رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهجوم الإسرائيلى على مطار دمشق.. الأهداف والدوافع والرسالة

هجوم على سوريا
هجوم على سوريا

كشفت وسائل إعلام سورية، صباح أمس السبت، عن غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل على مطار دمشق الدولي ومواقع أخرى جنوب العاصمة أسفرت عن مقتل 5 جنود وإلحاق أضرار مادية. 

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن "الهجوم الجوي الإسرائيلي، أسفر عن مقتل 5 جنود سوريين، وأكدت أن "إسرائيل نفذت هجوما جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرقي بحيرة طبريا مستهدفا مطار دمشق الدولي وبعض النقاط جنوب مدينة دمشق".

 وأفاد المركز السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسة جنود سوريين، اثنان منهم من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران. كما أفاد بأن هذا هو الهجوم الخامس والعشرون المنسوب لإسرائيل منذ مطلع العام الجاري، كما ذكر أنه الهجوم الثاني خلال نحو أسبوعين على مطار العاصمة السورية.

كان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، قد تحدث، في 12 من سبتمبر الحالي، عن استيلاء إيران على الصناعات العسكرية السورية لإنتاج أسلحة لوكلائها، كاشفًا عن خريطة تحدد أكثر من عشر منشآت في سوريا، تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لميليشيات تدعمها إيران في المنطقة، وبشكل ما يمكن ربط تصريحات "جانتس" بالهجوم الأخير.

الأهداف

الهجوم المنسوب إلى إسرائيل استهدف "مكتب للحرس الثوري الإيراني". وحسب التقديرات، يبدو أن هذا المكتب منخرط في دعم الميليشيات الإيرانية، بما في ذلك حزب الله.

الهدف من الهجوم كان استهداف مطار المدينة الدولي، حيث تم "إطلاق عدة صواريخ" عليه، مما أدى إلى إلحاق أضرار به، وربما يستهدف الهجوم إخراج المدرج والمطار من الخدمة، فيما سارعت وزارة النقل السورية للتأكيد على أن المطار يعمل كالمعتاد.

وفقًا لتقارير أجنبية، زادت إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية من هجماتها على المطارات في سوريا، بهدف تعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط إمداد الذخيرة الجوية لحلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله.

الدوافع

الدافع الإسرائيلي وراء الهجوم على المطارات، هو استخدام إيران المتزايد لشركات الطيران التجارية لنقل الأسلحة إلى مطاري دمشق وحلب بدلاً من النقل البري، فيما أشارت معلومات استخبارية إسرائيلية إلى استخدام المزيد من الرحلات الجوية لنقل أسلحة ومعدات عسكرية صغيرة يمكن تهريبها على متن رحلات منتظمة من طهران، خاصة بعد تعطل عمليات النقل البري بين سوريا والعراق، حسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست".

يبدو أن هناك تحولًا من استهداف إسرائيل للمطارات العسكرية إلى المطارات الدولية الأكبر حجمًا. قد يكون هذا بسبب استخدام إيران لهذه المطارات كغطاء لنقل الأسلحة إلى سوريا ومن ثم إلى حزب الله، فإيران تريد استغلال هذه المطارات التي تخدم الشئون المدنية والعسكرية، بينما يحتاج النظام السوري إلى هذه المطارات لأن النظام يواجه صعوبات اقتصادية ويحاول العودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من الحرب الأهلية.

الوسيلة

نشر حساب «إنتيلي تايمز» الإسرائيلي صورًا للصواريخ التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم، ووفق الحساب، فالصواريخ المستخدمة من طراز «سبايس 1000» التي تتضمن مجموعة توجيه خاصة، باعتبار أن رأس الصاروخ موجه، ومزوّد بنظام ملاحة ذاتي. ويمكن لهذه الصواريخ أن تصحح مسارها في أثناء الطيران، باستخدام أجنحة قابلة للطي، كما يمكن أن يصل مدى الصاروخ من هذا الطراز إلى 150 كيلومترًا مما يمكنه من إحداث أكبر ضرر في البنية التحتية لمدارج المطارات.

شركة «رفائيل» العسكرية الإسرائيلية والجهة المصنعة للصاروخ، أوضحت أن الصاروخ يعتمد على مجموعة ذخيرة انزلاقية (جو- أرض)، مستقلة عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وتعتمد هذه الصواريخ على تقنية «Rafael» لمطابقة المشهد، للحصول على ضربات دقيقة على نطاقات تصل إلى 100 كيلومتر.

الرسالة

غارتان جويتان إسرائيليتان متتاليتان على مطار دمشق في أسبوعين، الهدف منه هو إرسال رسالة أن سوريا لا تستطيع الدفاع عن مجالها الجوي ضد الضربات، مما يدفع النظام السوري إلى إصلاح تلك المطارات بسرعة وإعلان عودتها إلى العمل.

والرسالة الثانية موجهة لسوريا، بأنها ستدفع ثمن استضافتها لميليشيات إيران، بهدف الضغط على النظام بالتوقف عن السماح لإيران باستخدام هذه المطارات. 

في الوقت الذي لم تدفع فيه إيران نفسها ثمناً باهظاً إذ يمكنها نقل ذخائرها لموقع آخر، فليس واضحاً ما إذا كان ذلك قد يشجع إيران على تغيير التكتيكات والاستراتيجيات.