رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السم فى العصير» يقتل الأبرياء.. الإعدام لـ«سفاحة الصعيد» وعشيقها

الإعدام
الإعدام

قضت محكمة جنايات نجع حمادي، اليوم السبت، بإعدام ربة منزل وعشيقها، بعد ورود الرد الشرعي من مفتي الجمهورية.

«سفاحة الصعيد» أو «الزوجة القاتلة» أو «الخائنة»، هي ألقاب أطلقها أهالي قنا عليها، بعد أن تجردت ربة منزل بقرية كوم البيجا بفرشوط، التابعة لمحافظة قنا، من مشاعرها، بعد أن قتلت أطفالها وحاولت التخلص من زوجها، بسم الكلاب، حتى يخلو لهما الجو.

منذ سنوات تزوجت فتاة، لم يتخط عمرها 18 عاما، بموظف في السكة الحديد،  يكبرها بست سنوات، ومن متوسطي الدخل، عاشا سويا ، وأنجبا 4 أطفال ولدان وبنتان، أكبرهما 9 سنوات، وأصغرهما أمنية سنة وشهران، الوحيدة التي نجت من الموت.

بالرغم من أن حياتهما كانت أمام الأهل والأقارب  ميسورة الحال ولا يوجد بها مشاكل، وكان الجميع يحب الأسرة، بسبب طيبة الزوج وإخلاصه ووده للجميع،  والوقوف معهم في كل المناسبات،  إلا أن الحياة الخاصة بينهما كانت مليئة بالمشاكل،  خاصة في السنوات الأخيرة، بعد أن انتابت حالة من الشك الزوج، بعد أن شك في زوجته، وعلاقتها العاطفية بسائق من أقاربها، زادت من حدتها في الآونة الأخيرة، مما زاد من الخلافات بين الزوجين.

واجه الموظف بالسكة الحديد زوجته أكثر من مرة، بشكه فيها، ولكنها كانت تنكر، وقتها أخبرت عشيقها، بأن زوجها "كشف المستور"، وربما تحدث فضيحة لها ولأسرتها التي تتمتع بسيرة طيبة.

وقبل وقوع الحادث نشبت مشادات حادة بين الزوجة والزوج، فقررت الانتقام منه،  فاتفقت مع عشيقها على التخلص منه، حتى لا يفتضح أمرهما، ولكن نشبت خلافات بينها وبين عشيقها، على من سينفذ الجريمة، وآلية تنفيذهما.

فكرا الاثنان في التخلص من الزوج عن طريق قتله داخل المنزل، ولكن الزوجة خشيت من ذلك، فهداهما تفكيرهما أن يتخلصا منه ومن الأطفال، حتى تصبح الزوجة بمفردها، حتى تهرب مع العاشق ويتزوجا، ولكن اختلفا على التخلص من الطفلة الرضيعة الأخيرة،  حتى توصلا إلى اتفاق بأن يتخلصا من الزوج والأطفال الثلاثة ولدان وبنتين، حتى يخلو لهما الجو.

وبعد تفكير شيطاني عميق، توصلا إلى وضع سم قاتل، داخل عصير، وإعطائه للزوج والأطفال للتخلص منهم، وإيهام الأهل والأقارب أن سبب الوفاة تناول عصير فاسد ومنتهي الصلاحية.

اتفقت الزوجة والعشيق، الذي اشترى سم كلاب، من وجه بحري، حتى لا يفتضح أمره، إلى أن تخبر الزوجة زوجها بأن طفلتها مريضة، ولا بد أن تذهب بها إلى طبيب أطفال بمدينة فرشوط،  وبالفعل خشى الأب على ابنته، واستقل دراجته البخارية ومعه زوجته وأطفاله الأربعة، وتوجهوا إلى فرشوط.

وصلت الأسرة إلى عيادة الطبيب،  وقتها طلبت الزوجة من زوجها أن تصعد إلى العيادة لحجز كشف عند الطبيب، ومعها رضيعتها، وعليه الانتظار مع أبنائه الثلاثة أسفل العيادة،  وبالفعل صعدت إلى العيادة، حيث كان عشيقها ينتظرها هناك، بعد أن اشترى 4 زجاجات من العصير، ووضع سم الكلاب فيه، وقام بإعطاء العصير لعشيقته، التي ذهبت إلى زوجها وأطفالهما، وأعطتهم العصير ليتناوله، ومكثت مع الزوج حتى تناول العصير مع أبنائه، وحاولت التخلص من زجاجات العصير، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة.

صعدت الزوجة إلى العيادة مرة أخرى،  وكان ينتظرها العشيق،  وبعدها اتصل بها زوجها،  ليخبرها بأنه وأطفاله في حالة إعياء شديد، ورصدت كاميرات مراقبة ضحكتها أثناء نزولها من العيادة بعد سماعها الخبر،  واستقلت الدراجة البخارية مع زوجها للذهاب إلى المستشفى،  وبعد وصولهم إلى المستشفى، توفي الأطفال الثلاثة وتم نقل الزوج إلى مستشفى بقنا.

حاولت الأم أن توهم الأهل والشرطة أن أطفالها تناولوا عصيرا فاسدا، إلا أن يقظة الأمن برئاسة العقيد دكتور قرشي عبد المنعم، رئيس فرع البحث الجنائى،  والرائد مصطفى القاضي، رئيس مباحث فرشوط، تمكنت من كشف الحقيقة، وضبط الزوجة والسائق، اللذين اعترفا بارتكابهما الواقعة.

واعترفت الزوجة وعشيقها، بالاتفاق سويا، على التخلص من الزوج والأطفال،  لوجود علاقة عاطفية تربطهما سويا، منذ فترة،  وقبيل الحادث، اتفقا على طريقة للتخلص من الزوج والأطفال،  ليخلو لهما الجو.

وأضافا أنهما خططا سويًا للتخلص من الزوج والأطفال، ووصلا إلى اتفاق بوضع السم في عبوات عصير، وقام العشيق الذي يعمل سائقا، بشراء السم، وإعطائه للزوجة، التي وضعته في عبوات بالاشتراك معه، وتقديمه لزوجها وأطفالها الثلاثة، ولإيهام الأهل والأقارب على أن سبب الوفاة تناول عصيرا منتهي الصلاحية من محل بقالة، في محاولة لإبعاد الجريمة عنهما،  قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات الجريمة.

ومثلت الزوجة وعشيقها، أمام جهات التحقيق، والأجهزة الأمنية بفرشوط، جريمتهما، والتي أسفرت عن مقتل 3 من أطفالها، وإصابة الزوج بحالة خطرة، نتيجة وضع السم في القضية التي حملت رقم ١٥٣١ لسنة ٢٠٢١ إداري مركز شرطة فرشوط، وكشفت تحقيقات النيابة عن أن الزوجة والسائق على علاقة غير شرعية ببعضهما واتفقا على قتل الزوج والأطفال.

واعترف المتهمان بارتكاب الواقعة وقاما بتمثيل الجريمة، وقررت  الجهات المختصة إحالة القضية إلى محكمة الجنايات التي عاقبت المتهمين بإحالة أوراقهما إلى المفتي، ثم الإعدام شنقًا بعد الحصول على موافقة مفتي الجمهورية.