث اندثرت هذه اللغة في وادي النيل مكان ما بدأت.

- نجاح عربي

وأضافت أنه بعد سقوط المملكة المصرية القديمة وصعود المملكة الحديثة، بدأ العلماء يبحثون عن طريقة لفك رموز اللغة الهيروغليفية، وكانت البداية مع المؤرخ اليوناني ديودوروس سيكولوس الذي أعلن أن الكتابة المصرية لم تكن مبنية من المقاطع للتعبير عن المعنى الأساسي، ولكن من ظهور الأشياء المرسومة ومعانيها، وهكذا بدأ الاعتقاد الخاطئ بأن الهيروغليفية كان نصًا رمزيًا وليس نصًا صوتيًا، وهو مفهوم خاطئ ولكنه قاد أجيال من العلماء.

وأشارت إلى أن الأساطير استمرت حول حقيقة اللغة المصرية حتى سبتمبر من عام 1822، عندما صدم شامبليون العالم بنجاحه فيما فشل فيه الآخرون، ويصادف هذا الشهر مرور 200 عام على اكتشاف أهم فصول التاريخ الإنساني القديم، وتقيم المملكة المتحدة احتفال خاص بحجر رشيد الموجود في المتحف البريطاني، من خلال معرض جديد باسم "الهيروغليفية.. فتح مصر القديمة".

وأضافت أنه بالعودة إلى القرن الثامن الميلادي، كان العلماء العرب قد أدركوا بالفعل العلاقة الوثيقة بين اللغة المصرية القديمة والقبطية (اللغة الليتورجية للكنيسة الأرثوذكسية المصرية). 

وبحسب ما ورد فهم جابر بن حيان الكتابة المصرية القديمة، لكن لم ينج أي من أعماله لإثبات هذا الأمر، وفي القرن العاشر، أدرك ابن وحشية أن الهيروغليفية يمكن أن يكون لها القيم الصوتية والرمزية، ومع ذلك فإن الأمر استغرق من العلماء الغربيين 500 عام أخرى للوصول إلى نفس الاستنتاج.

- اهتمام أوروبي

ووفقًا للصحيفة، تم إحياء الاهتمام الأوروبي بالأمر في عصر النهضة، عندما تم اكتشاف مخطوطة لأعمال القرن الرابع، هيرابليفيكا في هورابولو، والذي تسبب في ضجة ولكن مقاربتها كلها، التي تأثرت بالتصوف الأوروبي لم يخدم في فك النصوص الهيروغليفية، وأصبحت الفكرة مدعومة بحزم في الوعي الغربي بأن مفتاح الكتابة المصرية يكمن في الأساطير، وليس في علم اللغة.

وتابعت أنه على عكس العرب فشل علماء الغرب في كشف غموض اللغة المصرية القديمة، وظلت الحقيقة لغزًا لأكثر من 40 عقدا، ولم يتمكن أي عالم غربي من قراءة النص المصري كما فعل العرب من قبل، ولكن عدم تدوين العرب لاكتشافاتهم في القرون الأولى صعب على العالم مهمة التوصل لما توصلوا إليه مسبقًا.